لقد كانت حرقة المعدة من أكثر المشاكل التي عانيت منها خلال حملي الأول، وقد حاولت الكثير من الطرق للتخلص من هذه الحرقة. فقد كانت تؤثر كثيراً على نومي ليلاً، وأذكر أن الكثيرين قد أخبروني بأنه لا بد أن شعر الطفلة كثيف، وأنه هو السبب وراء هذه الحرقة، وإن لم يكن هذا الأمر صحيح علمياً إلا أنه يحمل بعضاً من الطرافة.

لفهم موضوع حرقة المعدة أكثر، علينا أولاً فهم عملية الهضم حيث يكون الهضم الطبيعي بالعادة عندما ينتقل الطعام إلى أسفل المريء عبر صمام عضلي يسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية وإلى المعدة، وتعد جزءًا من المدخل بين المريء والمعدة، ويفتح للسماح للطعام بالمرور ويغلق لمنع أحماض المعدة من العودة، ولكن عندما يكون لديك حرقة في المعدة أو ارتجاع مريئي حمضي، فإن هذه العضلة ترتاح بدرجة كافية للسماح لحمض المعدة بالصعود إلى المريء، هنا يكمن سبب الألم والحرق في منطقة الصدر.

وأثناء الحمل، يمكن أن تسمح التغيرات الهرمونية لعضلات المريء، بما في ذلك العضلة العاصرة بالاسترخاء بشكل متكرر والنتيجة هي أن المزيد من الأحماض قد تتسرب مرة أخرى، خاصة عند الاستلقاء أو بعد تناول وجبة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، عندما ينمو جنينك خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل ويتوسع الرحم لاستيعاب هذا النمو، فإن معدتك تتعرض لضغط أكبر ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى دفع الطعام والحمض إلى المريء.

كيف يمكن التخلص من حرقة المعدة:

عادةً ما ينطوي تخفيف حرقة المعدة أثناء الحمل على التجربة، وغالبًا ما تكون عادات نمط الحياة التي يمكن أن تقلل من حرقة المعدة هي أكثر الطرق أمانًا للأم والطفل، وقد تساعد النصائح التالية في تخفيف حرقة المعدة:

1. تناولي وجبات أصغر بشكل متكرر وتجنبي الشرب أثناء الأكل، واشربي الماء بين الوجبات بدلًا من ذلك.
2. تناولي الطعام ببطء وامضغي كل قضمه جيدًا.
3. تجنبي الأكل قبل النوم بساعات قليلة.
4. تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب لك الشعور بالحموضة، وتشمل الأسباب النموذجية الشوكولاتة والأطعمة الدهنية والأطعمة الحارة والأطعمة الحمضية مثل الفواكه الحمضية والمواد التي أساسها الطماطم والمشروبات الغازية والكافيين.
5. اجلسي في وضع مستقيم لمدة ساعة على الأقل بعد الوجبةـ وقد يؤدي المشي على مهل أيضًا إلى تشجيع الهضم.
6. ارتدي ملابس مريحة بدلًا من الملابس الضيقة.
7. حافظي على وزن صحي.
8. استخدمي الوسائد لرفع الجزء العلوي من جسمك أثناء النوم.
9. حاولي النوم على جانبك الأيسر، والاستلقاء على جانبك الأيمن سيضع معدتك أعلى من المريء، مما قد يؤدي إلى حرقة المعدة.
10. امضغي قطعة علكة خالية من السكر بعد الوجبات حيث يؤدي زيادة اللعاب إلى إرجاع أي حمض يرتد إلى المريء.
11. تناولي الزبادي أو اشربي كوبًا من الحليب لتهدئة الأعراض بمجرد أن تبدأ.

متى يجب أن تقومي باستشارة الطبيب:

إذا كنتِ تعانين من حرقة المعدة التي غالبًا ما تسبب استيقاظك في الليل أو تلك التي تعود بمجرد زوال مضاد الحموضة أو تخلق أعراضًا أخرى (مثل صعوبة البلع، أو السعال، أو فقدان الوزن أو البراز الأسود) فقد تكون لديك مشكلة أكثر خطورة تتطلب الانتباه، وقد يقوم طبيبك بتشخيص إصابتك بمرض الارتجاع المعدي المريئي، مما يعني أنه يجب السيطرة على حرقة المعدة لحمايتك من المضاعفات مثل تلف المريء، وقد يصف طبيبك بعض الأدوية المخفضة للحموضة لتقليل الأعراض والتي تساعد على منع إنتاج الحمض والتي قد تكون آمنة، واحرصي على متابعة حالتك جيداً والحرص على مراجعة الطبيب عند الحاجة.

المراجع: 

https://www.healthline.com/health/gerd/pregnancy#lifestyle-changes

https://www.whattoexpect.com/pregnancy/symptoms-and-solutions/heartburn-during-pregnancy.aspx