صحة المرأة
لماذا لم تبدئي حتى الآن بخطتك لتحقيق أهداف العام الجديد؟
بقلم: نيفين الجندي - مدربة حياة معتمدة
"إن ما نشكله من معتقدات حول المال والوقت هو مرتبط بشكلٍ مباشر بمعتقداتنا عن أنفسنا!"
بعد أن شاركت هذه العبارة في منشور قصير لي على صفحتي في فيسبوك عن المال والوقت والنفس، ازدحم بريدي بالكثير من الأسئلة والاستفسارات عن ماهية هذه العلاقة وكيف يمكن لهذه الأمور أن ترتبط مع بعضها البعض!
فلو نظرنا إلى المال مثلاً والطريقة التي نفكر بها فيه ونتعامل بها مع امتلاكنا أو فقداننا له نجد أنها نابعة من إيماننا بأنفسنا وثقتنا بها، فالإنسان حين يدرك قدراته ويكتشف ذاته يستطيع أن يشكل معتقدات واعية وحقيقية عنها.
فهو حين يعتقد أن ما يملكه غير كافٍ فإن ذلك ليس سوى انعكاس لعدم اكتفاء أو نقص ذاتي في داخله، لكن كيف؟! يحدث ذلك عندما يكون الانسان مقتنع تماماً أنه ليس جيداً بما يكفي لمواجهة العالم أو أنه غير جدير بالعيش في سعة، فهو بالتالي يؤمن بأنه لن يستطيع أن يوفِّر ما يكفي من المال، ومن هنا يأتي إحساسه بالضيق وعدم الاكتفاء. لذا فإن نظرتنا إلى أنفسنا وتقديرنا لها يؤثر بشكل كبير على قدراتنا على توفير احتياجات الذات ومتطلباتها.
كما أن هذا الإحساس بالنقص وما يرافقه من عدم اكتفاء من النواحي المادية يعطي إشارة على وجود قصور في الإيمان لدى الإنسان، فهو يشعر أن الله قد تخلى عنه ولم يكن عوناً له لتحقيق أحلامه. فيكون سوء ظنه بنفسه هو سوء ظنٍّ بخالقه أيضاً.
لذلك ومع حلول العام الجديد، فقد حان الوقت لكِ وله ولكل واحد منا لأن نعرف الخالق أكثر.. لنثق به، ولنعرف أنفسنا أكثر.. ونثق بها أيضاً! وسترون حينها كيف ستسعدون بسعة من العيش وراحة في النفس وستغمركم العناية الإلهية بالبركات!
ومن هنا عليكم أن تحرصوا وأنتم تخططون للمستقبل وتضعون أهدافاً جديدة أن تكون هذه الأهداف حقيقية نابعة من دواخلكم واهتماماتكم ورغباتكم وما تريدون أن تكونوه في هذا العالم، مهما كانت صعبة وبعيدة.. فإنها بلا شك ستوصلكم إلى حقل اللافندر الخاص بكم كما وصلت إليه!
في كل مرة أرى فيها هذه الصورة أتذكر ذلك الشعور الجميل الذي انتابني.. أن تكوني محاطةً بهذا الجمال الأخاذ.. بحقل من أزهار اللافندر الساحرة!
الوصول إلى هناك لم يكن بالأمر السهل، فقد احتاج إلى رحلة مضنية ومتعبة وطويلة جداً إلا أنها كانت تستحق كل هذا العناء!
وقد ذكرتني الصورة أيضاً بحجم المشقة التي نتكبدها والتجارب الصعبة التي نخوضها في سبيل اكتشاف ذواتنا ومعرفة من نحن حقًّا! ومتى نكون في المكان الصحيح ومع الأشخاص المناسبين لنا.. أولئك الذين ننتمي لهم وينتمون لنا!
أما عندما نسير بحذر بين الناس نخاف من هذا وذاك.. بلا أية حدودٍ واضحة المعالم ترسم شكل علاقاتنا وحضورنا وانتماءاتنا وذواتنا.. ماذا سيحدث؟! وأي نوع من الناس سنجلب لأنفسنا؟ سوف نشعر بالتهميش وبأننا مطحونون ومنفيون بعيداً عن ذواتنا وكينونتنا.. ثم نجلب المعتدين والمتنمرين.. هذا يكفي!
اسلكوا الطريق الطويل الشاق.. ليس هناك بديل أو طريق مختصر.. فكل واحدٍ منكم يستحق هذا العناء الذي ينتظره هناك فهو يُفضي إلى اكتشاف الذات والراحة..
اعرفوا ذواتكم.. نموها أكثر.. أعثروا على آخرين يشبهونكم وتنتمون إليهم وأطلقوا العنان لأنفسكم لتكبر بينهم..
وليكن عام ٢٠١٩ عاماً تتضح فيه الحدود.. عاماً تكونون فيه أنتم وما تريدون لا ما يريده الآخرون لكم!
كونوا حقيقيين.. لأن هذا الطريق الطويل الصعب هو الطريق الوحيد لتوصلوا رسائلكم وتكونوا أوفياء لها ولأنفسكم...