صحة الأطفال
السمنة عند الأطفال: أسبابها وطرق علاجها
كغيري من الأمهات اللاتي يلجأن عند حصولهن على وظيفة جديدة للاستعانة بشخص يرعى أطفالهن في غيابهن، استعنت أنا بمربية يقضي معها طفلي ذو السنه والنصف بضع ساعات صباحية لحين عودتي.
حتى لاحظت بعد شهرين زيادة في وزن طفلي بطريقة غير مرغوبة، وعندما سألتها إذا كانت تعطيه وجبات غير التي كنت أعدها له، أجابتني بكل ثقة وتأكيد: "نعم!! فهو يحب تناول الحليب والكعك، كما أنه يشرب كوباً من العصير المعلب يومياً!!".
كوني أم قبل أن أكون أخصائية تغذية، كان لدي هاجسٌ وخوفٌ دائم على صحة أبنائي ولذلك بدأت مباشرةً بقطع القرشلة والعصائر المعلبة عن البيت لفترة معينة، حتى ترجع الأمور تحت السيطرة وبحمد الله عادت.
يواجه العالم بأكمله مشكلة السمنة عند الأطفال، والتي تعرَّف حسب منظمة الصحة العالمية بأنها تراكم للدهون بشكل غير طبيعي أو مفرط، والذي بدوره يمثل خطراً على صحة الأطفال.
وبحسب كثير من الدراسات فإن السمنة تعد من الأمور المقلقة، خصوصاً وأن الأطفال المصابين بالسمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويتعرضون لمشاكل عديدة منها:
-
مشاكل في مستويات الكولسترول والدهنيات في الدم
-
مشاكل في التنفس واضطرابات في النوم
-
مشاكل نفسية تصاحبهم بسبب عدم قدرتهم على الانخراط في مجتمع أصدقائهم بسهولة ، كما يمكن أن تؤدي السمنة في الطفولة إلى عدم تقدير الذات والإحباط.
هناك أسباب عديدة ممكن أن تؤدي إلى حدوث السمنة عند الأطفال منها:
-
قلة الحركة والنشاط البدني
-
اللعب بالألعاب الإلكترونية لساعات طويلة
-
مشاهدة التلفاز لساعات طويلة
-
تناول السكريات بكثرة
-
تناول الوجبات السريعة
-
تناول المشروبات الغازية
-
العوامل العائلية والوراثية
-
العوامل النفسية، فبعض الأطفال يتناولون وجبة كبيرة للتغلب على المشكلات التي تواجههم، أو لمعالجة بعض المشاعر مثل: التوتر، أو محاربة الملل.
-
عدم وجود وعي لدى الأهل بمدى أهمية تناول أطفالهم للغذاء الصحي وأثره على صحتهم.
لكن، ما هي الحلول وسبل العلاج؟
يكمن علاج السمنة في أهم خطوة وهي أن يبدأ الأهل بادخال العادات الغذائية الصحيحة من اليوم الأول لولادة الطفل، وذلك بالبدء بالرضاعة الطبيعية ومن ثمّ بتوعية أطفالهم بمدى أهمية تناول الوجبات الصحيّة والابتعاد عن كل ما هو مضر بصحتهم.
ولإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح هناك دائماً مجموعة من الحلول مثل:
-
التقليل من استهلاك الأطفال للمشروبات المحلَّاة بالسكر أو تجنبها.
-
توَفير الكثير من الفاكهة والخضراوات ليتناولها الأطفال.
-
تناوَل وجبات الطعام كعائلة قدر الإمكان.
-
التقليل من تناوُل الطعام في الخارج، خاصة في مطاعم الوجبات السريعة، وعندما تقومين بتناوُل الطعام في الخارج علمي طفلك كيفية اتخاذ خيارات صحية.
-
ضبط أحجام الحصص بما يتناسب مع العمر.
-
التقليل من وقت الشاشات إلى أقل من ساعتين في اليوم للأطفال الأكبر من عامين، ومنعها للأطفال الرضع الذين تقلُّ أعمارهم عن العامين.
-
التَأَكَّدْ من حصول طفلكَ على قسطٍ كافٍ من النوم
-
ممارسة النشاطات الرياضية وجعلها جزء من نظام حياة العائلة.
-
أن يكون الأهل مثلاً حقيقياً في ممارسة العادات الغذائية الصحيحة للطفل.
-
محاورة الأطفال حول أضرار السمنة ونتائجها
-
مشاركة الأطفال في تحضير وجباتهم الصحية
-
عدم إلقاء اللوم على الأطفال ونعتهم ببعض الصفات مثل "السمين" أو "البدين"