نصائح عن الصحة
كيف وضع فيروس كورونا الصحة النفسية للكثيرين على المحك
حافظوا على صحتكم النفسية..
الآن وأكثر من أي وقت مضى، فنحن نعيش ظروفاً استثنائية في ظل أزمة كورونا، التي أوجدت لنا تحديات جديدة وواقعاً مختلفاً كان له آثاره السلبية على نفسياتنا وتعاملنا مع الأمور، فكثيرون فقدوا أحباءهم في هذه الجائحة، وآخرون فقدوا وظائفهم ومصدر رزقهم، وضاقوا ذرعاً بكل إجراءات الإغلاق والحظر، التي جعلتهم يشعرون بالعزلة وزادت من الضغوطات النفسية ومشاعر القلق لديهم.
هي بلا شك مرحلة صعبة، تظهر تداعياتها وآثارها على الناس وصحتهم النفسية حسب بيئاتهم وخلفياتهم المجتمعية وظروفهم الحياتية، فبالإضافة إلى مشاكل الحياة وصعوباتها، يتأثر البعض ممن يتواجدون في مناطق الحروب والتهجير والكوارث الطبيعية بالمشاهد والصور التي تطبع في ذاكرتهم، وتجعلهم يعانون من أمراض واضطرابات نفسية خطيرة ترافقهم طيلة حياتهم.
لذلك خُصص أسبوع للتوعية بأهمية الصحة النفسية للأفراد، رجالاً ونساءً وأطفالاً، ويبدأ الأسبوع من يوم الإثنين 10 أيار ويمتد حتى 16 أيار 2021. ذلك لأن بعض الأشخاص ممن يعانون من الاضطرابات النفسية قد لا يعلمون بحالتهم نتيجة لضعف التشخيص وقلة فرص العلاج المتوافرة لهم، فتكون التوعية هنا ضرورية لدعم صحة هؤلاء الأفراد وقدرتهم على الاستمرار.
حسب معهد القياسات الصحية والتقييم، فإن واحداً من بين كل 10 أشخاص في العالم يعاني من اضطراب نفسي، وهذا ما يجعل نسبة هؤلاء الأشخاص إلى سكان العالم تزيد عن 10.7%، كما أن نسبة إصابة الإناث بالأمراض النفسية غالباً ما تكون أعلى منها لدى الذكور.
الأمراض المرتبطة بالصحة النفسية والعقلية أصبحت محط اهتمام المنظمات والمؤسسات حول العالم، وهي مختلفة ومتنوعة ويمكن أن تتفاوت حدتها من شخص لآخر وهي تأتي بأشكال مختلفة تشمل:
- الاكتئاب، الذي يشكل المصابون به ما نسبته 3.4% حول العالم، ويعد من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإعاقة والمرض الجسدي، والانتحار أيضاً الذي وحسب منظمة الصحة العالمية يعتبر ثاني سبب للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 عاماً في العالم، أي أنه يمكن أن يصيب الأطفال والبالغين.
- اضطرابات القلق، وتشكل نسبة المصابين به 3.8% حول العالم، ويأتي بعدة أشكال، مثل الرهاب والوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق العامة.
- اضطراب ثنائي القطب، ويشكل المصابون به ما نسبته 3.8%، حيث يختبر الشخص المصاب تقلبات واضحة وغريبة في المزاج طوال الوقت.
إضافة إلى أمراض ومشاكل أخرى مختلفة مثل اضطرابات الأكل والفصام وتعاطي المخدرات والإدمان.
الأسباب المؤدية إلى تدهور الصحة النفسية للأفراد حول العالم صارت في تزايد كبير بعد أزمة كورونا، فصار التأقلم مع هذه الظروف هو الحل الأمثل لتجنب الإصابة بأي اضطراب يمكن أن يؤثر على نوعية حياة الأفراد وصحتهم الذهنية والجسدية.
التأقلم مع التوتر وضغوطات الحياة في ظل أزمة كورونا
- توقفوا لفترة عن مشاهدة الأخبار وقراءتها والاستماع إليها.
بما في ذلك تلك الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، من الجيد دائماً أن تكونوا على اطلاع بما يجري، لكن سماع أخبار الوباء باستمرار قد يكون مزعجاً ويسبب لكم الكثير من القلق والتوتر. لذا، خففوا من ساعات مشاهدتكم للأخبار كل يوم، وقوموا بفصل الهاتف والتلفاز وجميع الشاشات لفترة من الوقت.
- اهتموا بأجسامكم وصحتها
- أخذ نفس عميق مع ممارسة رياضة التمدد والتأمل.
- تناول وجبات صحية ومتوازنة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الاستمر في الإجراءات الوقائية الروتينية (مثل اللقاحات وفحوصات السرطان وما إلى ذلك) على النحو الموصى به من قبل الأطباء.
- أخذ لقاح COVID-19 عند توفره.
- خصصوا وقتاً للاسترخاء، حاولوا القيام ببعض الأنشطة الأخرى التي تستمتعون بها.
- تواصلوا مع الآخرين، وتحدثوا إلى الناس الذين تثقون بهم حول مخاوفكم وما تشعرون به.
مساعدة الآخرين على التأقلم
إن اعتناءكم بأنفسكم يمكن أن يجهزكم بشكل أفضل لرعاية الآخرين. فخلال هذه الأوقات، من المهم البقاء على اتصال مع أصدقائكم وعائلاتكم، فمساعدة الآخرين في التغلب على التوتر من خلال المكالمات الهاتفية أو محادثات الفيديو، تخلصكم أيضاً من الشعور بالوحدة أو العزلة.
المراجع:
- ourworldindata.org/mental-health
- www.cdc.gov/coronavirus/2019