صحة الأطفال
الإسهال والنزلات المعوية عند الأطفال الصغار
يعتبر الإسهال من أكثر الأعراض شيوعاً بين الأطفال خاصة في فصل الصيف حيث يمكن أن يتعرض الأطفال للجراثيم والعدوى بشكل أكبر في الحدائق ومناطق اللعب المختلفة.
ويعتبر الطفل مصاباً بالإسهال عندما تكون عدد مرات الإخراج لديه أكثر من ثلاث مرات يومياً، وقوام البراز مائل إلى السائل، وقد يصاحب ذلك رائحة كريهة غير معتادة، مصحوبة بدم أو مخاط أحيانا وتغير في لون البراز.
وإذا بحثنا عن السبب وراء تعرض الأطفال للإسهال، فإن أحد أهم المسببات الرئيسية للإسهال هو النزلات المعوية، التي تنتشر بكثرة في هذه الأيام بين الأطفال الصغار، فما هي أعراضها الأخرى وما هي طرق العلاج؟
النزلات المعوية وتشخيصها
هي التهاب فايروسي في أغلب الأحيان، أو بكتيري أو طفيلي في أحيان أخرى أقل شيوعاً، يصيب الجهاز الهضمي فيؤثر على الأهداب الموجوده داخل الأمعاء المسؤولة بشكل أساسي عن تحريك الطعام وامتصاصه، ويصاحب الالتهاب إفرازات مخاطية تفسر وجود الدم والمخاط في الإخراج.
وعندما تتأثر الأمعاء بهذا الشكل يتأثر الجسم بأسره لأن جهاز المناعة يفرز مواد لتحارب الالتهاب فترتفع درجة حرارة الجسم، ويصاحب ذلك الإسهال وألم في المعدة لتأثرها بالفيروس أيضاً، ثم القيء فيفقد الجسم ما يدخل إليه من طعام ممزوجاً بعصارة المعدة المهمة للهضم. أما الإسهال فيفقد الجسم مع تكراره البايكربونات و الأملاح والمعادن المهمة!
لذا يكون العلاج معتمداً بشكل أساسي على تعويض الأملاح والسوائل التي يفقدها جسم الطفل عن طريق تزويده بالمحلول الملحي، الذي هو حجر الأساس في العلاج، فلا يكفي تعويض الطفل بالماء فقط.
معظم الالتهابات الفيروسية تشخص بأخذ سيرة مرضية مفصلة، وقد يطلب الطبيب فحص لبعض الفيروسات في البراز مثل فيروس الروتا و الأدينو.
وفي بعض الأحيان يعاني الطفل من حرارة متواصلة وألم عند التبرز ووجود مخاط أو دم في البراز، عندها قد يكون السبب الأميبا مثلاً، فيلجأ الطبيب لعمل فحص خاص للبراز. أو قد يصاحب الإسهال تشنجات ويكون السبب الشيجلا توكسن، و قد يكون الإسهال بسبب بكتيريا أخرى كالكامبلو باكتر، أو السالمونيلا أو أنواع أخرى يحددها الطبيب بفحص معين وتعالج بمضاد خاص.
الأعراض
كما وضحت سابقاً، الأعراض يمكن أن تشمل الآتي:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- استفراغ وفي الغالب يستمر ليومين أو ثلاثة.
- إسهال يستمر لأسبوع إلى عشرة أيام.
- ألم في البطن بسبب سوء الامتصاص ومفرزات جهاز المناعة.
- ألم في المعدة.
- الجفاف.
من المهم جداً تحديد درجه تأثر الطفل ونشاطه و درجه الجفاف لديه، فكلما كان القيء و الإسهال والحرارة أكثر، كلما ازدادت درجة الجفاف، وتقييم ذلك مهم للعلاج أيضاً، وأهم مؤشر على ذلك هو كمية البول لدى الطفل، فإذا تاثرت بشكل واضح فإن درجة الجفاف تكون مابين متوسطة إلى عالية.
طرق العلاج
كما ذكرت المحلول الملحي هو مفتاح العلاج لتعويض ما تم فقده ويكون على شكل أكياس فيها بودرة يتم حلها في ٢٠٠ مل من الماء، ولا يفضل حلها في الحليب أو العصير كي لا تتأثر نسب الأملاح الموجودة فيها، فهي تحتوى على: الصوديوم، والبوتاسيوم، والبايكربونات، والجلوكوز، والكلور، ومواد اخرى محسوبة بدقة لتعوض النقص في جسم الطفل.وفي الغالب تحسب جرعه المحلول حسب وزن الطفل، ودرجه الجفاف.
أما إذا كانت درجة الجفاف عالية، أو لم يتقبل الطفل المحلول، فتعوض الأملاح لديه عن طريق محلول وريدي يحسب بدقه حسب وزن الطفل.
تستخدم أيضاً مسكنات الألم وخافضات الحرارة، المحسوبه أيضاً حسب وزن الطفل، ويعالج القيء بدواء يعطى عن طريق الفم، وان استمر يعطى عن طريق الوريد.