صحة الأطفال

التعقيم المستمر... صحيح أم لا؟

التعقيم المستمر... صحيح أم لا؟
النشر : ديسمبر 17 , 2024
آخر تحديث : ديسمبر 22 , 2024
زينة صهيون هي أم لطفلين، تهتم بحقوق المرأة والطفل، وهي مقيمة في عمان عاصمة الأردن. تحمل زينة شهادة البكالوريوس في الجزيئية وبيولوجيا... المزيد

  تُعد نظافة الجلد، وخصوصًا اليدين، من أهم الأساليب للحد من انتقال الأمراض المعدية. ومع الانتشار الواسع لاستخدام المنتجات المضادة للميكروبات مثل المعقمات الكحولية، والتي سيتم الإشارة إليها هنا بمصطلح "المطهرات"، ظهرت تساؤلات حول تأثيرها، بما في ذلك احتمالية ظهور بكتيريا مقاومة لها، وأضرارها المحتملة على الجلد نتيجة الغسيل والتعقيم المتكرر.

 

غسل اليدين

على مدار أكثر من قرن، اعتُبر غسل اليدين أحد الأساليب الأساسية للسيطرة على انتشار الأمراض المعدية ورغم أن العلاقة بين الأيدي الملوثة وانتقال العوامل الممرضة هي من بين أكثر المواضيع المدروسة في العلوم السريرية، إلا أن مفهوم نظافة اليدين قد أُعيد تقييمه مؤخرًا لتعزيز ممارسات أكثر فعالية.

 

الغسل بالصابون أم استخدام المعقمات؟

هناك جدل مستمر حول ما إذا كان غسل اليدين بالصابون والماء التقليدي أكثر فعالية من استخدام المعقمات الكحولية التي لا تتطلب الماء. يعتمد الاختيار بينهما على ظروف التلوث:

  • استخدام الصابون والماء: يُنصح باستخدام الصابون إذا كانت اليدان ملوّثتين بمواد واضحة مثل الأتربة أو بقايا الطعام. فعملية الفرك بالصابون والماء تساعد على إزالة الشوائب والجراثيم.

  • استخدام المعقمات الكحولية: تعمل هذه المطهرات على قتل البكتيريا والفيروسات، ولكنها قد تكون غير فعالة إذا كانت اليدان مبللتين بعصارات الطعام أو الزيوت، حيث تمنع هذه المواد المطهر من الوصول إلى الجراثيم بشكل فعال.

 

فوائد المطهرات الكحولية

أظهرت الدراسات أن توفير معقمات يسهل الوصول إليها في المستشفيات أدى إلى انخفاض نسب الإصابة بالأمراض بنسبة تصل إلى 30% كما وجدت إحدى الدراسات أن تدريب المرضى على استخدام المعقمات بشكل صحيح قلل من التهابات المسالك البولية والتهابات جروح ما بعد العمليات بنسبة 36% وفي دراسة أخرى، تبين أن استخدام المطهرات لدى الأطفال قلل من أيام المرض بنسبة الثلث.

 

التعقيم المفرط وتأثيره على المناعة

في حين أن النظافة أمر ضروري، إلا أن الإفراط في التعقيم قد يؤثر سلبًا على مناعة الجسم، خاصة لدى الأطفال. الأطفال الذين يتعرضون لجراثيم بيئية بشكل طبيعي (مثل الذين يعيشون في المزارع أو يربون الحيوانات الأليفة) يميلون إلى التمتع بمناعة أقوى. يعود ذلك إلى تحفيز الجهاز المناعي عند التعرض لهذه الجراثيم، مما يساعده على تطوير ذاكرة مناعية لمحاربة الأمراض في المستقبل.

أما الإفراط في التعقيم فقد يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة تجاه مواد غير ضارة مثل الغبار أو غبار الطلع، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالحساسية. لذلك، يجب تحقيق توازن بين النظافة المعتدلة والتعرض الطبيعي للبيئة.

 

نصائح للحفاظ على النظافة بطريقة صحية

  • علّمي أطفالك أهمية غسل اليدين منذ الصغر بطريقة ممتعة مثل جعلها لعبة عائلية.

  • كوني نموذجًا جيدًا من خلال غسل يديك أمام أطفالك بانتظام.

  • اجعلي النظافة عادة يومية يشارك فيها جميع أفراد الأسرة.

  • اشرحي لأطفالك أهمية التعقيم بطريقة بسيطة ومفهومة.

 

تحذيرات:

  • تجنبي الإفراط في تعقيم الألعاب أو الأغراض إلا إذا كانت ملوثة بإفرازات الجسم.

  • لا تستخدمي مواد كيميائية قوية مثل الكلور إلا عند الضرورة، وتأكدي من عدم تركها أثرًا على الأشياء المعقمة.

  • لا توبخي أطفالك إذا اتسخت ملابسهم أو أيديهم، بل استغلي الموقف لتعليمهم أهمية النظافة بطريقة لطيفة.

 

الخلاصة

النظافة الشخصية هي مفتاح أساسي للوقاية من الأمراض، لكن التوازن بين التنظيف المفرط والتعرض الطبيعي للبيئة هو الحل الأمثل لدعم صحة الجسم والمناعة.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية