قصص أمهات
ما حدث لطفلي سببه هذه اللعبة.. وقد يحدث لغيره!
بقلم: لارا القاضي - أم لطفلين
أكتب قصتي هنا لكي تصل إلى أكبر عددٍ ممكن من الأهالي ليأخذوا حذرهم من لعبة كادت أن تفتك بطفلي.
أنا أمٌ لطفلين، ابني الصغير الذي يبلغ من العمر عامين قام بابتلاع أربع مغانطٍ صغيرة من لعبة لأخيه الأكبر. وكنت قد رأيته يلعب بها لكني لم أتخيل أنها ستكون مشكلةً كبيرة حتى بدأ في اليوم التالي يبكي ويتلوَّى من شدة الألم في معدته، فأسرعت به إلى الطبيب الذي قال في البداية أنه من الممكن أن يكون لديه إمساك، ثم اقترح إجراء صورة أشعة لمعدته، والتي ظهر فيها الأربع مغانط ملتصقين معاً.
قال الطبيب بما أن المغانط ملتصقين ببعضهم سيخرجهم الطفل مع البراز، فقمنا بإعطائه حقنةً شرجيةً لمساعدته على القيام بذلك لكنه لم يخرجهم، وكنا إلى هذه اللحظة غير مستوعبين أن المغانط هي المشكلة!
ازداد بكاؤه بشدةً وصار يرمي نفسه على الأرض من شدة الألم وبعد ساعة من ذلك بدأ يتقيأ بشكل كبير، فاعتقد الأطباء أن لديه التهاباً في الأمعاء، فقمنا بإعطائه حقنةً لإيقاف القيء لكنها لم تنفعه.
ذهبت به إلى الطوارئ في المستشفى فقال لي الطبيب بأن علينا إدخاله إلى المستشفى لأن وضع الطفل يزداد سوءاً. قمنا بإعادة صورة الأشعة مرة أخرى فظهرت المغانط مجدداً وكانت قد تحركت باتجاه المستقيم، حتى هذه اللحظة كان الأطباء في حيرةٍ من أمرهم وكانوا يعتقدون أن المشكلة الرئيسية هي التهاب الأمعاء. قام الأطباء بإعطائه ثلاثة حقن لإيقاف القيء لكنهم لم ينجحوا مجدداً.
بعد يومين من دخوله المستشفى بدأ طفلي يتقيأ دماً، فاستنتج الأطباء أن لديه انسداداً في الأمعاء حيث أن المغانط قد أغلقت الأمعاء تماماً. لن أستطيع أن أشرح لكم عن حجم الألم الذي كان يشعر به طفلي، فقد كان يرمي بنفسه أرضاً ويغيب عن الوعي من شدة التعب. قام الأطباء بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ له لاستخراج المغانط والتي وجدوها ملتصقة وبينها أجزاء من بطانة الأمعاء، فقد صنعت هذه المغانط ثقوباً في الأمعاء. قام الأطباء بخياطة الثقوب وانتهت العملية بنجاح بحمد الله.
لكن المشكلة لم تنته مع العملية، فكما في جميع العمليات الكبرى يخشى الأطباء من أن تحدث مضاعفات لها، لذا قاموا بإعطاء ابني مضاد حيوي والذي سبب له رد فعل تحسسي وانتفخ وجهه بسببه، فجربوا مضاداً اخر لكنه تحسس منه أيضاً وفي النهاية حاولوا مع مضادٍ ثالث فتقبله جسمه.
ولشدة بكاء طفلي قام الأطباء بإعطائه المورفين ليسكنوا من ألمه لكن الألم صار أشد وأقوى وبقي ليومين على نفس الحالة، ولم يجد الأطباء سبباً لما يعاني منه لا أطباء الأطفال ولا الجراحة لأن العملية كانت ناجحة وتأكدوا من ذلك بصور الألتراساوند.
بعدها قمت أنا وزوجي بطلب طبيبة باطنية له لكي تفحصه، فقامت بجمع معلوماتٍ عن حالته لتستنتج أن طفلنا قد تحسس من المورفين فبدأت بإعطائه مضادات للحساسية. وهنا ظهرت مشكلة أخرى وهي انتفاخ أقدامه بطريقة غريبة، فخشينا في البداية أن تكون جلطة في القدم، لكن بعد الفحص تبين أنها مجرد احتباس للسوائل، فقاموا بإعطائه ما يدر البول ويزيل السوائل من جسمه.
وهكذا كنا قد أمضينا عشرة أيام في المستشفى من التعب والعذاب والخوف، لكن أحمد الله أن استطعنا تدارك الحادثة، فقد كان من الممكن للأمور أن تكون أسوأ من ذلك بكثير.
وعندما عدنا إلى المنزل التهب جرحه وتجمعت فيه السوائل فيما يسمى بالـ "سيروما"، فصرنا نفرغ الجرح من هذه السوائل باستمرار عن طريق سحبها باستخدام الإبر.
هذه كانت قصة طفلي بالتفصيل، كل ما عانيناه كان بسبب لعبة و4 مغانط بحجم حبة العدس!
لجميع الأمهات والآباء أرجوكم لا تشتروا هذه اللعبة لأطفالكم، وإذا فعلتم كونوا حريصين جداً وراقبوا أطفالكم وهم يلعبون بها، فهي تشكل خطراً كبيراً عليهم وها هي قصتي مع طفلي أكبر دليل على ذلك!
* مصدر الصورة الرئيسية: http://bit.ly/333Skmj
اقرئي أيضاً:
هل السلايم بالفعل لعبة خطرة على أولادنا؟
كدت أفقد طفلتي وهذا ما أنقذها
دخل المستشفى بسبب لعبة موجودة في بيوتنا
10 أفكار لتعليم طفلك عن طريق اللعب بالأكواب الورقية
أفكار للعب للأطفال ما بين عمر ١-٢ سنوات
أم تنقل للعالم قصتها مع فقدان طفلها برسالة مهمة