صحة الأطفال
لماذا يتحدث طفلك إليك ويلتزم الصمت أمام أشخاص آخرين؟
في كثير من الحالات، يدخل بعض الأطفال عند تعرضهم لمواقف معينة في حالة من الصمت غير المفهوم وغير المبرر، يفسره بعض الأهالي على أنه حالة من الخجل أو الانطواء وسرعان ما يتغير مع الوقت، لكن الأمر قد لا يكون كذلك، وقد يكون الطفل مصاب باضطراب معين يدعى الصمت الاختياري.
فما هو الصمت الاختياري؟
الصمت الاختياري هو احدى أعراض اضطراب القلق حيث يحدث في مرحلة الطفولة ويتسم بعدم قدرة الطفل على التحدث في بعض المواقف الاجتماعية، مثل المدرسة.
هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الصمت الاختياري لا يجدون صعوبةً في التواصل عند وجودهم بالمنزل وبحضور أفراد العائلة المباشرين كالأم والأب والأشقاء، ولكنهم يجدون صعوبةً في الحديث مع أفراد العائلة الممتدة كالأجداد والأعمام (جمعية الطب النفسي الأمريكية، 2013).
يعاني معظم أطفال الصمت الاختياري من قلق أو رهاب اجتماعي. فهؤلاء الأطفال يتأثرون بشدة بهذا بحيث يشعر أحدهم بخوف حقيقي عند سؤاله أبسط الأسئلة مثل ما اسمك؟
وبعض الأطفال لا يعانون من صعوبات في التواصل اللفظي وحسب وإنما من غير اللفظي أيضاً، مثل التواصل بالعينين وتعبيرات الوجه والايماءات والإشارات.
وهذا يعتبر تحدياً صعباً للأطفال الصغار، فقد يفشلون في طلب الذهاب إلى الحمام أو طلب المساعدة في موقفٍ معين. وتعد أعياد الميلاد والرحلات المدرسية والتجمعات العائلية من المواقف المرعبة التي يخشاها الأطفال المصابون بالصمت الاختياري.
لا يعبر كل الأطفال عن قلقهم بنفس الطريقة. فبعضهم يجد صعوبة في التحدث أو التواصل في جميع الأحوال، وبالتالي يصبحون صامتين تماماً في المواقف الاجتماعية غير المريحة لهم، والبعض الآخر ربما يتمكنون من الحديث إلى بعض الأشخاص المحددين أو الهمس لصديق أو اثنين في المدرسة. وقد يتواصل بعضهم بطريقة غير لفظية مع أقرانهم بالضحك والابتسام واللعب واستخدام لغة الجسد.
أسباب الصمت الاختياري
لا يوجد هناك سبب واحد للصمت الاختياري، بل يمكن أن يكون مزيجاً من عوامل وراثية ومزاجية وبيئية وتنموية. ومع ذلك، فإن القلق له أساس وراثي واضح وعادةً ما يتوارث في العائلات.
فمن بين الأطفال المصابين بالصمت الاختياري، 70% لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون من القلق الاجتماعي و37% لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالصمت الاختياري.
نصائح للأهل والمعلمين
في بعض الأحيان يميل الأطفال المصابون بالصمت الاختياري إلى التجمد عند طرح أي سؤال عليهم. نتيجة لذلك يشعر الأهل والأشقاء بضرورة الإجابة عن الطفل لرفع الحرج عن الطفل والسائل أيضاً، مما يدعوا البعض أحياناً لعدم توجيه أي كلام للطفل بحيث لا يكون عليه أن يتحدث أبداً، مما يؤدي إلى تعزيز حالة الصمت لدى الطفل من دون قصد.
لذلك يجب على الأهل التواصل مع المعلمين في المدرسة وإبلاغهم بحالة الطفل لنشر الوعي عن كيفية التعامل معه. ومن المفيد أيضاً أن يتم اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل بداية العام الدراسي لكي يعتاد على البيئة دون خوف أو ضغط من مقابلة الطلاب الجدد.
وأيضاً مقابلة المعلمين قبل بدء الدراسة، دون التحدث إليهم بالضرورة، ولكن لكي يشعر الطفل بالراحة بأن هناك وجه شخص بالغ مألوف لديه عند بدء الدراسة.
النصائح التالية مفيدةٌ جداً في التعامل مع أطفال الصمت الاختياري، سواءً من قبل الأهل أو المعلمين أو الأشخاص البالغين الذين يتعاملون معهم:
-
اثنٍ دوماً على أي تواصل لفظي يقوم به الطفل مع تحديد ذلك له.
مثل "شكراً لك لأنك طلبت الذهاب إلى المرحاض" أو " أحببت كيف كنت تلعبين مع صديقتك في الفرصة وطلبت مشاركتها في وجبتها". -
انتظر لبضعة ثوانٍ قبل أن تشعر بالحاجة للرد نيابةً عن الطفل لكي لا تشجع صمته.
امنحهم الفرصة للتغلب على خوفهم من التواصل، حتى لو استخدموا الايماءات ولغة الجسد بدلاً من الكلام. -
انشر الوعي بين أقران الطفل.
حيث يجب على المدرسين والأقران في الصف الامتناع تماماً عن الإشارة إلى الطفل المصاب بالصمت الاختياري بـ "الطفل الذي لا يتكلم"
ويجب عليهم أيضاً التعامل مع تحدث الطفل الذي يعاني من الصمت الاختياري بطريقة طبيعية وتلقائية، فلا يعطون الشيء الذي قام به أكبر من حجمه.
هل ما يعاني منه طفلي خجل أم صمت انتقائي؟
قد تتساءلون عن ذلك وتشكون من تصرفات طفلكم وصمته في بعض المواقف، ولتتأكدوا من ذلك أجيبوا على هذه الأسئلة القصيرة على هذا الموقع.