قصص أمهات
أنشطة سهلة طبقتها مع طفلي ليحب اللغة العربية أكثر
بقلم: رشا علاونة، أم لطفل
بدأت قصتي بوجودنا في بلدٍ عربي أغلبية سكانه من الوافدين. فكانت لغة التواصل الأسهل هي اللغة الإنجليزية، وعندما بلغ ابني فارس سن الدخول الى الروضة قمنا بتسجيله في روضة بريطانية وهذا ما عزز لديه سهولة استخدام اللغة الإنجليزية كلغة تواصل، وفي سن المدرسة بحثنا له عن مدرسة ثنائية اللغة وذلك لتعزيز اللغة العربية لديه، وبحمد الله كانت درجاته في اللغة العربية ممتازة جداً.
لكن في إحدى المرات وعند زيارتنا لمعرض الكتاب لاحظت بأن طفلي يميل إلى اختيار الكتب باللغة الإنجليزية ويرفض غيرها من الكتب العربية بحجة صعوبة قراءتها وأنه "يتعب " عند القراءة باللغة العربية.
وفي هذه السنة تبدَّل معلِّموه في المدرسة وتواصل معي أستاذ اللغة العربية ليخبرني أن فارس ينجز فروضه ويحلُّ الاسئلة في الصف لكنه يجد صعوبة في قراءة الأسئلة.
بدأت بالمتابعة مع فارس مستخدمةً كتابه للغة العربية، وكنت أطلب منه قراءة الأسئلة بنفسه فكان يغضب ويتململ ويتملَّص ويطلب مني قراءتها له.
بدأت بالتفكير وقمت باستشارة من حولي، كيف أحسِّن من مهارة طفلي في قراءة اللغة العربية بطريقة ممتعة، وتوصلت إلى النشاطات التالية التي ساهمت في تحسين قراءته بشكلٍ كبير، إليكم بعض هذه الأنشطة التي طبقتها مع فارس تحت شعار "شهر اللغة العربية في بيتنا":
- قام زوجي باستبدال قصص قبل النوم من قصص باللغة الإنجليزية لقصص باللغة العربية.
- بدأنا مسابقة يومية في طريق الذهاب والعودة من والى المدرسة بقراءة لوحات الشارع وإحصاء كم لوحة استطاع فارس قراءتها خلال رحلتنا اليومية.
- عند التحضير للدرس، كنت أستخدم ساعة الإيقاف "stop watch" للقيام بتحدي القراءة اليومي مع فارس، وذلك بقياس وقت قراءته للدرس قراءة كاملة ومن ثم إعادة القراءة أكثر من مرة لإنجازها في وقت أقل. وبالفعل لاحظت بأن فارس كان يستمتع بتحدي نفسه وتقليل المدَّة التي يستطيع فيها إنهاء قراءة الدرس بإتقان.
- طلبت من فارس كتابة سطرين من تأليفه باللغة العربية يوميًّا لتحسين خطه وتحسين طرق تعبيره باللغة العربية.
- عند حفظ الآيات القرانية لمادة القرآن في مدرسته، لم أعد أعتمد على تشغيل الآيات لحفظها سماعيًّا بل استبدلتها بقراءتها أكثر من مرَّة من المصحف الشريف.
- مع نهاية شهر اللغة العربية قدَّمنا لفارس هدية على مجهوده الذي بذله في هذا الشهر.
لاحظت بعد فترة بأن قراءة فارس تحسَّنت كثيراً ولم يعد يشعر بالصعوبة والغضب الذي كان يشعر به سابقاً، وأنه استبدل كل ذلك بشعور التحدي والاستمتاع.
الحمد لله استلمنا درجات فارس للربع الثاني من السنة الدراسية بعلامة ممتازة باللغة العربية.