الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة
3 طرق بسيطة للتربية والتعامل مع السلوكيات الصعبة
إن الأبوة والأمومة لا تعني عمل الشيء الصحيح دائماً، بل أن تستطيع العائلة التعايش مع صعوبات الحياة، فلا بأس من الوقوع في الخطأ، أو الشعور بالقلق والتوتر، ولكن بالرغم من كل ذلك يكون لديهم إيمان قوي وراسخ بأن الأمور سوف تتحسن بمرور الوقت، لأنهم صنعوا الرابطة والعلاقة الإيجابية مع أطفالهم ليتعايشوا مع كل الأوضاع بثقة كبيرة.
ما هي استراتيجيات التربية الإيجابية
تشكل هذه الاستراتيجيات بدائل عملية عن اللجوء للعقاب، و تساعد على بناء الشخصية المتميزة التي يطمح لها كل مربي، وهي خطوات عملية ومتكاملة فيما بينها يمكن استعمالها دائماً و خصوصاً عند سلوك الأبناء لسلوكيات مقلقة ومزعجة.
-
استراتيجية مكافأة السلوك الإيجابي
إن مكافأة السلوك الإيجابي تكون بالتعبير عن مشاعرنا الإيجابية تجاه أبنائنا ومدحهم وتعزيزهم والتركيز على السلوكيات الإيجابية، مما يجعلنا نحتفظ بطاقتنا أكثر، فلا نشعر أننا قد استنزفنا كما يحدث عندما نغضب أو نصرخ دون أن نحصد من وراء ذلك أي فوائد تربوية.
وهذا يعني عدم التركيز على بعض السلوكيات المتعلقة بسنهم مثل الحركة والاكتشاف المستمر، وإبداء بعض التسامح معها.
كيف نكافيء السلوك الإيجابي؟
- صفي سلوك طفلك وعلقي على حالته النفسية بشكل إيجابي مثل: أراك مستمتعاً في الرسم والتلوين أو في دراستك-..
- عبري عن مشاعرك وإعجابك بسلوكه، مثل: جميل وممتع رؤية عملك وإنجازك، أنا معجبة جداً بعملك، أنا فخورة بك، عمل يستحق التقدير.
- ملاعبة طفلك تعني أنك متواجدة معه ومهتمة به، وهذا يجعله منفتحاً ومتقبلاً لك، مما يمنحه ثقة قوية بقدراته وإمكاناته، فتتشكل لديه القيم والمعايير الإيجابية.
- تجاوزي وغضي النظر عن بعض اندفاعاته وتصرفاته الطفولية، لا تركزي عليها دائماً لكن هذا لا يعني تجاهلها أو قبولها ولكن ممكن أن يكون تدخلك بشكل حركة بالرأس أو من خلال ملامح وجهك بدون تعليق لفظي.
- عبري عن حبك وكافئي طفلك باللمس أو الحضن والعناق والربت على الرأس أو الكتف بشكل يتناسب مع سنه.
- امنحي طفلك شيئاً يحبه كمكافأه له على أن لا يكون ذلك عادة، حتى لا تكون المكافأة المادية هي الدافع الوحيد للسلوك الإيجابي.
-
استراتيجية التعامل الإيجابي مع كلمة (لا)
كلمة (لا) من أكثر الكلمات التي يستخدمها الأطفال في عمر ما بين السنة الأولى والثالثة لأنها الأكثر استعمالاً من قبل الآباء والأمهات (لا تفعل، لا تركض، لا تلمس..) ومن المعروف أن الأطفال في هذا السن يميلون كثيراً إلى التقليد. إذاً ما الحل؟
ينبغي التقليل من استعمال هذه الكلمة من قبل الأهالي أولاً:
- تأكدي قبل أن تقولي (لا) بأنك تمنعينه عن شيء يشكل خطورة عليه.
- ابدئي دائماً بمنح البدائل، مثلاً بدل اللعب بالتلفاز قدمي لعبة محببة للطفل.
- استعملي مصطلحات بديلة، مثل: "امشي بهدوء، تحدث بصوت منخفض، أو توقف عن فعل كذا".
- أعطي أهمية لكلمة (نعم) عندما يقولها ابتسمي وكرريها معه وعززي هذا السلوك لديه.
- لا تبتسمي عندما يكرر كلمة (لا) حتى لا تعززي هذه الكلمة والسلوك لديه، ولا تغضبي فهذا سيشعره بأنه يستطيع جذب انتباهك بهذا السلوك فيكرره.
- وأخيراً لا تقلقي، وتذكري أن كلمة (لا) شيء طبيعي لدى أطفال بين عمر السنة الأولى وحتى الثالثة، وهي إحدى متطلبات النمو والرغبة في الاستقلالية.
-
استراتيجية التركيز على حل المشكلة
إن أهمية هذه الإستراتيجية تكمن في التركيز على المشكلة والحل وليس على الطفل نفسه، مما يجعلك تمارسين دورك كمربية بشكل أفضل، كما أنها تدربك على الصبر والهدوء عند حدوث السلوك غير المناسب لطفلك.
- أول خطوة هي بأن تتقبلي طفلك ومشاعره والتعبير عن حبك له سواءً من خلال ضمه أو تقبيله وعدم تعنيفه.
- الإنصات له والاستماع لما يريد أن يقوله عن سبب السلوك الذي قام به.
- التعاطف معه من خلال بعض الكلمات مثل: "هل هذا ما حدث فعلاً، الآن فهمت". ويمكن إيصال ذلك من خلال تعابير وجهك وملامسته.
- ابدئي بطرح بعض الأسئلة عليه من منطلق الفضول والرغبة في فهم السلوك وسببه وليس من منطلق الغضب والعصبية.
- لا تقدمي حلولاً سريعة بل استمري في طرح الأسئلة التي تساعد طفلك على إيجاد الحلول، والتي تعني توجيهه نحو الحل مثل: "ماذا حدث؟ كيف تصرفت؟ هل هناك تصرف آخر يمكن التفكير به لحل هذه المشكلة؟".
- وأخيراً يمكنك الآن توجيهه نحو بعض البدائل والحلول مثل: "ما رأيك لو عملنا...؟ هل يمكن أن أساعدك في...؟"
إن هذه الاستراتيجية في التعامل مع سلوكيات الأبناء تنشئ علاقات متميزة داخل الأسرة، وتدرب الأهالي على الصبر والتحمل وتعلمهم الإبداع في إيجاد الحلول.
كل الطرق التي يختارها الأمهات والآباء لديها مميزاتها، وتحدياتها والأمر يرجع إلى الوالدين لاختيار الوسيلة التي تناسبهم.
تذكري دائماً أن التربية مهمة صعبة لأن لكل طفل خصاله الفريدة، لذلك لا توجد طريقة واحدة مبسطة للتربية وليس هناك خطأ أو صواب بالمطلق.