هل تشعرين بحاجتك لوسائل تربية جديدة مع أبنائك؟ ......... إليك أسلوب التربية بدقيقة

يحتار النُاس في تربية أبنائهم، كيف يرشدونهم إلى الصواب دون أن تكون الوسيلة خاطئة، فيما يلي أسلوب متوازن من أساليب التربية يُدعى " أسلوب الدقيقة الواحدة ". ويعتمد هذا الأسلوب على جعل الأبناء يشعرون بالرضا (أو عدم الرضا) عن سلوكهم وليس عن أنفسهم مع التأكيد على تقبلهم لأنفسهم ورضاهم عنها في كلتا الحالتين (سواء قاموا بسلوك حسن أو سلوك سيئ) كل ذلك يتم خلال دقيقة واحدة. يقول الدكتور سبنسر جونسون صاحب هذا الأسلوب عنه" أسلوب الدقيقة الواحدة أسلوب حديث، ربما تشعر في بداية تطبيقه بأنه أسلوب غريب، ولكنك سترتاح فيما بعد وتمارسه بشكل طبيعي ".

قبل البدء في تطبيق هذا الأسلوب يجب عليكِ إخبار أبنائك أنك ستتبعين هذا الأسلوب معهم وأنه ستكون هناك بداية جديدة لطريقتك في التأديب أو الضبط.

كيف تُطبقين أسلوب التربية بدقيقة؟ إليك القصة التالية لتوضيح الفكرة:

قامت سوسن بفتح ثلاجة المنزل للحصول على قطعةٍ من الشكولاتة الموجودة داخل الثلاجة. وكانت الأم قد حذرت سوسن من فتح الثلاجة بمفردها دون مساعدة من الأم أو شخص أكبر منها سناً. وأثناء محاولة سوسن الحصول على الشكولاتة تسببت في سقوط علبة اللبن وانسكابها على الأرض.

الأم وتعابير الغضب على وجهها: لقد قمتِ بفتح الثلاجة وحدك دون إذن مني أو طلب المساعدة من شخصٍ أكبر منكِ سناً مما تسبب في انسكاب اللبن على الأرض.

الأم: أنا غاضبة جداً بسبب ما حصل أحتاج الآن تنظيف هذه الأوساخ بالإضافة لخسارتنا للبن بسقوطه على الأرض. ثم أخذت الأم نفساً عميقاً وغيرَّت تعابير وجهها استعدادا للنصف الثاني من الدقيقة بتعابير الرضا والقبول.

الأم: اسمعيني يا سوسن، رغم كل ما حصل فأنا ما زلتُ أحبك....... ما لا أحبه هو عدم سماعك لكلامي والتصرف في الأشياء كما تشائين.  

الأم: وأنا عندما أؤنبك على السلوك الخاطئ فهذا أيضاً بسبب حبي لكِ ورغبتي في أن تكوني من أفضل الناس. ثمَّ ضمَّت الأم ابنتها بقوة إشارة لانتهاء التأنيب. 

يمكن تلخيص طريقة التربية بدقيقة في النقاط التالية:

في نصف الدقيقة الأولى

1. أنزلي لمستوى الطفل.
2. انظري في عينيه مباشرة.
3. أعيدي ما قام به بإيجاز عن طريق الكلام على ألا تتجاوز الإعادة ثواني معدودة.
4. أشعري الطفل بغضبكِ من فعله ودعيه يشعر بما تحسِين به في النصف الأول من الدقيقة.
5. خذي نفساً عميقاً بعد ذلك وأشعري بالهدوء النفسي.

 في نصف الدقيقة الثاني

1. انظري لوجه الطفل بطريقةٍ تشعره أنك إلى جانبه ولست ضده.
2. أشعريه أنكِ تُحبينه، ولكنك لا تُحبين سلوكه.
3. أخبريه أنه طفل طيب وأنكِ راضية عنه، ولكنك لست راضية عن سلوكه.
4. أخبري الطفل أن تأنيبك له بسبب حبك له.
5. ضُمي ابنك إلى صدرك بقوة لتشعريه أن التأنيب قد انتهى.

مـع الاستمرار في استخدام هذا الأسلوب سيشعر الابن مع الوقت بـــ -

1. إن الخطأ فرصة للتعلم.
2. ضرورة أن يتحمل مسؤولية تصرفاته.
3. أنه إنسان طيب.
4. أنه محبوب منك.
5. أن هناك فرقاً بين ذات الإنسان وسلوكه.