الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة
4 أسباب رئيسية تعوق إبداع أطفالكم... ابتعدوا عنها
الأطفال هم أمل المستقبل، وهم طاقة تزخر بالحياة والنشاط، فالطفل بطبيعته يتمتع بذكاء منذ ولادته، قائم على الشغف والفضول والرغبة في الحصول على أي معرفة جديدة، ويتمتع الطفل بطاقة متجددة ونشاط عالٍ وطموح كبير وتكون هذه هي البذرة التي لو اعتنينا بها بالشكل الصحيح ستكون النتيجة طفل لديه القدرة على الإبداع، ويعتمد هذا كله على الطريقة التي نشجعهم بها.
غالباُ ما يتم اكتشاف مواهب الطفل ومهاراته الإبداعية في مراحل الطفولة المبكرة، وابتداءً من المنزل والأسرة التي تعتبر المحفز الأول والقادرة على تعزيز روح الإبداع لدى الطفل، يأتي بعد ذلك دور المدارس والمؤسسات المختلفة التي تساعد على تنمية تلك الروح.
بعض الأساليب التربوية التي قد تعوق من إبداع أطفالكم، وعليكم تجنبها:
القسوة:
وجد أن الطلاب الذين تعرضوا في طفولتهم الى القسوة يميلون إلى تبني سلوك عدواني ويكون اهتمامهم بالتعليم قليل ويكونون كثيرو التشتت في الفصل ويعانون من قلة في التركيز مع الدروس.
أسلوب التهديد عموماً يضعف قدرة الدماغ على عمل الارتباطات والإدراك مما يجعل الطفل يكتفي بالتقليد الأعمى دون تفكير، ويعوق تكوين العلاقات بين الأشياء والأحداث.
التهديد:
تعتبر اللوزة " amygdala " أكثر أجزاء الدماغ حساسية للتهديد وهي المسؤولة عن تركيز انتباهنا، والباعثات العصبية الصادرة عن اللوزة المخية توقظ الجهاز العاطفي مما يزيد من إفراز الكيماويات مثل الادرينالين والكورتيزول مما يؤدي إلى تغيير طريقة تفكيرنا وتصرفنا وإحساسنا.
ومن المعروف أن مادة السيروتونين هي المنظم الرئيسي للعواطف والسلوك عند الانسان وأن انخفاض معدل السيروتونين في الدم يزيد عدد دقات القلب ويولد السلوك العدواني.
الاجهاد:
يؤدي الاجهاد إلى إفراز مادة الكورتيزول وتسبب هذه المادة ضعف في نظام المناعة وتؤثر في العضلات الكبيرة وتكرار ذلك يؤدي الى موت خلايا الدماغ في المنطقة المسماة قرين آمون hippocampus وهي منطقة ضرورية للذاكرة.
الرقابة والسيطرة المبالغ فيها:
عندما يتبنى الوالدان الأساليب التربوية الصارمة ويفرضان التقييد والسيطرة والإخضاع، سوف تقلل هذه الطرق من عفوية الأطفال ومن ثقتهم بأنفسهم، والتي تكون ضرورية لتنمية الإبداع لديهم، وتجعلهم يصابون بالخوف من أي عمل يقومون به، وبالتالي قد يتوجه هذا الخوف نحو المجتمع، ويبدأ الطفل في الشعور بالخوف من تحطيم العادات والتقاليد التي تربى عليها ويصبح غير قادر على التغير والتكيف، كما وقد يصبحون أشخاص مترددين، ويخشون الإقدام على أي عمل وليس لديهم هدف واضح يسعون إليه.
كما أن هذه الرقابة المتسلطة تجعل الطفل يخاف دائماً من الفشل ونجده لا يقدم على أي عمل جديد خوفاً من الفشل.. وبالتالي يصبح عاجز عن الإبداع.
يفضل تجنب الكلمات التالية عند توجيه الحديث لأطفالكم:
1-كلمات تحمل أسلوب المقارنة:
كأن يقارن الابن بأبيه، فلابد أن نعلم أن اختلاف الزمان والمكان والبيئة والمربي يؤثر كلياً في شخصية الانسان، اعلم أنك لم تكن أفضل منه وهو أيضاً لم يكن أفضل منك، لكل منكما زمان ومكان وظروف مختلفة، وأيضاً عليكما الحذر بالمقارنة بالغير مثل قول: ابن عمك أفضل منك، هل أنت أقل منه؟ لماذا يتفوق عليك دراسياً؟ اعلمي أن ابنك أو ابنتك قد يكونا أذكى وأمهر من الذين تقارنيهم بهم ولكنهما أذكياء وماهرين في منحى أو مجال آخر، في الرياضة مثلاً، أو الفن أو الأدب، لا يكون التفوق فقط في الدراسة والحصول على الدرجات العالية، ولكن لسوء الحظ في وطننا نجد أن النبوغ الدراسي فقط هو الذي يظهر في البداية، ويعتقد الكثير أنه النهاية، هل تستطيع أن تقول عن علي عباس العقاد أو تومس أديسون بائع الجرائد الذي اخترع الكهرباء أنه شخص فاشل، إن الكلمات التي تحمل أسلوب مقارنة سلبي قاتلة جداً ومهبطة للمعنويات فأنصح الأمهات بالحذر من استخدامها مع أطفالهم.
2- كلمة لو:
كلمة قاتلة ومدمرة نفسياً للأطفال، فمثلاً إذا قلنا للطفل لو أنك درست بشكل أكثر لحدث كذا وكذا، بهذا الحديث تكوني قد كسرت فرحته بالنجاح أياً كانت نسبة النجاح 70 أو 80 أو 90 في المئة، فهو ناجح، وكلمة "لو" لا تعيد الماضي، ولكن تقتل حلم المستقبل، ولكن استخدمي بدلاً عن هذا أسلوب الترغيب والمكافآت، فمثلاً يمكنك أن تشتري لطفلك ما يحب من الحلوى وأنت عائده من عملك الي المنزل، وأخبريه إذا درست جيداً وحفظت الدرس اليوم ستكون هذه الحلوى من نصيبك، وإن لم تذاكر جيداً لن تأخذها، وإذا ذاكرت دروسك طوال الأسبوع سوف تذهب إلى مدينة الملاهي مثلاً، وانظري إلى النتيجة، ستجدين السحر والتغير الكامل لطفلك.
3- سئمت منك:
كلمة تقطع الحبال بين البالغين فما بالك لو سمعها الأطفال، لأنك بكل بساطة تقولين له أن كل أعمالك وأفعالك ثقيلة على ولا أستطيع أن اتحملها، تخيلي لو مديرك بالعمل استخدم ذات المصطلح معك، ماذا سيكون شعورك، ستخفض من معنوياتك بالتأكيد، وسيكون تأثيرها أسرع من الرصاصة في القلب.
نحن بحاجة إلى طفل مبدع يستطيع أن...
يأتي بأفكار متنوعة ومبدعه في موضوع واحد ويستطيع ان يتأمل أو يقلب الأفكار في ذهنه ليبتكر شيئاً فريداً.