صحة المرأة
٦ طرق لتتمكني من العمل عن بعد وأطفالك حولك
بقلم: دانة بارطو.
هل تحاولين جاهدة التركيز خلال اجتماعات العمل عن بعد، وتفعلين كل ما في وسعك فقط لتكملي كتابة إيميل واحد بينما يعلو صراخ وتذمر طفلك في الخلفية، وهو يطالب بكوب من الماء، أو يتشاجر مع أخيه على وجبة الإفطار!
الكثير من الأهالي يمرون بنفس الموقف خلال أيام الإغلاق والفتح المتكررة بسبب كورونا، ويحاولون خلال هذا كله ألا يفقدوا صوابهم، وأن ينجزوا أعمالهم من المنزل بينما يهتمون بأمور أبنائهم الدراسية، وترفيههم وكل احتياجاتهم. هذا ليس سهلاً على الإطلاق.. أعرف هذا جيداً!
فكيف يمكننا أن نجعل هذه الأيام الجديدة علينا جميعاً تمر بسهولة ونجاح؟
لو كنت أتقاضى أجراً عن كل مرة أعطي فيها الأمهات هذه النصيحة، لأصبحت مليونيرة الآن!
أعرف أن الكثيرات منا نحن الأمهات يفخرن بكفاءتهن العالية وبكونهن "متعددات المهام".. لكن تعدد المهام هذا ليس سوى خرافة آمنت بها الأمهات!
قبل أن تجادليني في هذا أو تقرري التوقف عن قراءة المقال دعيني أشرح لك لماذا.
حقيقة علمية..
تخبرنا الأبحاث في علم الأعصاب أن الدماغ لا يمكن أن يقوم بأكثر من مهمة واحدة في نفس الوقت، ليس كما كنا نأمل أو نتوقع!
بدلاً من ذلك، فإننا نقوم بالتبديل بين المهام بسرعة كبيرة، ففي كل مرة ننتقل فيها من صياغة إيميل إلى مراجعة نص معين إلى رعاية أطفالنا، تكون هناك عمليات بدء وإيقاف تحدث في أدمغتنا.
وحتى وإن كنا نحن الأمهات أفضل من الرجال في عمليات التنقل بين المهام، إلا أنها تبقى عمليات متعبة لأدمغتنا!
وهي بدل أن توفر علينا الوقت تكلفنا الكثير منه، وبمرور الوقت تستنزف طاقتنا وترهقنا.
وهنا أقدم هذه المجموعة من النصائح التي ستساعدك في كل هذا:
-
نصيحتي الأولى لكل أم تعمل عن بعد من المنزل وأطفالها حولها هي أن تتوقف عن كونها "متعددة المهام"، وأن تخصص وقتاً محدداً لكل مهمة.
مثلاً حددي 30 دقيقة لتتفقدي بريدك الإلكتروني، و45 دقيقة للعب مع صغيرك أو تدريسه، و10 دقائق لنفسك لتشعري بالراحة، وهكذا..
ركزي على كل مهمة وأنجزيها بشكل أسرع وأفضل وبجهد أقل.
-
تفويض المهام هو نصيحتي التالية، تخيلي أن أفراد عائلتك كفريق عمل وابدئي بتفويضهم بمهام معينة
تناوبي مع زوجك على إنجاز مهمات العمل وشؤون رعاية الأطفال، أو اطلبي من الطفل الأكبر أن يساعد إخوته الأصغر سناً فيما يحتاجونه. خصصي مهام معينة لكل فرد من افراد الأسرة.
أيضاً، لا تترددي في التحدث لمديرك في العمل عن توقعاتك من العمل والتحديات التي تواجهينها. وقومي بجدولة مواعيد تسليم المهام بطريقة منطقية بحيث يكون بإمكانك الالتزام بها، لتقللي من حجم التوتر الذي تشعرين به.
-
تأكدي من أن تتواصلي مع أطفالك بشكل لطيف وأن تشعريهم بمحبتك لهم وتفهمك لمشاعرهم
قبل أن تطلبي منهم مغادرة الغرفة لتبدئي بالعمل. هذا مهم ليس فقط ليحظى الأهل بوقت للعمل، ولكن لتربية الأطفال ليكونوا متوازنين عاطفياً.
تواصلي معهم بلغة المشاعر، إذ ليس من السهل على الطفل أن يتأقلم مع الوضع الجديد بعيداً عن أصدقائه وروتينه اليومي القديم.
لذا، احرصي على تلبية احتياجاته العاطفية جميعها، ثم اشغليه بنشاط أو بعمل شيء يحبه، فهذا سيعطيك المزيد من الوقت للتركيز على عملك.
طبعاً لنكن واقعيين، هذا لا يعني أنه سيكون لديك اليوم بطوله لتنحزي جميع أعمالك ومهامك!
-
فاجئي أطفالك بأفكار جديدة وألعاب مسلية تبقيهم مشغولين لبعض الوقت، ابني يسميهم "المفاجآت".
فبالاعتماد على عمر الطفل، يمكنك إعطاؤه ما يناسبه من ألعاب، يمكنك مثلاً أن تملئي وعاءً بمكعبات الثلج ثم تطلبي من أطفالك أن يذيبوها بسرنجات الماء، أو أن تمدي لاصقاً بين حائطين وتطلبي منهم أن يلصقوا الألعاب والكرات فيها. يمكنك البحث في الإنترنت عن الكثير من الأفكار الأخرى.
-
استخدمي لافتات على الباب أو صور تقول "ماما مشغولة الآن"
أو استخدمي مؤقت هاتفك للإعلان عن الأوقات التي يسمح فيها لأطفالك بمقاطعتك. تأكدي بأن الأطفال سيكونون على استعداد للتعاون وسيفاجئونك.
-
وأخيراً، ليس هذا هو الوقت للشعور بالذنب
فلا بأس بالسماح للأطفال بمشاهدة الشاشات لبعض الوقت لتحظي ببعض الوقت لنفسك، هناك الكثير من التطبيقات المفيدة التي يمكن تستخدميها مع أطفالك، أو أن تقومي بتنظيم مواعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي يلعب فيها أطفالك مع أصدقائهم.
هذا الوقت سيكون مثالياً لنعلم أطفالنا أن يكونوا مرنين وواقعيين، وألا يتوتروا في مثل هذه الظروف غير المسبوقة.
وتذكري أنه يمكنك أنت كذلك أن تستغلي هذا الوقت للتخلص من التوتر والإحباط وتعلم شيء إيجابي، مثل تعلم مهارات حياتية جديدة تستمرين باستخدامها في المستقبل.