الثلث الثاني
ما الذي يسبب تورمات الحمل وكيف تسيطرين عليها
تورّمات الحمل جَعلت جسمي كالبالون المُنتَفخ!
أجدُ صعوبةً في نزع الخاتم من إصبعي نتيجةً لتورم يدي وانتفاخهما مُعظم الوقت، كما أنني صرت أستهلك وقتاً أكبر لربط حذائي بسبب تورّم قدمي.. ما الذي يحدث؟
لن ينتفخ بطنكِ فقط خلال فترة حملك، بل ستلاحظين أيضاً عزيزتي الأم انتفاخ وتورّم كافة أجزاء جسدك خاصة القدمين والكاحلين، ستزداد ملاحظتكِ لهذه التورّمات مساءً في نهاية يومكِ الشاق؛ كما ستزداد مع زيادة درجة حرارة جسمك.
حيث أن 25% من الوزن المكتسب خلال الحمل يأتي من الإستسقاء، فما هو؟
هو مخزون من سوائل الجسم الزائدة التي تكون في أجواف الجسم وأنسجته، عادةً ما يكون في القدمين والكاحلين.
يعد من أحد أعراض الحمل بالإضافة إلى حالات الإصابة الرئوية وفشل القلب الاحتقاني. لا يعتبر الإستسقاء حالة صحية طارئة إلا إذا كان هنالك مضاعفات أخرى مثل صعوبة التنفس أو صعوبة الحركة.
الطريقة لمعرفة إذا ما كان الإنتفاخ بسبب إستسقاء أو تورم آخر هو بالضغط على المنطقة المنتفخة.
متى تبدأ تورّمات الحمل؟
تبدأ التورمات من الأسبوع (22-27) من الحمل عند ثلثي السيدات الحوامل، وعادةً ما تُلازِم السيدة إلى حين إنجابها.
ما الذي يُسبّب تورّمات الحمل؟
من الآيات القرآنية التي لطالما لفتت انتباهنا هي الآية التي تنص على أن الماء جزء من الحياة، (وجعلنَا منَ الماء كلَّ شيءٍ حي أَفَلَا يُؤمنون) الأنبياء|30.
فمن الطبيعي أن يحافظ الجسم على السوائل خلال الحمل لضمان وصول التغذية الكافية للأم وللجنين. وقال بعض الأطباء أن الاستسقاء يحمي الجنين، لما له من أهمية في قدرته على امتصاص الارتطامات والصدمات.
وكذلك تحدث هذه التورمات بسبب زيادة ضغط وزن الجنين المختبئ داخل رحم الأم على الأوعية الدموية في تلك المنطقة، من أهمّها: الوريد الأجوف السفلي (يوجد في الجّهة اليُمنى من أسفل الجّسم، ويقوم بإعادة الدم المُتدفق من الأطراف السفلية إلى القلب).
كيف يحدث ذلك؟
يزداد الضغط الهيدروستاتيكي "Hydrostatic pressure" داخل الأوعية الدموية مما يؤدي إلى خروج الماء إلى الأنسجة المحيطة، وتعتمد هذه الآلية على قوة الجاذبية أيضاً، فيكون التأثير ملاحظ بشكل أكبر في الأوردة البعيدة عن القلب مثل الأوردة الموجودة في القدمين.
هل من مخاطر مُتعلقّة بحدوث تورّمات الحمل في جسمي؟
تكون التورّمات المعتدلة والطبيعية أثناء الحمل الناتجة عن زيادة السوائل المُتدفقة في جسم الأم غير مؤلمة.
في حال بقاء التورّمات لفترة طويلة أو ظهورها في منطقة الوجه واليدين وعدم تحسُّنها، عليكِ باستشارة الطّبيب؛ لأن التورمات الزائدة أثناء الحمل قد تكون إحدى أعراض تسمم الحمل.
لكن لا داعي للقلق عزيزتي الأم؛ إذ لا تعد التورّمات عَرَضاً مؤكدّاً للإصابة بتسمم الحمل لارتباطهِ بأعراض كثيرة مُختلفة، مثل: ارتفاع ضغط الدّم، والوزن الزائد.
كيف يمكنني الحَدّ من تورّمات الحمل؟
-
تجنبّي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، على سبيل المثال، يُنصَح بالوقوف لخمس دقائق مقابل جلوسكِ لكل ساعة.
-
ارفعي قدميك لدفع السوائل المتجمعة للصعود بفعل الجاذبية.
-
شرب الماء لمساعدة الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد.
-
عليك بالحركة والمشي لتنشيط عضلات القدمين وعضلة القلب.
-
تقليل الملح في الطعام لتقليل ضغط الدم الذي يؤثر على الاستسقاء بعلاقة طردية.
-
ارتداء حذاء مريح.
-
تدليك القدمين من الأسفل للأعلى.