الأعياد
حوار لطيف مع أطفالي عن شعائر الحج
جاءتني طفلتي الصغيرة سما لتسالني عن تتمة حوارنا عن الحج قبل أيام فقالت: أخبرتني يا أبي بأن للحج علاقة بسيدنا إبراهيم، أليس كذلك؟
أجبتها: نعم، إن لإبراهيم -عليه السلام- وأهل بيته قصة كبيرة مع الحج ومكة، سأقصها عليكم من خلال أسئلة؛ عندها أظهر هاشم وأنس اهتمامهما بالمشاركة لأنهما في الحقيقة يعرفان القصة، فجاءت فكرة الأسئلة كتشجيع لهما على روايتها عبر الإجابة على اسئلتي.
سألت: الكعبة هي أول مسجد بني في الأرض، من الذي بناه؟
قال هاشم: الملائكة.
قال أنس: بل سيدنا إبراهيم وإسماعيل.
قلت: إجابتكما صحيحة!!
تعجّب الجميع فقلت: أول من بناه الملائكة، ولأن مكة لم تكن أرضاً مسكونة بالناس فقد غطته رمال الصحراء، فأمر الله إبراهيم بأن يأخذ زوجته وطفلها إسماعيل ليسكنا تلك الأرض
وبعد أن صار إسماعيل فتى قام بمساعدة أبيه إبراهيم في إعادة بناء الكعبة لتعود مسجداً يطوف الناس حوله، ثم يصلون عند مقام إبراهيم حيث وقف ودعا الناس للحج.
قالت ليان: قصَّت علينا المعلمة قصة السيدة هاجر وطفلها إسماعيل، عندما نفد منها الماء والطعام فبدأت تدعو الله وتسعى بين تلتين تبحث عن الماء لتشرب وتسقي ابنها، فلما رجعت حيث تركت طفلها وجدت أن الله فجّر لهما من الأرض عين ماء ليشربا.
قال هاشم: تلك العين هي ماء زمزم التي يشرب منها الحجاج إلى يومنا هذا.
سألتُ: وما اسم التلتين اللتين سعت بينهما السيدة هاجر؟
قال أنس: الصفا والمروة، وهما التلتان نفسهما اللتان يسعى الحجاج بينهما.
قلت: أرأيت يا سما أفواج الحجاج الذين شاهدناهم على الشاشة يطوفون ويسعون، يفعلون فعل أبينا إبراهيم نفسه بالطواف بالكعبة، ثم يصلون لله كما فعل، وبعدها يشربون من ماء زمزم، ثم يسعون بين الصفا والمروة ويدعون الله كما فعلت السيدة هاجر.
تابعت فقلت: ذات مرة زار سيدنا إبراهيم زوجته وولده في مكة، وبعد أن فرح باللقاء رأى في المنام أنه يذبح إسماعيل!!
علت الدهشة وجها سما وليان!!
تابعت فقلت: نعم، لقد رأى في منامه أنه يذبح ابنه، والنبي إذا رأى شيئا في المنام فإنه يكون أمرا من الله عليه تنفيذه، فماذا فعل؟
قال هاشم: أخبر ابنه بما أمره الله، فلم يعترض إسماعيل.
قلت: صحيح، وعند تنفيذ الأمر سارت الأم هاجر مع إبراهيم وإسماعيل لمكان الذبح في منطقة اسمها مِنَى في طرف مكة
فظهر الشيطان لإبراهيم وقال: كيف تطيب نفسك أن تذبح ولدك؟! استعاذ إبراهيم بالله من الشيطان ورماه بحصوات. ثم ظهر الشيطان لهاجر وقال: كيف تسمحين له بأن يفرّط بابنك؟ فقذفته بحصوات، ثم ظهر لإسماعيل وقال: لا تسمح له بذبحك، فرماه بحصوات.
قال أنس: إذا فالمسلمون في منى يرمون الجمرات الثلاث اتباعا لإبراهيم وهاجر وإسماعيل؟
قلت: نعم صحيح، وهم بهذا يعاهدون الله على التبرؤ من الشيطان ولزوم طاعة الرحمن.
قالت سما: لكن كيف سمحت هاجر بأن يذبح إبراهيم ابنها؟!
تدخل هاشم كالعادة فقال: لم يذبحه.
قلت: نعم، لقد امتحن الله هذه العائلة المباركة فنجحت في الامتحان، وعندما هم إبراهيم بذبح إسماعيل أنزل الله جبريل بكبش عظيم، وأمره أن يذبحه بدل ذبح إسماعيل، وهذا ما يفعله المسلمون في عيد الأضحى، يذبحون الأغنام والأبقار والإبل ليطعموها الفقراء والأقارب والجيران.