صحة الأطفال الرضع
قلنسوة المهد: الأسباب وطرق العلاج المنزلية والطبية
بقلم: د.مها المحتسب، استشاريه أمراض الأطفال
من المعروف لدى الكثير من الأمهات أن ظهور القشرة في شعر الطفل هو أمر طبيعي، وأنها تذهب من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. إلا أن هناك حالة صحية أخرى تصيب بعض الأطفال وتسبب ظهور قشور دهنية صفراء ملتصقة بفروة الرأس بطريقة بشعة تسمى قلنسوة المهد أو قبعة المهد. في هذا المقال سأتحدث عن هذه الحالة الصحية التي قد تقلق الأمهات إلا أنها غير مؤذية وشائعة أيضاً بين الكثير من الأطفال. ما الذي يسببها؟ وكيف يمكن علاجها والتعامل معها في المنزل للتخفيف منها؟
ماهي قلنسوة المهد؟
قلنسوة المهد هو المصطلح الشائع لالتهاب الجلد الدهني عند الأطفال الرضع. أحياناً يحدث خلط بينه وبين حالة جلدية أخرى هي التهاب الجلد التأتبي، والفرق الرئيسي بين هاتين الحالتين هو أن التهاب الجلد التأتبي عادة ما يسبب الحكة الشديدة.
قلنسوة المهد هي حالة جلدية غير ضارة وشائعة عند الأطفال الرضع. عادة ما تختفي من تلقاء نفسها، ولكن هناك إجراءات لمحاولة تخفيفها. يصاب حوالي 7 من بين كل 10 أطفال بقلنسوة المهد بين أسبوعين وستة أسابيع من الولادة، وعادةً ما تختفي خلال أسابيع أو أشهر حتى 12 شهراً من عمر الطفل، وهي غير معدية ولا تسبب الحكة أو الألم لطفلك، وليس للحساسيات أو الفطريات أو سوء النظافة أو العدوى دور في حدوثها، كما أنها لا تترك عادة أي ندب.
يمكن أن تبدو قلنسوة المهد مثل بقع من القشور الدهنية الصفراء التي يصعب إزالتها. يمكن أن تتقشر هذه القشور وتجعل الجلد يبدو أحمر اللون، ويمكن أن تظهر على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الحاجبين والأنف ومنطقة الحفاضات.
ما الذي يسببها؟
السبب الحقيقي وراء التهاب الجلد الدهني وظهور قلنسوة الرأس عند الرضع ما زال غير معروف إلى الآن. قد يساهم الإفراط في إنتاج الغدد الدهنية المنتجة للزيوت الموجودة في فروة رأس الطفل في هذه الحالة. يعتقد العلماء أن التغير في مستويات الهرمونات في جسم الأم خلال الحمل قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الغدد الدهنية للزيوت عند الطفل. وما يحدث أن خلايا الجلد تتساقط بشكل طبيعي في عملية تسمى التقشر، إلا أن بعض الخلايا تبقى عالقة في فروة الرأس إذا كان هناك وفرة في الزيوت المفرزة، دون أن يسبب ذلك أي ضرر لطفلك.
ويعتقدون أيضاً أن نوعاً من الخميرة وتسمى الملاسيزية (Malassezia) والتي تنمو في دهون الرأس قد تساهم أيضاً في هذه الحالة، إلا أن دورها ما زال غير واضح، لأنها قد تكون موجودة عند الرضع الطبيعيين الذين لم تظهر لديهم قلنسوة الرأس وعند أولئك المصابين بأمراض جلدية أخرى.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
عادة ما تكون قلنسوة المهد محدودة ذاتياً، وتختفي تلقائياً ولا تتطلب علاجاً طبياً. يمكن أن تساعدك وسائل الرعاية المنزلية والنصائح التالية باستدام علاجات تُصرف دون وصفة طبية في التخفيف من الأعراض:
- افركي فروة رأس طفلك بلطف بأصابعك أو بقطعة قماش لتخفيف القشور.
- اغسلي شعر طفلك يومياً بشامبو أطفال خفيف ليساعدك على تفكيك القشور وإزالتها، ولا تقومي بحك غطاء المهد أبداً.
- قومي بفك القشور بفرشاة صغيرة ذات شعيرات ناعمة أو مشط ذو أسنان دقيقة قبل شطف الشامبو.
- إذا لم تتحلل القشور بسهولة، افركي فروة رأس طفلك ببضع قطرات من الزيت واتركيه ينقع لبضع دقائق أو ساعات إذا لزم الأمر. ثم مشطي شعر طفلك واغسليه بالشامبو كالمعتاد. إذا تركت الزيت في شعر طفلك لفتره طويلة، فقد يسوء غطاء المهد.
- بمجرد زوال القشور، اغسلي شعر طفلك كل يومين إلى ثلاثة أيام بشامبو خفيف لأنه يزيل بعض الزيوت الزائدة وبالتالي يمنع تراكم القشور.
متى يجب عليك أن تستشيري الطبيب؟
- إذا لم ينجح استخدام الشامبو المتكرر ، أو إذا كان الطفح الجلدي يؤثر على الرقبة أو الإبط أو منطقة الحفاض أو مناطق أخرى خارج فروة الرأس.
- إذا استمر غطاء المهد لما يزيد عن 12 شهراً.
- إذا أصيبت منطقة الرأس بالعدوى، مكونة بثور أو احمرار، أو رائحة كريهة (وهذا نادر).
نصائح في العلاج الطبي
- لا تستخدمي العلاجات الطبية بدون استشاره الطبيب.
- يعتبر العلاج بالكورتيكوستيرويدات الموضعية منخفضة الفعالية ولمدة قصيرة آمناً.
- يمكن استخدام كريم أو شامبو مضاد للفطريات ولكن هناك القليل من الدراسات حول سلامته على الرضع.
- دائما استشيري الطبيب المختص، لأن بعض المنتجات المستخدمة في العلاج يمكن أن تكون سامة عند امتصاصها من خلال جلد الطفل.
- لا يُنصح باستخدام شامبو قشرة الرأس الذي يحتوي على حمض الساليسيليك للأطفال أيضاً، لأنه يمكن امتصاصه من خلال الجلد .