بعد الولادة
الأم الجديدة: معلومات تحتاجينها لرعاية نفسك بعد الولادة
إن مرحلة ما بعد الولادة لا تقل أهمية عن مرحلة الحمل، رعاية نفسك بعد الولادة أمر مهم لتتمكني من تحمل التغيرات التي ستحدث في روتينك اليومي، و لتتمكني من التعامل مع التغيرات الصحية والهرمونية التي ستلازمك خلال فترة ما بعد الولادة بشكل سليم.
ففعليّاً، تتمثل فترة ما بعد الحمل في الأسابيع الأولى التي تتبع ولادتك لصغيركِ الجميل، حيث يبدأ جسمك بالتعافي والتأقلم مجدداً مع وضعه الجديد بدون وجود جنين بداخله.
وكما تعلمين فإن تغيراتٍ كثيرة ستحدث لكِ، ولكنها بالتأكيد لن تكون فقط على المستوى الجسماني، بل ستكون أيضاً على مستوى أحاسيسك ومشاعرك، ولكنها ليست ثابتة وتختلف من امرأة إلى أخرى.
إليك بعض التغيرات:
-
التغيرات الجسمية:
حسناً، دعينا هنا نتحدث معك عن الكيفية التي سيتغير فيها جسمك القوي. كما تعلمين فإن رحمك الآن أثقل بخمسة عشر مرَّة مما كان عليه سابقاً قبل حدوث الحمل، لذلك سيحتاج إلى ما لا يقل عن ستة أسابيع للعودة إلى حجمه الأصلي. وعودة الرحم إلى حجمه الطبيعي ليس بالأمر الذي من الممكن أن يمر بدون تذكيرك بالذي مضى وخصوصاً انقباضات الرحم التي كنت تشعرين بها خلال الحمل. لذلك عند عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي سوف تشعرين بألم انقباضاته ولكنها ستكون عبارة عن آلام معتدلة لا قوية جداً كتلك التي كانت تحصل معك أثناء الحمل.
هذا ليس كل شيء، أتذكرين تلك رحلات التي كنت تقومين بها كل ليلة بين سريرك والحمام؟؟ سوف تستمر هذه الزيارات المتكررة حتى بعد الولادة، وذلك لأن جسم المرأة الحامل يحتفظ بكمية جيدة من المياه بداخله ليقوم بالتخلص منها بعد الولادة عن طريق التبول، لذلك سوف تضل هذه الرحلات المزعجة رفيقتك لعدة أيامٍ بعد الولادة.
الضغط الذي يسببه كلاً من عمليتي المخاض والولادة قد يؤديان إلى انتفاخٍ موقت في المثانة وإلى عدم استشعارها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابتك بسلسٍ في البول لعدة أيامٍ فقط.
بالإضافة إلى ذلك فإن الولادة ستؤدي حتماً إلى تمدد المهبل لديك، ولكن لا تقلقي، وذلك لأن المهبل سيعود إلى حجمه الطبيعي تقريباً في غضون أسابيعٍ قليلة. إلا أنه قد يتعرض للجفاف بسبب فقدانه لسوائله اللزجة. كما أنك ستلاحظين وجود بعض الإفرازات المهبلية المعروفة باسم "الهلابة" والتي تتكون من الدماء وبطانة الرحم والبكتيريا.
-
التغيرات الهرمونية:
تعمل التغيرات الهرمونية على تحفيز الأثداء على إنتاج الحليب. ويحتاج إنتاج الحليب المناسب إلى يومين أو ثلاثة، وعادةُ ما تكون عملية الرضاعة الطبيعية الأولى موجعة ومؤلمة بالنسبة لك وذلك لأنها ترتبط بشعورك بتشجنات وأوجاعٍ في البطن يتسبب بها إفراز جسمك لهرمون يقوم بإحداث تقلصات في الرحم. ولكن إياكِ والاستسلام وذلك لأن عملية الرضاعة الطبيعية سوف تصبح أسهل مع الأيام. (الرضاعة الطبيعية للأمهات)
-
التغيرات العاطفية:
إن التقلبات العاطفية أوالمزاجية تصرّ على مرافقتك طوال فترة الحمل وبعده، وهذا أمر طبيعي وله تفسير علمي قد يساعدك على تفهم التغيرات في هذه المرحلة وتقبلها.
من أسباب التقلبات العاطفية أوالمزاجية:
-
التغيرات الهرمونية التي تحدث داخل جسمك بعد الولادة.
-
التعب الذي تشعرين به بسبب عملية الولادة.
-
وأهم سبب هو قلة النوم أو حتى الحرمان منه في بعض الأوقات.
وتعاني أغلب النساء من التقلبات المزاجية هذه ومن الشعور بالاحباط الذي نأمل آن يغادرك باسرع وقت ممكن، ولكن إذا استمر شعورك بالاحباط على هذا النحو بعد ولادتك لعدة أسابيع، فإنك قد تصبحين عرضةً للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. ويعرّف اكتئاب ما بعد الولادة بأنه حالة خطرة يجب عليكِ معالجتها ورعايتها طبياً، لذلك إياكِ وتجاهلها، بل عليكِ أن تطلبي مساعدة من حولك واعملي جيداً بأنك لست لوحدك في هذا العالم.