صحة المرأة
هل عليك أخذ مكمل غذائي لزيادة البكتيريا النافعة في جسمك؟
كآباء وأمهات، فأنتم دائماً ما تفضلون وتهتمون لاختيار أكثر الأطعمة صحة وفائدة لكم ولمن تحبون. وبما أن هذا الأمر يحمل أهمية كبيرة معه فمن الجيد أن تقوموا بالبحث عن الأصناف التي تساعد في إمداد أجسامكم بكل ما يلزمها من طاقة وعناصر طبيعية. ولكن، قبل كل هذا عليكم معرفة كل العوامل التي تساعد على تكسير وامتصاص الأطعمة المفيدة لكم والتي سوف توصلكم لأسلوب الحياة الصحي الذي تطمحون إليه.
فما هي هذه البكتيريا النافعة؟ وما هي فوائدها؟
ليست كل الكائنات الحية الدقيقة سيئة. هناك العديد من الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا المفيدة، مفيدة جداً وضرورية لصحة الإنسان . ويمكن العثور على هذه الكائنات الحية الدقيقة في الأنسجة البشرية والسوائل. الأمعاء البشرية، على سبيل المثال، يقال أن فيها تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة (بكتيريا الأمعاء) التي تتجاوز أي جهاز آخر في الأعداد والأنواع. هناك علاقة متبادلة بين الإنسان وبكتيريا الأمعاء مما يعني أنهما يستفيدان من بعضهما البعض. بكتيريا الأمعاء مهمة جداً لصحة أجسامنا، يمكن أن نفكر بها وكأنها "عضو خفي" في أجسامنا. فهي لديها العديد من الفوائد، بعضها:
- تساعد في تركيب المركبات الهامة التي يحتاجها الإنسان، مثل فيتامين B وفيتامين K، الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (Short Chain Fatty Acids) التي تعتبر مهمة لأنسجة القولون والمستقيم، وتحافظ على سلامة أنسجتها،
- تساعد في هضم أنواع معينة من الكربوهيدرات والألياف،
- يمكن أن تساعد في تنظيم استجابات الجسم المناعية للالتهابات،
- تمنع نمو البكتيريا السيئة
- تركيبة بكتيريا الأمعاء الدقيقة تختلف من شخص إلى آخر، وتختلف عند الشخص نفسه اعتماداً على النظام الغذائي، البيئة، الإجهاد، والهرمونات…إلخ.
ما الذي يمكنكم القيام به للحفاظ على البكتيريا النافعة؟
الطعام الذي نأكله يساهم في نمو هذه البكتيريا. الأطعمة الغذائية الجيدة والصحية يمكن أن تغذيها في حين أن الأطعمة السيئة يمكن أن تسهم في نمو البكتيريا السيئة بدلاً من نمو البكتيريا النافعة. وأن اتباع الحميات الغذائية التي تعتمد على تناول كميات كبيرة من اللحوم أو السكر أو الدهون يؤدي إلى زيادة أعداد ميكروبات الأمعاء المسببة للالتهابات. وأشارت دراسات مختلفة أن هناك رابط بين اضطراب الأمعاء الدقيقة والعديد من الأمراض المزمنة مثل السمنة، أمراض القلب والأوعية الدموية، السكري وحتى السرطان.
لذلك، من الجيد اتباع نظام غذائي جيد نظام غذائي متوازن من البروتين والألياف والكربوهيدرات صحية مع الكثير من الخضار والفواكه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لزيادة تنوع وأعداد بكتيريا الأمعاء النافعة.
هل للمضادات الحيوية تأثير على أجسادنا؟
لا تقوم المضادات الحيوية بالتخلص من البكتيريا السيئة فحسب بل تقوم بقتل النافعة منها أيضاً. لذلك، فإن تناول هذه المضادات الحيوية لفترة طويلة يمكن أن يسبب الإسهال واضطراب في عملية الهضم بسبب التغير الذي حدث لبكتيريا الأمعاء. وقد أظهرت الدراسات حتى الآن أنه على الرغم من أن الجسم لا يمكنه أن يمتص العديد من العناصر الغذائية وهضم المركبات المختلفة أثناء فترة العلاج بالمضادات الحيوية، إلا أنه يمكن أن تعود كميات بكتيريا الأمعاء إلى معدلها الطبيعي بعد الانتهاء من العلاج. كما يعتقد أن استخدام المكملات التي تحتوي على البروبيوتيك والبريبايوتك يمكنها أن تساعد في تقليل أثر المضادات الحيوية على جسم الإنسان.
ولكن، ما هي البروبيوتيك والبريبايوتك؟
البروبيوتيك هي كلمة نسمعها في كل مكان في هذه الأيام. ولكن ما هي "البروبيوتيك" بالضبط؟
البروبيوتيك هي كائن غذائي حي ودقيق، وهي مفيدة للصحة. ويشار إلى أنها تساعد في استعادة توازن بكتيريا الأمعاء وزيادة البكتيريا النافعة في الجسم. الغذاء الأكثر شهرة الذي يحتوي على هذه الميكروبات هو اللبن. السلالات البكتيرية الأكثر استخداماً وعلى نطاق واسع في صناعة لبن الزبادي هي الأنواع الملبنة وبيفيدو باكتريوم. تم العثور على البروبيوتيك أيضاً في اللبنة، الكفير، كيمتشي، الشاي كومبوتشا، مخلل الملفوف، ميسو، الطماطم، العجين والمخللات الغير مبسترة.
كما أن للبروببيوتيك فائدة أخرى إلى جانب مساعدة الأمعاء وعملية الهضم، حيث يمكنها أن تساعد أيضاً في هضم اللاكتوز، والأفراد المصابين بعدم تحمل اللاكتوز بتخفيف الأعراض لديهم.
البريبايوتك تختلف عن البروبيوتيك. هم في الواقع "الغذاء" الذي تحتاجه البكتيريا الخاصة بالأمعاء. البريبياتوك هل الألياف الغذائية التي لا يستطيع الجسم هضمها ولكن البكتيريا التي تعيس في الأمعاء تستطيع وبالتالي فإنها تنمو وتزداد. هذه الألياف موجودة في الكثير من الأغذية أهمها العلكة العربية، الفاصولياء، البقوليات، الخرشوف المقدسي (الأرضي شوكي)، الثوم، الكراث، البصل، الهليون، والموز.
المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك والبريبايوتك:
لا يمكن ضمان وصول أعداد كبيرة من البكتيريا النافعة إلى الأمعاء خاصة بعد مرورها في عملية الهضم وتعرضها لحمض المعدة والانزيمات. لذلك، لا يمكن أن تكون كل مكملات البروبيوتيك فعالة. فمن الأفضل دائماً الحصول على جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها من الطعام. ومع ذلك، إذا كنتم ترغبون في شراء المكملات الغذائية، اقرأوا عنها واطلبوا من طبيبكم المختص بوصف النوع الذي يناسب كل واحد منكم، للتأكد من أن النوع الذي تشترونه هو من نوعية جيدة لضمان الحصول على أكبر قدر ممكن من الفائدة.
أما بالنسبة للبريبايوتك فمن السهل الحصول عليها لأنها موجودة وبكثرة في معظم الخضراوات والفواكه. لذلك، لا داعي لشرائها وأخذها على شكل حبوب مكملة.
البروبيوتيك و"المنطقة الحساسة" لدى الإناث:
المهبل هو جزء آخر من الجسم تتواجد فيه البكتيريا النافعة؛ فهي تحمي هذه المنطقة وتجعلها صحية، خالية من الأمراض. لأنه اضطراب بكتيريا المهبل يمكن أن يؤدي إلى الإصابة في التهابات مثل التهابات المسالك البولية، التهاب المهبل البكتيري والتهاب المهبل الفطري. إلا أن بعض الدراسات وضحت أن استخدام مكملات البروبيوتيك وخاصة الأحماض الملبنة منها عن طريق الفم يمكن أن يحل بعض من هذه المشاكل أو الوقاية منها.
المراجع باللغة الإنجليزية:
Probiotics and Prebiotics: What’s the Difference? Sarah Lewis, 3 June 2017, Authority Nutrition, https://authoritynutrition.com/probiotics-and-prebiotics/
Dietary Factors: Major Regulators of the Gut's Microbiota, Alexander R. Moschen, Verena Wieser, and Herbert Tilg, Oct. 2012, Gut and liver, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3493718/
Gut Bacteria in Health and Disease Eamonn M. M. Quigley, Sep. 2013, Gastroenterology & Hepatology, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3983973/
The Impact of Diet and Lifestyle on Gut Microbiota and Human Health, Michael A. Conlon, Anthony R. Bird, Jan. 2015, Nutrients, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4303825/
Gut bacteria and health foods—the European perspective, M Saarela, L Lähteenmäki, R Crittenden, S Salminen, T Mattila-Sandholm, 15 Sep. 2002, International Journal of Food Microbiology, http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0168160502002350
Prebiotics and probiotics: are they functional foods?, Marcel B Roberfroid, June 2000, the American Journal of Clinical Nutrition, http://ajcn.nutrition.org/content/71/6/1682s.short
Oral probiotics can resolve urogenital infections, Gregor Reid, Andrew W Bruce, Nicola Fraser, Christine Heinemann, Janice Owen, Beth Henning, Feb. 2001, Pathogens and Disease, http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1574-695X.2001.tb01549.x/full
Probiotics for prevention of recurrent vulvovaginal candidiasis: a review, J Antimicrob Chemother, 21 June 2006, Journal of Antimicrobial Chemotherapy, https://academic.oup.com/jac/article/58/2/266/721575/Probiotics-for-prevention-of-recurrent
Gut bacteria may hold key to treating autoimmune disease, The Rockefeller University Press, 19 Dec. 2016, ScienceDaily, https://www.sciencedaily.com/releases/2016/12/161219100126.htm
*مصدر الصورة الرئيسية www.freepik.com