قصص أمهات
الطريقة التي جعلتني أستمتع في تربيتي لأطفالي الخمسة
بما أنني أم لخمسة أطفال، أكبرهم في عمر الخمس سنوات، ثم ثلاثة توأم عمرهم ثلاث سنوات، والأصغر عمره سنة ونصف.. يسألني الكثيرون: "كيف تقومين بكل هذا؟ وكيف تستطيعين السيطرة على نفسك وكل ما يتعلق بتربيتهم؟"
وفي كل مرة تكون إجابتي: "أتعامل مع الأمور كل يوم بيومه!"
طبعاً هذا لا يعني أننا -أنا وزوجي- لا نملك رؤية أو صورة نعتمد عليها وأهدافاً واستراتيجيات نتبعها في التربية لبناء عائلتنا والمحافظة عليها، فنحن نفعل ذلك! نحن ننظر لهذه الصورة لترشدنا في حياتنا اليومية مع أطفالنا، عندما نفكر فيما نريد أن نعلمه ونطوره لديهم عندما يكبرون، بالإضافة إلى نوع الأهل الذي نريد لهم أن يتذكرونا عليه.
ومع ذلك، فإن الصورة عادة ما تُرسم ويتم إكمالها بضربة ريشة واحدة، أما نحن كأهل وخاصة أمهات، فإنها تكون كل يوم بيومه، وكل ساعة بساعتها، وقرارات لا تعد ولا تحصى تُتخذ من أجل تربية أبنائنا، لتجتمع بعد ذلك كلها لتكوِّن الصورة المتكاملة لعائلتنا.
سيكون أمراً مرهقاً ومضنياً جداً بالنسبة لنا إن قمنا بالتفكير في جميع أهدافنا وتصوراتنا وتوقعاتنا من أنفسنا كأهل في كل يوم وكل ساعة!
لدينا قيم وأهداف خاصة بعائلتنا، نعلقها في أرجاء منزلنا لتذكرنا بين الحين والآخر عما يجب أن نقوم به في مهمتنا التربوية مع أبنائنا، وهي أيضاً ترشدنا في لحظات الشك والتعب والإحباط.
نعم، لقد كانت هناك أوقات ركزت فيها على هذه الصورة الكبيرة بكل ما فيها من قيم ودروس وأهداف، وعلى شكل التربية التي أطمح لها، لكنني فقدت نتيجة لذلك جزءاً من فرحي والسبب الأهم لكوني أماً وهو: الاستمتاع مع أطفالي!
لاحظت أنه من السهل عليَّ أن أنجرف مع التيار وأن أرهق نفسي بجميع التفاصيل والمعلومات الجديدة التي تتحدث عن التربية وعن الأمور التي يجب عليَّ ولا يجب عليَّ فعلها مع أطفالي! وأنا من أوائل الأمهات اللاتي ينصحن غيرهن فيقلن: "اقرئي هذا الكتاب" أو "خذي هذه الدورة التدريبية" أو "جربي هذه الطريقة في المرة القادمة التي يصاب فيها طفلك بنوبة غضب"، فأنا أحب التخطيط وأحب أن أتعلم من تجارب من سبقوني، فهذا يوفر عليَّ الكثير.
لذلك، قررت أن أحاول أيضاُ أن أعيش حياتي مع أطفالي كل يوم بيومه، فتعلمت أن أعلق هذه الصورة الكبيرة التي تحدثت عنها على الحائط بدلاً من محاولة حملها على كاهلي في كل وقت.
فإن حملها ورفعها في كل لحظة مع أطفالي هو حمل ثقيل ومتعب، فهذه الصورة هي أداة نسترشد بها في حياتنا وليست أمتعة تثقل علينا وتتعبنا طوال الوقت.
والآن، أعرفتم كيف نقوم بذلك؟
نعيش مع شعار: "كل يوم بيومه".
مع إبقاء أعيننا على قائمة أهدافنا التي وضعناها معاً، لنعرف أي نوع من الأهل نود أن نكون، ولكي نرسخ القيم المهمة ونغرسها في أولادنا، كل هذا نفعله ونحن نستمتع مع صغارنا المليئين بالحماسة والحياة، والذين يبقوننا أيضاً متأهبين لأي شيء.
واليوم أشجعك عزيزتي الأم، أن تستمتعي مع أطفالك في كل لحظاتهم وأن تقومي بمهمتك العظيمة.. مهمة الأمومة دون إجهاد نفسك بالتفاصيل!