الولادة
لماذا تحدث الولادة المبكرة وكيف يمكن التغلب على آلامها؟
د. الاستشاري مروان سليمان السمهوري - نسائية وتوليد
ما هو تعريف الولادة المبكرة ؟
هي ولادة الأم لطفل قبل 38 أسبوع بعد أول يوم من آخر دورة شهرية. والتي عادة يكون التبويض والحمل قد حصل بعدها بإسبوعين تقريبا. وقد كان قديما يقاس بوزن المولود ، ولكن نظرا للتأثيرات الكثيرة الخارجية أو الداخلية في الرحم على وزن المولود، فقد اتفق حديثا على اعتبار نهاية الأسبوع 37 وبداية الأسبوع 38 نقطة الفصل بين الولادة المبكرة أو المكتملة.
أسباب الولادة المبكرة :
في معظم الأحيان نجد أن الأسباب غير معروفة ، ولكن هناك عوامل مساعدة على حدوث الولادة المبكرة، أهمها :
-
نزول ماء الجنين:
الذي يحيط بالجنين ويتبعه مباشرة الولادة المبكرة، وعادة ما يكون سبب ذلك غير محدد، ولكن غالبا بسبب الإلتهابات المهبلية أو إلتهابات عنق الرحم.
-
رخاوة في عنق الرحم :
وذلك بسبب ضعف في عضلات عنق الرحم وهو يسبب نسبة كبيرة من الولادات المبكرة. وتشخيص ذلك يكون عادة قبل الحمل وبعد إجهاضات متعددة أو ولادة مبكرة سابقة .
-
عيوب خلقية في الرحم :
مثل حاجز داخل الرحم، والرحم ذو القرنين، مما يسبب الضغط على الجنين في وقت مبكر وبالتالي الولادة المبكرة .
-
وجود حمل ثقيل داخل الرحم مثل التوأم ، أو وجود ماء زيادة حول الجنين .
-
وجود عيوب في المشيمة أو الجنين:
وخاصة الخلاصة التي تسبق الجنين مما يسبب النزيف الرحمي ومن ثم الولادة المبكرة، أو في حالة وفاة الجنين في الرحم.
-
في بعض الحالات وجد أن تناول الأم الحامل للمواد الكحولية وكذلك التدخين يساعدان على الولادة المبكرة. (صحة الأم: ٤ آثار خطيرة للتدخين أثناء الحمل)
تشخيص اعراض الولادة المبكرة :
من الضروري جدا التمييز بين آلام الولادة الكاذبة وآلام الولادة المبكرة الحقيقية، فهناك بعض الحالات تكون آلام تشبه آلام المخاض ولكن لا تؤدي إلى ولادة مبكرة ولذلك نسميها بالكاذبة ، ولكن آلام الولادة المبكرة يكون تشخيصها سهلا عند مراقبتها فنجد ان تقلصات الرحم تأتي كل 10دقائق ولمدة 30دقيقة أو اكثر، وهنا وعند التشخيص أن الحالة هي آلام ولادة مبكرة وخاصة بوضع الحامل على جهاز مراقبة الجنين وتقلصات الرحم، فيجب إيقافها لمنع الولادة المبكرة .
لماذا يجب إيقاف الولادة المبكرة ؟
هنالك أسباب عديدة ، أهمها :
أولا: الجنين يتمكن من كسب بعض الوزن الإضافي.
ثانيا : هذا الوقت الإضافي أيضا يسمح بنمو رئتي الجنين نموا كاملا بتكوين الغشاء الذي يساعده تنفسه الأكسجين من الهواء بعد ولادته مباشرة، وهذا الغشاء يوجد في الرئتين.
ثالثا : كما أن هذا الوقت الإضافي يسمح للأعضاء الأخرى، كالدماغ والكليتين والكبد أن تنمو وتنضج أكثر فأكثر.
كل هذه الأمور تعني أن الطفل سوف يحتاج وقتا أقل يقضيه في حاضنته ضمن وحدة العناية الخاصة بالمواليد ( الخداج ) وعلى كل حال فأفضل حاضنة على الإطلاق هي رحم الأم... وأرخصها ماديا…
إيقاف آلام الولادة المبكرة :
قبل الشروع في إيقاف آلام الولادة المبكرة، السؤال الذي يجب أن نسأله هو:
هل مكوث الجنين في الرحم يفيده ام يضره أكثر؟
ففي الأزمان الماضية كنا نرى أنه بمجرد حدوث الولادة المبكرة سواء في الشهر السابع او الثامن يتركونها بحال سبيلها ويأتي الطفل معتمدا على حظه في الحياة أو الموت بعد ذلك. ولو انه في الماضي - وما زال في بعض الأحيان الآن - اعتقاد الناس أن الأطفال الذين يولدون في الشهر السابع يعيشون اما اطفال الشهر الثامن لايعيشون، ورغم أن هذا القول مخالف تماما للقواعد العلمية ونمو الجنين وأعضائه، إلا ان هذا القول ربما كان نتيجة لعدة مشاهدات حصلت قديما. ولكن الحظ كان يلعب بها دورا رئيسا .
ومن هنا نرى أن الجنين إذا كان يتعرض لضغط داخل الرحم ومكوثه يضر به، وقد يموت، فالأفضل الإستمرار بالولادة، أما إذا كان مجرد آلام مخاض وصحة الجنين تسير بشكل جيد فلا ضرر في إيقاف هذه الآلام واستمرار الحمل حتى فترة مأمونة لولادة هذا الجنين . وأول عنصر في علاج آلام الولادة المبكرة هو الراحة التامة في السرير وخاصة أن تنام الأم على جنبها، وطبعا العلاج الأنسب يكون في المستشفى لإعطائها الأدوية وتقديم الرعاية الصحية المناسبة. والأدوية المستعملة على اختلاف أنواعها كلها تعمل على إرخاء عضلات الرحم ومنع التقلصات حتى تسكن آلام الولادة. ويستطيع الجنين أن يكمل نموه داخل الرحم بأمان.