صحة المرأة
نصائح وخطوات عملية تساعدك في التخفيف من استخدام الهاتف
تحدثت في مقالي السابق عن ضرورة ترك هاتفك وإغلاقه خلال اليوم لتوفري الوقت وتلتفتي لأطفالك واحتياجاتهم، ولتقللي أيضاً من حجم الضغط والتوتر والإحباط أيضاً الذي يسببه إمساكك بالهاتف لفترات طويلة، وانهماكك بمتابعة الكثير من الحسابات في فضاءات العالم الافتراضي.
وفي هذا المقال أقدم لك خطوات عملية تمكنك من تقليل وقت الهاتف تدريجياً واستعادة السيطرة على حياتك:
الخطوة الأولى: تحديد وقت معين لاستخدام الهاتف.
اجعلي لنفسك حدوداً ثابتة وخصصي وقتاً للهاتف لا تتخطينه، ولا تتركي نفسك لبحر التصفح العشوائي الذي لا ينتهي، فهو مثل الدوامة ستجذبك دون نهاية، لا تتعاملي مع الهاتف أنه جزءٍ ثابتٍ من يدك! ولاتجعلي تلك الصورة عنكِ تترسخ في ذهن صغارك!
وإلا، فكيف ستطالبينهم بترك الهواتف والشاشات والالتفات إلى ألعابهم وحياتهم الواقعية وأنت تفعلين العكس!
خصصي أوقاتاً معينه لاستعمال هاتفك، ويمكنك تقسيمها لعدة أوقات على مدار اليوم، يمكنك الاستعانة بمنبه الهاتف لتنبيهك في البداية، واجعلي هدفك وحدودك واقعية، فالتدرج بالتقليل واقعي اكثر من المنع التام كي لا تيأسي ولا تشعري بفقدان السيطرة.
الخطوة الثانية: تركيزٌ أكثر.. وقتٌ أقل
التشتت يضيع الوقت ويهدر الجهد، أن تركزي على شيءٍ واحد فقط أفضل من أن تفكري بعشرة أمور أخرى في الوقت ذاته!
-
إن بدأتِ بمهمةٍ ما فلا تفكري بشيءٍ غير إنجازها.
التشتيت يقتل الإنجاز، لذا كرسي جهدكِ كاملاً لإنجاز مهمة واحدة في كل مرة، وستفاجئين بأنكِ تنجزينها بأسرع وقت وبأقل جهدٍ وبإتقان أكبر.
وذلك بخلاف ما تحصلين عليه عندما ترفعين من سقف توقعاتك، وترهقين نفسك بإنجاز عدة مهام في وقت واحد، دون أي اعتبار لمهامك الأخرى وحالتك الجسدية ومتطلبات بيتك وصغارك!
-
ألغي متابعة ما لا يفيدك!
الاهتمامات تتغير والأوضاع تختلف، لذا احرصي كل فترة أن تقومي بفرز الحسابات التي لا تتابعينها أو التي ترهقك نفسياً أو التي لا تفيدك، ستلاحظين بعدها أن الحسابات التي تهمك فقط هي ما يظهر لك دوماً على صفحتك، بذلك ستوفرين وقتاً أكبر، وتركزين على ما يهمك في وقت استعمالك للهاتف.
-
لا تنسي هدفك.
عندما تفتحين هاتفكِ للبحث عن معلومة ما أو إجراء مكالمة سريعة أو الرد على رسالة مهمة، ركزي على هدفك فقط، فلا تبدئي بسلسلة تصفح طويل لا هدف له، ولاتغرقي في الرد على الرسائل والمواضيع ما دام ذلك ليس الوقت الذي حددته للهاتف.
الخطوة الثالثة: كل شيء يمكنه الانتظار
نعيش أسرى للهاتف طوال اليوم، حتى وإن بدأنا في القيام بأي عمل آخر تظل التنبيهات والإشعارات تنادينا كل ثانية على مدار الساعة!
فتجدين نفسك حرفياً لا تتركين الهاتف! بل وتلهثين محاولةً اللحاق بكل تلك الإشعارات و التجاوب معها جميعها!
فإذا انهمكتِ في أمر ما، لا يلبث عقلك ينبهك تلقائياً، ماذا لو كان هناك جديد ولم ينبهني الهاتف! ماذا لو فاتني ذلك الاتصال ولم أسمعه وسط انشغالي! ماذا لو..
عزيزتي... اطمئني لن يفوتك شئ!
أخبري نفسكِ مراراَ أن كل شئ يمكنه الانتظار، لن تذهب الرسائل الجديدة إلى مكان آخر ولن يتركك المتابعون الجدد، و ان لم تجيبي على الرسائل فوراً لن ينتهي العالم!
لذا، عندما تقررين ترك الهاتف عطلي اتصالك بالإنترنت تماماً، ويمكنك عمل الهاتف بوضعية الصامت، فقط إن كنت تنتظرين اتصالاً مهماً يمكنك القلق بشأنه، لكن ما عدا ذلك فأؤكد لكِ أن كل شيء سينتظرك كما هو في مكانه حتى تعيشي حياتك وتنتهي من مهامك.
الخطوة الرابعة: إجازة ليومٍ واحد تُغير الكثير
لابد وأن أخذك لإجازة ليومٍ واحد أو جزء منه يعتبر أمراً جيداً ومفيداً للغاية للتجديد وكسر الروتين واستعادة النشاط، فماذا لو فكرنا في أخذ إجازة من الهاتف ليوم واحد! بالتأكيد الأمر يستحق التجربة..
اختاري يوماً واحداً أو جزءاً منه واقطعي اتصالك بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تماماً، اقتصري فقط على استخدام الهاتف للرد على المكالمات والرسائل المهمة.
....
عندما تتركين هاتفك ستدهشين من حجم الوقت الذي تمتلكينه ويسرقه منك الهاتف والشاشات!
أنت قدوة صغارك، فإن كُنتِ قررت عدم تركهم لدوامة الشاشات وتركتِ نفسك، فكيف تنتظرين منهم أن يقتنعوا ويطيعونك، وإن كنت قررتِ تركهم للشاشات وبدؤوا في صنع عالمهم الخاص تماماً كما تفعلين أنت، فماذا تنتظرين منهم مستقبلاً!
راجعي نفسك صديقتي قبل فوات الأوان، وقبل أن يسرق هاتفك حياتك وتصبحي في حياتهم غائبةً حاضرة!