رمضان
"الغبقة" تقليد رمضاني عريق احتفظ بأصالته عبر الزمن
"الغبقة" الرمضانية موروث شعبي تقليدي أصيل ومازال مستمر حتى يومنا هذا مع تغييرات عصرية بسيطة، وهي عادة وموروث اشتهرت فيه العائلات الخليجية في شهر رمضان المبارك، حيث تجتمع الأسر على وليمة عشاء متأخر يسبق السحور وتقام بالعادة ما بين تاريخ اليوم الثامن من شهر رمضان حتى اليوم الثالث عشر، وتمتاز "الغبقة" بتحضير أكلات شعبية معينة سوف نقوم بذكرها لاحقاً، "الغبقة" من العادات الاجتماعية الجميلة التي يجب أن نحافظ عليها لما فيها من زيادة الترابط الأسري والاجتماعي وهو الشيء الذي نحن بأمس الحاجة إليه في مجتمعاتنا. لنتعرف أكثر عن هذا الموروث الشعبي الأصيل.
ما هو أصل كلمة "غبقة"؟
هذا المصطلح في لهجة أهل الخليج تعني العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور، وهي وليمة تؤكل عند منتصف الليل أو قبله بقليل، وهي أيضاً كلمة عربية أصيلة، ويرجع أصلها إلى «الغبوق»، والغبوق هو حليب الناقة الذي يشرب ليلاً، وعكسه الصبوح الذي يشرب من حليب الناقة صباحاً، حيث يقول البعض، إن الغبوق وجبة خفيفة تؤكل في المساء بعد صلاة التراويح. ولا خلاف على أن "الغبقة" هي وجبة رمضانية لا تقام في سائر أشهر السنة ويختص بها شهر رمضان، وكانت تحمل اختلافات في السابق عما هي اليوم في تنوع الأطباق والأزياء، ولكن مازالت التسمية ثابتة واللقاء يقام في ذات الوقت من كل عام.
الأكلات والأطباق التي تعد في "الغبقة":
تختلف أطباق "الغبقة" من دولة لأخرى ومن أسرة لأسرة، لكنها بشكل أساسي تشمل العديد من الأطباق الخليجية الشهيرة الشعبية كالثريد والنخي وهو" الحمص" والباجلا وهي "الفول المطبوخ"، والهريس، والهريس يتكون من حب “القمح” يضاف إليه الدجاج أو اللحم والسمن، وهي أكلات رمضانية شهيرة.
ومن ضمن الأطباق القديمة التي كانت تشتهر بها "الغبقة" في السابق "طبق البرنيوش" أو (المحمّر) وهو عبارة عن أرز مطبوخ بالسكر أو بدبس الرمان، والبعض يفضل تقديم "طبق المجبوس" والبعض الآخر يفضل " طبق المشخول" وفي الغالب تكون هذا الأكلات مخصصة للغبقة حتى وإن تم تقديمها على وجبة الفطور، ويقوم الناس أيضًا بتقديم أطباق الحلويات الشعبية مثل حلوى الساقو وحلوى اللقيمات أو حلوى النشاء أو العصيدة والزلابية والمحلبية والقطايف والكنافة وبلح الشام، كل هذا بالإضافة أيضًا إلى تقديم التمر والشاي والقهوة.
واليوم مع تطور الزمن اختلفت قليلاً الأكلات وتم إضافة بعض الأطباق الحديثة مثل الفطائر والكبـة والسلطات وأنواع الحلويات الشرقية والغربية، بالإضافـة إلى المشروبات الرمضانيـة كقمر الدين والشاي والقهوة والزعفران، وبمرور الوقت أصبحت "الغبقة" الآن تقام في المطاعم والفنادق، وتتضمن تنوع ما بين الأكلات الشعبية والغربية والحلويات المحلية والشرقية والغربية.
لقاءات "الغبقة":
في لقاءات "الغبقة" تحلو الأحاديث وتظل الأسرة تتسامر وتتحدث في أمور الحياة حتى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل، وقد يتخلل اللقاء بعض الأنشطة والألعاب التراثية، وقد تشاهد الأسرة معاً بعض المسلسلات الرمضانية مع تناول الحلوى والقهوة العربية.
ويرى الكثير من الناس أن "الغبقة" اختلفت في الوقت الحاضر من ناحية أنواع الأكلات، فكانت في السابق تقتصر المائدة على طبق أو طبقين على الأكثر، إلا أنها حالياً متنوعة بشكل أكبر بشتى أنواع المأكولات سواء الشعبية أو الغربية، ورغم اختلاف "الغبقة" بين الماضي والحاضر لكنها تبقى تجمعاً يحرص الجميع على حضوره كل عام، كما أنها تعد إحدى الموروثات الشعبية المميزة التي ترجع بنا إلى ماضي الأجداد الذين تركوا لنا تقاليد وعادات تعزز أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية وخصوصاً في هذا الشهر الفضيل.
كما أن هناك حلي وأزياء تتجمل بها النساء أيام الغبقة، إليكم أجمل تشكيلة لعام 2022