الأطفال ما قبل المدرسة 4-5 سنة
١٥ مهارة تعلّمينها لأطفالك قبل سن السادسة: الجزء الثالث
بقلم: هيلينا الصايغ
لقد تحدثنا عن أهمية المهارات الحياتية، وكيف أن ممارسة هذه المهارات يولد إحساساً أكبر بالسعادة والرضا. إذا لم تكوني قد قرأتِ الجزء الاول والجزء الثاني بعد، ننصحك بالعودة إليهما وقراءتهما، حيت أنناغطينا مواداً رائعة تشمل المهارات الحياتية التالية:
• اتخاذ القرار
• الصبر والمكافآت المؤجلة
• حل المشكلات
• الالتزام والانضباط
• التواصل
• الاجتهاد
• التعاطف والإحساس بالغير
• القناعة
• التفهم
• التقبل
إننا متحمسون الآن لنقدم لك آخر 5 مهارات حياتية ، والتي تعتبر مهمة للشعور بالسعادة وتمام النعمة، لك ولجميع أفراد عائلتك.
• الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس تأتي من معرفتك بأنك تجيدين عمل أشياء معينة، وتأكدك من قدرتك على الأداء والنجاح فيها. إن الأطفال الذين لديهم وعي بقدراتهم ومواهبهم، يكبرون ليصبح لديهم ثقة بأنفسهم. لا، نحن لا نريد من أطفالنا أن يتصرفوا بتكبّر، ولكننا نريدهم أن يعرفوا انفسهم ويعوا أن لديهم مواهب وقدرات معينة تميزهم. نحن نريدهم أن يعلموا أن لديهم شيء مميز يستطيعون تقديمه للعالم، لذا من المهم أن نساعدهم على تطوير ثقتهم بأنفسهم.
مرة أخرى، أن تكوني قدوة لهم أمر مهم جداً. ما هي هواياتك ومواهبك ماما؟ دعي أطفالك يشاركونك بالأشياء التي تستمتعين بالقيام بها، وانتبهي إلى اهتماماتهم الفردية. سيبدأ طفلك بإظهار ميولاً وتفضيلات ومهارات ومواهب معينة في عمر مبكر جداً، في عمر السنتين تقريباً. قد تكون ميوله رياضية ، أو فنية، أو موسيقية، أو عاطفية، أو عقلية. أخبريهم بما تلاحظينه عليهم، وشجعيهم في تلك النواحي. قومي بسؤالهم عن الأشياء التي يحبون عملها، وما الذي يعتقدون أنهم يجيدون القيام به. ومن ثم اسأليهم كيف من الممكن استعمال هذه الميول لجلب السعادة أو لمساعدة الآخرين من حولهم. قومي بإعطاء معنى وهدف لهواياتهم ومواهبهم.
سيناريو: أنا أحب صنع الكعك لتستمع به عائلتنا. إنه أمر أجيد القيام به واستمتع بعمله. ما هو الشيء الذي تستمتع بالقيام به؟
سيناريو: انظر إلى كل هذه الألوان والأشكال المختلفة التي استخدمتها في الرسمة! لقد لاحظت مؤخراً أنك تمضي الكثير من الوقت بالرسم . حدثني عن هذه الرسمة... هل تستطيع التفكير بطريقة يمكن بها إسعاد شخص آخر بهذه الرسمة؟
سيناريو: حدثني عن بعض الأمور التي تجيد القيام بها... وأي منها تستمتع أكثر بالقيام به؟ ما هو شعورك وأنت تعلم بأنك تجيد القيام بهذه الأشياء؟ هل هناك طرق تستطيع بها استعمال مواهبك لمساعدة الآخرين؟
• تقدير الذات
إننا كأمهات نرى أن أبناءنا رائعين! ولا يمكن أن نقدر أهميتهم وقيمتهم بثمن. ونحن نريد أن يشعر أبناؤنا أيضاً بقيمتهم وأهميتهم. نحن نريد أن يكون لديهم تقديرعالٍ لذواتهم.
كيف يكون تقدير الذات وكيف نطوره لدى أطفالنا؟ أغلب الأمر يبدأ من الطريقة التي نقدر فيها أنفسنا. عندما نخصص وقتاً لأنفسنا، وعندما نحب أنفسنا كما نحن وكما سنصبح فيما بعد، وعندما نسامح أنفسنا بسرعة، فنحن في هذه الحالة نبيّن لأطفالنا كيف يكون تقدير الذات. إن تقدير الذات مختلف عن الثقة بالنفس لأنه لا يعتمد على ما نفعله أو ما نحققه، إن تقدير الذات يوصل هذه المعلومة: "أنا أعلم أن لدي قيمة متأصلة كوني إنساناً، وأنا أستحق الحب والتقبل، وبغض النظر إذا كنت أجيد عمل الأشياء أو لا أجيدها كثيراً."
حاولي لفت انتباه طفلك إلى الأوقات التي تتاح فيها فرص العناية بالذات ومسامحة الذات. قومي برفع قدرهم بواسطة الكلمات والأفعال – كما هي الحال في موضوع التقبل (الذي قرأنا عنه في الجزء الثاني). عمّقي لديهم الإيمان بأن الله خلقهم مميّزين ومهمّين، وأن أحداً لا يستطيع سلب ذلك منهم.
سيناريو: أنت عزيز وغالٍ. وانا لا أستطيع أن أشرح لك كل الأسباب – ولكنك فعلاً كذلك! الله خلقك بهذه الطريقة وجعلك مميزاً! هل تعلم ذلك؟ سأقولها لك 10000 مرة حتى تترسخ لديك هذه الفكرة.
سيناريو: إنه أمر رائع أن تطلب من جارنا أن يدفع لك القليل من المال مقابل أن تسقي له نباتاته وتعشّبها. إن هذا يظهر أنك تستوعب أنك انسان له قيمة مهمة، ولديك ما تقدمه لتساعد من حولك. إنك تستحق هذه النقود وأكثر! ولكنك ستقوم بهذه المهام مجاناً من أجل ماما، صح؟
• الثقة بالآخرين
إن بناء الثقة صعب بالنسبة للأطفال. لقد استغرقك الموضوع نمو طفلك في رحمك لمدة تسعة أشهر - بالإضافة إلى سنين من الاهتمام المستمر - لتحوزي على المكانة التي تتمتعين بها مع أطفالك اليوم! ولكن كلما توطدت ثقة أطفالك بك وببابا، كلما تمكنوا من الوثوق بالأشخاص الآخرين. إن الشعور بالأمان في البيت يشكل القاعدة التي ينطلق منها الطفل، لأن هذه البيئة تقول للطفل: "هناك أناس طيبون في العالم - أناس صادقون، ومحبون ولطفاء." بالتأكيد أن هؤلاء "الأناس الطيبين" سيتم العثور عليهم في البداية بين أفراد العائلة، ولكن قومي بالتحدث لطفلك بشكل متعمّد عن شعوره تجاه الناس الجدد في حياته. إذا كان طفلك يشعر بكثير من التردد أو النفور تجاه شخص معين، فإن دورك حان الآن لكي تثقي بصغيرك. اسأليه عن مشاعره، ولا تدفعيه إلى مواقف تجعله يشعر بعدم الأمان، لأن هذا قد يعطي مفعولاً سلبياً ، ويجعل طفلك يفقد ثقته بالناس. شجعيه على الحديث والوثوق بالناس الذين يشعر بالراحة عند تواجدهم.
إن الإيمان والثقة بمشيئة الله طريق آخر للشعور بالسعادة والأمان. شجعي أطفالك على الوثوق بالقوى العليا التي تحميهم، وأنهم يستطيعون الدعاء والحديث مع الله عندما يشعرون بالخوف وفقدان الأمان.
سيناريو: أحب أن أراك تجلس مع تيتا وتتحدث معها عن يومك. يبدو أنك تثق بها كثيراً. هل من الممكن أن تخبرني عما يجعلك تثق بها؟
سيناريو: ألاحظ أنك تمسك يدي بقوة وأنك لا تحب الحديث مع معلمة أخيك. هل من الممكن أن تخبرني ما الذي تشعر به وأنت بالقرب منها؟ هل هناك شيء يدفعك إلى عدم الوثوق بها؟
• الأمل
إن الأمل يمدنا بالقوة اللازمة للاستمرار والمثابرة في الأوقات الصعبة. إنه الإيمان بأن هناك نور في آخر النفق الطويل المظلم! إذا كانت ماما متفائلة وآمالها عالية، فعلى الأغلب أن يتبنى أطفالها نفس الاتجاه والسلوك عندما تواجههم الصعاب.
تحدثي عن الأوقات الماضية التي شعر فيها طفلك بالتوتر، أو الخوف أو الشك في المستقبل. ما الذي ساعده في تلك الأوقات؟ وكيف انتهى الأمر في حينها؟ بإمكانك أيضاً ممارسة تصوّر كيف سيكون الوضع عندما يخرج من النفق المظلم الذي هو فيه الآن إلى الضوء. قد يكون هذا التمرين مفيداً بشكل خاص قبل النوم، لتتأكدي من أن أطفالك يذهبون إلى النوم وهم يشعرون بالتفاؤل والإيجابية.
سيناريو: أنا أعلم أنك متوتر بسبب مشروعك العلمي الكبير. ما الذي يقلقك أكثر شيء؟ كيف تتصور أن يكون النجاح والارتياح في هذا الموقف؟ هل تعتقد أن بإمكانك التركيز على النتيجة النهائية والتذكر بأنك ستجتاز هذه المرحلة؟ هل تعلم أنني أحبك مهما حدث؟
سيناريو: أنا آسفة لأنك تمر بأوقات صعبة مع أصدقائك في الوقت الحالي. أنا متأكدة بأن هذا يشعرك بالوحدة. هل تتذكر عندما تشاجرت مع ابن عمك في السنة الماضية، وكنت تعتقد أنه لن يسامحك أبداً؟ ماذا حدث بعدها؟ هل تعتقد أنه من الممكن أن يحدث نفس الشيء في هذه الحالة أيضاً؟
• الإيمان
لم نترك الإيمان للنهاية لأنه الأقل أهمية، بل أردنا أن نختم بهذه المهارة الحياتية لنتأكد من أنك ستتذكرينها. إن الإيمان - الوثوق بمحبة الله لنا ولأولادنا، وبخطته لحياتنا، ورغبته بإرشادنا ونحن ننمو ونتطور كأهل لأطفالنا – يعطيك القوة التي تحتاجينها لتعملي على تطبيق المهارات الحياتية التي تحدثنا عنها. إن الإيمان أن الله أكبر بكثير منا ومن كل المواقف والأحداث التي تدور حولنا يجلب مقداراً لا يمكن تخيله من السعادة والسكينة. هذا ينطبق على كل الأمهات والآباء، وينطبق بالتأكيد على كل الأطفال. إن إخلاصك وتفانيك وممارستك اليومية للإيمان يجلب شعوراً بالأمن لأطفالك، ويشكل مثالاً لأطفالك عن كيفية حب الله والوثوق به. شجعي أطفالك على استثمار الوقت في نموهم الروحي، وأن يدَعوا حب الله يملأ قلوبهم ويفيض منها إلى الآخرين.
سيناريو: قرأت اليوم عن النبي إبراهيم وعن كل الطرق التي سخره الله بها في حياته. هل تحب أن تقرأ عن النبي إبراهيم في كتبك؟ هل تستطيع أن تعيد القصة علي؟ هل تعلمت شيئا جديداً عن الله في هذه القصة؟ هل هناك شيء في هذه القصة من الممكن أن تطبقه في حياتك؟
سيناريو: لاحظت أنك تصبح خائفاً عندما تغادر ماما الغرفة لدقيقة. هل تعلم أن الله دائما معك؟ بإمكانك أن تتحدث معه وتخبره عن مخاوفك. أطلب منه أن يعطيك الثقة والقوة. هذا ما أفعله عندما أشعر بالخوف.
سيناريو: شكراً لأنك تأسفت عن تذمرك. أنا أسامحك. هل تعلم من أين يأتي السماح والغفران؟ هل تعلم أن الله يغفر لنا باستمرار؟ وأنه يعطينا القوة لمسامحة الآخرين؟
نحن نأمل أن تكوني قد استمتعت بالأجزاء الثلاثة من سلسة المهارات الحياتية! حافظي عليها قريبة منك، وارجعي إليها وأنت تقومين بإدخال هذه المبادىء إلى حياة عائلتك. كلما بذلتِ جهداً متعمداً ومدروساً لكي تتبني هذه المهارات بشكل شخصي، كلما تعلمها أطفالك بتلقائية. وكلما أجدت مهارة أو اثنتين، ستلاحظين أنك ستلتقطين العديد من المهارات الأخرى بسهولة. كل هذه المهارات مرتبطات ببعضهن البعض، ويعملن معاً لرفعك إلى مستوى جديد من الشعور بالسعادة والسكينة. استمتعي بالعلاقات الأعمق التي ستنتج من نمائك وتطورك أنت وعائلتك! وإذا لم تكوني قد قرأت الجزء الاول والجزء الثاني بعد، فتأكدي من فعل ذلك.
*تم كتابة وتدقيق وترجمة هذا المقال من المقال الأصلي من الموقع : http://www.helenasayegh.com