الثلث الأول
هل تحصلين على كمية كافية من اليود أثناء الحمل؟
هل تعلمين أن اليود من بين العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجنين كي ينمو دماغه وجسده بشكل أفضل! ولكن لسوء الحظ، فهو أحد أكثر حالات نقص التغذية انتشاراً في جميع أنحاء العالم، والنساء الحوامل معرضات بشكل خاص للإصابة به، ويجب عليهن التأكد من الحصول على الكميات الكافية منه.
لماذا يعتبر اليود ضرورياً أثناء الحمل؟
يوجد اليود في الطعام ويلعب دورًا مركزيًا في الحفاظ على وظيفة الغدة الدرقية، وهي الغدة الموجودة في قاعدة الرقبة، والغدة الدرقية مسؤولة عن نمو الجسم وتطوره وعن إنتاج الهرمونات التي تنظم التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب، كما أن اليود مسؤول أيضًا عن تطوير دماغ الجنين والجهاز العصبي.
وإن كانت المرأة في الوضع الطبيعي تستطيع الحصول على احتياجها من اليود من خلال تناول حمية غذائية متنوعة، إلا أنه قد لا يكون هذا هو الحال أثناء الحمل، ويعود السبب في ذلك إلا أن الغدة الدرقية تصبح أكثر نشاطًا في بداية الحمل، ونتيجة لذلك ينتج حوالي 50٪ أكثر من هرمونات الغدة الدرقية لدعم نمو الجنين. وبالتالي، سوف تحتاج الأم إلى كمية من اليود أكثر من المعتاد لتلبية احتياجاتها واحتياجات طفلها. كما أنه أثناء الرضاعة الطبيعية، ستحتاج الأم أيضًا إلى زيادة تناول اليود لأن احتياجات طفلها من اليود ستتم تلبيتها بشكل أساسي من خلال حليب الثدي.
ويتسبب نقص اليود الحاد إلى الكثير من المشاكل الصحية ومنها:
- ارتفاع مخاطر الإجهاض
- تأخر نمو الرضع
- انخفاض معدل الذكاء
- ضعف النمو البدني والتنموي
- مشاكل الغدة الدرقية لدى حديثي الولادة
حتى وإن لم يكن النقص حاد، يمكن أن تتسبب في انخفاض ذكاء الأطفال، والذي يمكن تجنبه من خلال تلبية احتياجاتك من اليود قبل وأثناء وبعد الحمل!
ما هي كمية اليود المطلوبة؟
يحتاج البالغون عمومًا إلى 150 ميكروغرامًا من اليود، وتزداد هذه الحاجة أثناء الحمل إلى 220 ميكروغرام و290 ميكروغرام أثناء الرضاعة الطبيعية.
ما هي مصادر اليود؟
تعتبر منتجات الألبان والمأكولات البحرية والبيض والملح المعالج باليود والأعشاب البحرية من بين أغنى مصادر اليود الغذائية، وفيما يلي قائمة أكثر تفصيلاً بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من اليود لتضعيها في خطة وجباتك:
الكثير من الأشياء الجيدة يمكن أن يكون ضاراً! وهذا ينطبق على كمية استهلاكك من الملح والمأكولات البحرية، فرغم أن الملح المعزز باليود مفيد إلا أنك يجب أن تراقبي كمية استهلاكك له - أي:
- لا يجب أن تتجاوز الحصة اليومية من الصوديوم2300 يومياً (حوالي 1 ملعقة صغيرة ملح). يمكن أن يؤثر استهلاك الكثير من الملح بشكل سلبي على الأم وعلى الجنين أثناء فترة الحمل، مما يسبب التورم وارتفاع ضغط الدم.
- نظرًا لارتفاع نسبة الزئبق في المأكولات البحرية، يجب على النساء الحوامل الحد من استهلاكهن للمأكولات البحرية إلى 2-3 حصص في الأسبوع (حوالي 340 جم) باستثناء تونة الباكور البيضاء، والتي يجب على النساء الحوامل الحصول على حصتين في الأسبوع (حوالي 170 جرامًا)) ، حيث يمكن أن يؤثر الكثير من الزئبق سلبًا على نمو دماغ الطفل وجهازه العصبي.
ومن الأطعمة التي لا تحتوي على اليود:
- بدائل الحليب: بينما تحتوي منتجات الألبان على كميات عالية من اليود، فإن البدائل الأخرى غير الألبان مثل حليب اللوز والشوفان و الصويا لا تحتوي عليها.
- الأملاح المتخصصة: انتشر في الآونة الأخيرة اقبال الكثيرين على الأملاح المتخصصة بما في ذلك ملح البحر وملح الكوشير وملح الهيمالايا وفلور دي سيل، والتي نادرًا ما توفر أي يود مقارنة بالملح المعالج باليود العادي.
- الوجبات الجاهزة والأطعمة المصنعة: على الرغم من أن هذه الأطعمة تشتهر بمحتواها العالي من الملح، إلا أن الملح المستخدم في تحضيرها لا يحتوي على اليود بشكل أساسي.
تحث جمعية الغدة الدرقية الأمريكية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال النساء على تناول مكمل غذائي يومي قبل الولادة يحتوي على 150 ميكروغرام من اليود من وقت البدء في التخطيط للحمل وطوال رحلة الحمل والرضاعة الطبيعية، وأن تبتعدي عن مكملات اليود لأن تركيزها عالي يصل إلى 500ميكروغرام وهذه تعتبر كمية عالية سامة.. لذلك عليكِ أن تعتمدي على فيتامينات الحمل التي تحتوي على 150ميكروغرام من اليود.
أخيراً، يجب أن تعلمي أن اليود من بين العناصر الغذائية الأساسية الأخرى اللازمة أثناء الحمل، وأن عليكِ التأكد من تلبية احتياجاتك منه من خلال فيتامينات ما قبل الولادة والأطعمة الغنية باليود قبل الحمل وأثناء الحمل وبعده إذا كنتِ تخططين للرضاعة الطبيعية.