قصص أمهات
من هي السوبر ماما... الأم العاملة أم غير العاملة؟
أولًا وقبل كل شيء اسمحن لي أن أهدي هذا الكلام إلى جميع النساء حول العالم خاصة الأمهات، فمهما كان الدور الذي تقمن به عزيزاتي أنتن رائعات فيه.
إن الموضوع الذي أقدمه هنا ليس جديدًا على الإطلاق ولكنني رغبت أن أسلط الضوء عليه نظرًا لأهميته بالنسبة لنا كسيدات وأمهات، لنعلم بأننا نبذل قصارى جهدنا بغض النظر عن اختياراتنا في الحياة.
فأنا شخصيًا أم غير عاملة ورزقت بثلاثة أطفال وإنني على قناعة تامة بأن هذا العمل هو سيد الأعمال بلا منازع، فبالرغم من كونه عمل غير مدفوع الأجر إلا إنه سخي بالمكافآت واللحظات الجميلة.
ولكنني الآن أفكر بالأمهات العاملات، وكيف يقمن بذلك الدور. وهل من الصواب التأرجح بين العمل والأمومة؟ هل الأمهات العاملات أفضل منا نحن اللواتي اخترن أن لا نحصل على أجر مقابل العمل من التاسعة إلى الخامسة؟ هل يتمتعن بتقدير أفضل لذاتهن ويشعرن بأنهن منتجات أكثر من الأمهات غير العاملات؟
ولقد حصلت على العديد من الإجابات عند الجلوس والدردشة مع صديقاتي من الأمهات العاملات. ولنبدأ ببعض الحقائق المدويَّة.
إن الأمر في الأساس ليس سهل على الإطلاق لذلك فإنني أحيي جميع الأمهات اللواتي اخترن العمل أو المجبرات فعليًا على العمل للمساعدة في خلق جو أفضل وأكثر استقرارًا من الناحية المالية والحياتية لأُسرِهنّ.
وما أثار اهتمامي في ذلك هو أن العمل وكما نعلم جميعنا يتطلب إدارة أفضل للوقت لأن جدول الأمهات العاملات يكون ضيقًا جيدًا والضغط الذي ينجم عنه كبير خطير، فمن واجبهن تنظيم كل شيء والتخطيط لطهي الطعام وشراء مستلزمات المنزل في وقت أبكر، حتى عندما يكون الأمر شخصي كالذهاب إلى صالون تصفيف الشعر أو تنفيذ بعض المهمات الشخصية، فكل ذلك يحتاج إلى التفكير بكفاءة عالية. إنه بالفعل أمر صعب.
والشيء الوحيد الذي كانت تذكره الأمهات مع الاستمرار في إثارته هو الشعر بالذنب...
يا إلهي.... إنه الشعور بالذنب بسبب الابتعاد عن المنزل ساعات طويلة والشعور بالذنب لعدم التواجد في المنزل عندما يعود الأطفال من المدرسة وتبقى أذهانهنَّ منشغلة في التفكير بالأطفال في الوقت الذي يتعين عليهن الالتزام بمواعيد تسليم العمل النهائية والتعامل مع الرؤساء والزملاء. وتطول القائمة وتطول...
ولكن في الجانب المشرق من الأمر فإنهن يعملن على توظيف معرفتهن وخبرتهن في مجال العمل لإضافة قيمة إلى المجتمع. فضلًا عن امتلاك دخل خاص بهن مما يمنحهن الشعور بالاعتماد الأقل على الزوج خاصة عندما يضيق الأمر في بعض الأحيان. كما قد تحظى الأمهات العاملات بوقت نوعي أكثر مع أطفالهن. وببساطة فإن للأمر جوانبه الإيجابية والسلبية كما هو الحال مع أي قرار نتخذه في حياتنا. ومجددًا أكرر احترامي لهن على قدرتهن على التعامل مع كل ذلك الضغط.
والآن اسمحن لي أن أنتقل إلى الجانب الآخر من مقالتي وهو الأمهات غير العاملات، أولئك اللواتي تخلين عن وظيفة أحلامهن وطموحاتهن للبقاء في المنزل والتفرع لرعاية الأطفال، إنني أحيّكن أيضًا، نعم قد يكون لدينا متسع من الوقت لتنفيذ جميع المهمات لكن هذا لا يعني بأن ما نقوم به قليل جدًا وأنا أقول هذا لنفسي قبل أن أقوله لأي شخص آخر، فالأمهات اللواتي اخترن البقاء في المنزل يقمن بعمل عظيم أيضًا. هنالك دائما شيء يجب القيام به بغض النظر عما هو، والقيام بكل ذلك يتطلب أيضا التنظيم والقدرة على إدارة وقتك بشكل جيد للتعامل مع مهامك في المنزل.
وإنني أشجع جميع النساء بعدم التخلي عن العمل الذين يرغبن به، سواء كان ذلك عمل ترغبين بتأسيسه من المنزل أو دورة تشعرين بالرغبة في أخذها، فإن أردتِ شيئًا اسعي إليه ونفذيه في الوقت المناسب، عندما تشعرين بأنك قادرة على إدارة وقت بشكل جيد، وعندما تشعرين بأنك مستعدة. لا تفكري في التقليل من شأنك رغم أنني أعلم بأن ذلك قد يكون صعبًا في بعض الأحيان لكن ثقي بي فالأمهات العاملات يشهدن أوقاتًا يشعرن فيها بالرغبة في التواجد في المنزل أكثر. فنحن نشعر دائمًا بأن الآخرين في وضع أفضل من وضعنا
إن السبب الرئيسي وراء كتابتي لهذه المدونة هو أن هاتان الفئتان من الأمهات لا يمكن أن تكونان موضع مقارنة لأننا جميعنا نقوم بما في وسعنا في نهاية الأمر ويجب علينا أن نعلم بأن الجميع يخوض معركته الخاصة ويناضل فيها، وليس لنا أن نحكم على الآخر أو نعيب على بعضنا بشأن خيارات تناسبنا أكثر، لنكن أكثر دعمًا وتفهمًا لبعضنا البعض.