الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة
دليلك عن خطوات وآلية التحليل الوظيفي لسلوك الطفل
القاعدة السلوكية تقول: السلوك لا يحدث بمفرده ولذلك نحتاج أن نفهم الأسباب الكامنة خلف حدوثه وتسمى هذه الطريقة بالتحليل الوظيفي للسلوك وتستخدم في ميدان العلاج السلوكي المعرفي.
أسباب السلوك غير المرغوب فيه
بشكل عام، الأسباب الأكثر شيوعاً لمشكلة السلوك غير المرغوب فيه هي:
- الوصول إلى الاهتمام الاجتماعي، كأن يقوم الطفل بسلوك ما فقط ليجذب انتباه المحيطين له من أسرته.
- الوصول إلى العناصر أو الأنشطة، كأن يظهر السلوك كرد فعل من قبل الطفل عندما يرغب في الحصول على شيء ما أو عمل شيء ما ويتم منعه عنه.
- الهروب / تجنب المنبهات أو المهام غير السارة، مثل هرب الطفل من القيام بشيء مثل الواجبات المدرسية أو المهام اليومية.
- التنبيه الحسي، مثل الأمور التي تشعر الطفل بالراحة النفسية أو المتعة الداخلية كقضم الأظافر أو تحريك الأرجل بشكل مستمر أو رفرفة اليدين.
مراحل السلوك عند الطفل
وتعتمد خطوات تطبيق التحليل الوظيفي للسلوك على معرفة المراحل الثلاث للسلوك والتي تسمى (ABC):
- ما يحدث قبل السلوك (Antecedent).
- السلوك (Behavior).
- ما يحدث بعد السلوك (Consequence).
مثال على ذلك:
ما قبل السلوك: طُلب من أحمد أن يجيب على سؤال معلمة العلوم.
السلوك: إجابته الخاطئة.
ما بعد السلوك: علامات وجه المعلمة وهي غير راضية عن أدائه واستهزاء زملائه.
وبعد دراسة المراحل الثلاث وتحليلها يقوم المعالج بتحديد في أي مرحلة يحدث التحفيز للسلوك، ثم يبدأ بناءً على ذلك بتحديد خطوات العلاج السلوكي التي يجب أن يتخذها .
من المهم أن يكون الشخص المعالج المختص حاضراً لمراقبة السلوك لأنه يكون ملماً بجميع التفاصيل والأشياء التي من الممكن أن تؤثر على سلوك الطفل، والتي لا ينتبه لها الأهل أو المدرسة في الغالب.
متى يلجأ الأهل لأخصائيي التحليل الوظيفي للسلوك
بشكل عام يلجأ الأهل إلى معالجة سلوك الطفل إذا كان هذا السلوك يعيق تقدم الطفل مثل الهروب من المدرسة أو الخجل أو الإنعزال أو العناد، أو أنه يلحق الضرر به أو بالآخرين مثل سلوك قضم الأظافر أو نتف الشعر.
ويقوم المعالج المختص عادةً بمراقبة الطفل وملاحظة سلوكه مدة أسبوعين كاملين قبل العلاج، وذلك لقياس مستوى تكرار السلوك ولمعرفة ما إذا كان يستدعي العلاج أم لا.
خطوات التحليل الوظيفي للسلوك
تمر عملية التحليل الوظيفي للسلوك بالخطوات التالية :
أولاً: تحديد السلوك المستهدف
هنا من المهم تحديد السلوك الأكثر اهمية ونقصد بالأهمية السلوك الأكثر تأثيراً على إعاقة تقدم الطفل وتطوره أو الأهم من الناحية الإيجابية في تطوير قدراته بشكل أفضل .
ثانياً: جمع المعلومات
وهذا يشمل جمع معلومات عن:
- الأماكن التي حدث فيها السلوك والأشخاص المسبيين له سواءً من الأقران أو البالغين.
- الأحداث التي حدثت قبل السلوك مباشرة كمحفزات محتملة.
- الأحداث التي تحدث مباشرة بعد السلوك .
- ما الذي تم محاولة منعه أو مقاطعة السلوك، إن وُجد؟
- هل تم حل السلوك؟ وكيف انتهى؟
- الأسباب المحتملة للسلوك مثل جذب الانتباه أو التجنب أو معارضة بعض الإجراءات.
- غرفة الصف أو البيئات الأخرى، ومستوى انتباه الكبار في وقت السلوك.
- طريقة التدريس المستخدمة والتوقعات الأكاديمية والسلوكية في وقت السلوك.
- التغييرات الحديثة في حياة الطالب داخل أو خارج المدرسة أو المجتمع أو غير ذلك من القضايا ذات الصلة.
ثالثاً: دعم الفرضية
يجب أن تقدم المراجعة تخميناً منطقياً للصلة بين السلوك والغرض الظاهر منه، أي تأكيداً على ارتباط السبب بحدوث السلوك، مثلاً بعد جمع المعلومات في الخطوة السابقة يتبين أن هناك علاقة قوية بين ظهور السلوك الخجل وسبب هروب الطفل وتجنبه للمشاركة الصفية.
ويمكن أن توجه هذه الفرضية الجهود الأولية لتخطيط التدخل واختبار دقته من خلال النتائج، ولاقتراح أفضل الممارسات باستخدام نقاط القوة والضعف لدى الطالب وتاريخ الاستجابات للتدخلات المختلفة.
رابعاً: تطوير التدخلات والاستراتيجيات
يجب أن تحدد الخطة المكتوبة التغييرات التي يسعى المعالج إلى إجرائها في سلوك الطفل، يجب أن تحدد خطة التدخل السلوكي المهارات الجديدة وتعديلات السلوك المتضمنة.
كما ويجب أن تناقش الخطة التعديلات اللازمة على بيئة التعلم بما في ذلك المناهج وأساليب إدارة السلوك، وأن يكون للاستراتيجية تركيز واضح وشخص محدد مسؤول عن تنفيذ الخطوات المقترحه فيها.
خامساً: التقييم
التقييم خطوة حاسمة لأنه يوضح العلاقة بين العلاج المخطط والخطوة التالية في تعديل السلوك، حيث يجب أن ترشد فعالية الخطوة السابقة تطبيق الخطوة التالية.
حيث أنه إذا ظهر للمعالج من خلال البيانات التي يتم جمعها أن هناك ارتفاع في مستوى التحسن لدى الطفل، مثل أن التكرار في حدوث السلوك قل بعد تطبيق التدخل، فهذا معناه أن الإجراء الذي تم اتخاذه لتعديل السلوك ملائم.
في المقابل، لو ظهر للمعالج تأثيرات سلبية أدت إلى استمرار تكرار السلوك فهذا يستوجب إعادة النظر بالإجراء الذي اتخذ وتعزيز تغييره.
وفي الختام من المهم العمل على التحليل السلوكي الوظيفي من خلال التعاون بين الأسرة والمختص للخروج بالنتائج المرجوه من ذلك.