قصص أمهات
وأخيراً... وجدت الحل لينام طفلي طوال الليل
كنت في فترة حملي كلما تساءلت عن الوقت الذي سألد فيه، تقول لي أمي أو أختي أو إحدى صديقاتي: "لا تتعجلي.. فأنت ستشتاقين للراحة والنوم"، أو أنني أسمع إحداهن تقول تلك الجملة المشهورة: "في البطون ولا في الحضون"!
وبعد أن وضعت طفلي، كان خلال الأشهر الأولى التي تكون عادةً الأصعب -خاصة إذا كانت هذه أول ولادة للأم- طفلاً هنيئاً هادئاً يبكي فقط عند حاجته للطعام، إلا أنني وبعد عشرة أيام أصبحت أعرف مواعيد طعامه فلم تعد هنالك حاجة للبكاء.
و كان ينام في الليل نومة ملائكية متواصلة تعتبر طويلة بالنسبة لعمره، إذ كان ينام ٣ ساعات ونصف يستيقظ للطعام ثم يعود للنوم، اعتبرت نفسي حينها أنني حققت انتصاراً بجدولة موعد نومه وجدول رضعاته، وكنت بالفعل أحدث نفسي وأقول: أين تلك الصعوبة التي حدثوني عنها!
بقي الحال على ما هو إلى أن بلغ طفلي عمر الخمسة أشهر، فأصبح أكثر حباً للعب وأكثر إدراكاً لما حوله، وأصبح من الصعب أن نحدث أي صوت بجانبه خلال نومه حتى لا يستيقظ، وكان من المضحك أيضاً أنه يستيقظ بكامل نشاطه يضحك ويلعب في منتصف الليل، وزاد الأمر صعوبة علينا تغيير الوقت من الشتوي إلى الصيفي، حيث أصبح ينام بموعد نومه الليلي المعتاد ساعة ثم يستيقظ يظن بأنها قيلولة نظراً لتغيير الوقت.
لم أعي الأمر في البداية ولم أدرك سبب استيقاظه، إلا أن زوجي نبهني إلى احتمال اختلاف نظام نومه جراء تغيير التوقيت، عملنا عدة أيام على إعادة تنظيم الأمر إلا أننا لم نحرز نجاحاً كبيراً! وأصبح فجأة أكثر نشاطاً خلال الليل دون أن تظهر عليه أي علامات للنعاس.. شعرت عندها باليأس وتولد لدي شعور بفقد السيطرة وأصبحت الأمومة بين ليلة وضحاها أمراً صعباً كما قالوا لي!
إلى أن التفت إلى أمر طعامه الليلي، وكنت قد أدخلت وجبات منظمة من الطعام الصلب لجدوله حديثاً، فخطر لي أنه من الممكن أن يكون سبب نشاطه هو طعامه. وبناءً على ذلك استشرت إحدى الأمهات المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان منها أن نصحتني بضرورة اختيار الغذاء المناسب لفترة الليل مثل الزبادي، وأن تكون زجاجة الحليب هي اخر ما يتناوله إضافة إلى ضرورة الالتزام بروتين فترة النوم أشد التزام.. كان هذا وهو في عمر الستة أشهر.
نجح الأمر معي كالسحر في الليلة الأولى، ونام ابني في موعده الليلي وهو يتثاءب ويشعر بنعاس كبير ودخل في نومٍ عميق ومتواصل، في اليوم التالي اتبعت نفس الطريقة وكدت أرقص فرحاً لنجاحها مجدداً.
أيقنت حينها أن الحلول موجودة دائماً! وعملت على تكثيف بحوثي وقراءاتي حول موضوع النوم، وقمت بعدة استشارات لأخصائيين وأطباء أطفال لكي أرسخ المعلومات التي كنت أقرؤها.
وتلخصت لدي الأساسيات التالية لتنظيم نوم الطفل:
- ضرورة التقيد الكامل بروتين النوم وتسلسله.
- ضرورة تحضير الطفل للنوم قبل نصف ساعة على الأقل، مثل إدخاله إلى غرفة النوم وخفض الأصوات من حوله وإخفات الإضاءة.
- ضرورة التنبه لأكل الطفل في فترة المساء ونوعيته.
وفيما يخص نوعية طعام الطفل، فهناك أطعمة تساعد بالفعل على الاسترخاء أو تحفيز هرمون الميلاتونين وينصح بإعطائها للطفل قبل النوم مثل:
- الأرز الأبيض.
- الشوفان.
- بسكويت القمح غير المحلى.
- الخضراوات الورقية كالسبانخ مثلاً.
- الموز وذلك لأنه غني بالمغنيسيوم الذي يعمل على إرخاء العضلات.
- الكرز، فهو يحفز إنتاج الميلاتونين.
- الجوز.
- مشتقات الألبان بشكل عام ولبن الزبادي بشكل خاص.
وإليكم أيضاً الأطعمة التي يتوجب الابتعاد عنها خلال المساء كونها تنشط الجسم :
- السكر.
- الشوكولاتة.
- الفواكه الغنية بالسكريات.
- الحمضيات.
- الكافيين.
- الأغذية الغنية بالبروتين.
وقت نوم الطفل هو وقت ثمين، الوقت الذي يحتاجه جسمه للنمو وتقوية ذاكرته وتركيزه، ولا بد من مضاعفة المجهود لتنظيم ساعات النوم وتحقيق أعظم فائدة منه وهذا ما نويت وأنوي اتباعه حتى يكبر.
وأقدم لكن أيضاً نصيحة صغيرة كان لها نتائج رائعة على نوم طفلي، وهي عمل تدليك (مساج) خفيف باستخدام زيت الأطفال قبل النوم ويفضل أن يكون برائحة اللافندر (للأطفال من عمر 6 أشهر فما فوق)، كما أن الموسيقى الهادئة تساعد جداً على الاسترخاء.
وفي النهاية لكل أم طريقتها الخاصة، لقد نفعت هذه الطريقة معي وقد تنفع معك وقد لا تنفع مع غيرك، ولكن لا تفقدي الأمل ولا تجعلي نفسك ضحية للإحباط، ابحثي عن كافة الحلول.. جربي هذا الحل وذاك، وإن لم ينجح واصلي البحث عن حل آخر ولا تيأسي، طفلك يستحق وأنتِ أيضاً تستحقين الراحة والطمأنينة.