صحة الأطفال
كيف تؤذي الشاشات أطفالنا اجتماعياً وصحياً؟
تحدثت في مقالي السابق عن أثر الاستخدام الخاطئ للشاشات على الأطفال وصحتهم، وعن الساعات المسموح لهم بقضائها أمام الشاشات حسب أعمارهم، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تفيد بالتقليل من خطر الأضواء المنبعثة من الشاشات على دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للطفل.
واستكمالاً لذلك، فإن للتعامل الخاطئ مع الشاشات تبعات ومخاطر أخرى، يمكن أن تشمل الآتي:
أولاً: الانفصال عن العالم الواقعي وفقد قدرات التواصل الاجتماعي.
وقد أثبتت الدراسات أن ذلك لا يحدث إن كان نمط الدراسة تفاعلي، بخلاف الوضع الذي يتم من خلاله التعامل مع غالبية الوسائط الإلكترونية المماثلة كالألعاب ومقاطع الفيديو، والذي يتمثل في الجلوس في سكون وبشكل سلبي للاستماع (أو المشاهدة)، وهو ما يجعل الطفل ينزع للكسل وفقدان التفاعل! فهو مجرد مستقبل لفيض من المعلومات المشتتة لعقله.
بينما في نظام الدراسة التفاعلي هو يتعامل مع مدرس أو مدرسة يشرح له معلومات قليلة بشكل مبسط، وقد يسأله أو يسأل زملاءه، ويستطيع هو أيضاً أن يسأل المعلم، لذا الوضع مختلف تماماً عن مشاهدة الفيديوهات او لعب الألعاب الإلكترونية حيث يكون الطفل متلقٍ وحسب!
ويُظهر لنا ذلك أن الفوائد التي تعود على الأطفال، من وراء استخدامهم للأجهزة الإلكترونية الحديثة، تتوقف على مدى استفادة هذه الوسائط من العوامل التفاعلية، التي ندرك جميعاً أهميتها بالنسبة لعملية التعلم.
ويمكن القول إن هذه الفوائد نسبية ومتفاوتة. فرغم أن استجابة الصغار لبث مباشر بتقنية الفيديو، كانت أفضل من تفاعلهم مع نسخة مسجلة من المحتوى المصور نفسه، فإن الدراسات أثبتت أنه سيظل بوسع الأطفال في سن الرابعة، التعلم من هذه النسخ المسجلة، حتى وإن كانوا قد أظهروا تفاعلاً بدرجة أقل معها.
ثانياً: الأضرار الكثيرة الناتجة عن قلة الحركة وقضاء كثير من الوقت في الجلوس أمام الشاشات!
وفي ظل تلك الظروف يُعد حصول الأطفال على" 60 دقيقة" على الأقل من النشاط البدني كل يوم طريقة رائعة لتحسين لياقتهم البدنية وتعزيز صحتهم العقلية وتحسين أدائهم الدراسي وحماية بصرهم.
النشاط البدني مهم ليس فقط لمنح الأطفال استراحة من استخدام الكمبيوتر، ولكن أيضاً للمساعدة في تقليل وباء السمنة ومرض السكري المستمر في بلادنا.
لذا يجب الحرص على زيادة مرات الخروج للطبيعة والمتنزهات مع مراعاة الاحتياطات اللازمة، ليمارس الصغار اللعب الحر ويتنفسوا الهواء الطلق ويُعملوا حواسهم وعضلاتهم.
ثالثاً: تدهور العلاقات العائلية والروابط الأسرية
وهذه مجموعة من النصائح للمحافظة على أواصر العلاقات العائلية متينة ومتماسكة، بعد أن أصبح المنزل هو بديل المدرسة وأصبحت الأم مشاركة في تلك المدرسة.
-
على الآباء التركيز على تخصيص أوقات بدون شاشات في الروتين اليومي للأطفال يقومون فيه باستعادة التواصل معهم، والتحدث عما يؤرقهم وما يسعدهم وما يتمنون القيام به.
-
من المفيد أيضاً ان تشترك الأسرة في الألعاب الجماعية وتناول وجبة واحدة على الأقل معاً يومياً.
-
يجب مصارحة الأطفال وشرح أسباب الاعتماد على تلك الأجهزة لهم، مع التأكيد على أنها مجرد وسيلة مؤقته لمحاولة استكمال التعلم، واستعادة التواصل بمدرستهم ومدرسيهم وهي وضع مؤقت وليست بديلاً عن الحياة الحقيقية والتفاعل الاجتماعي.
-
الحد من تشتيت الإلكترونيات أثناء تناول الوجبات أو أثناء لعب الطفل وحده أو مع الإخوة أو الوالدين.