قصص أمهات
كيف غيَّر تعليق واحد نظرتي للأمومة
بقلم: لورين تيرنر
كنا قد قضينا عدة ساعات على الشاطىء خلال الرحلة التي قمنا بها في إجازة الربيع إلى سان دييجو. عندها قررنا أن نستغل تحسن الطقس فقمنا بجمع حاجياتنا وانطلقنا. كنت أحاول أن أحمل ألعاب الشاطىء والمناشف المبللة بين ذراعي، بينما أقنع طفلي ذو السنتين ونصف بأن يتنازل عن فرص اللعب اللانهائية على الشاطىء، وفي نفس الوقت كان زوجي يلحق بنا وهو يحمل الكراسي ويحمل طفلنا ذو الأشهر الأربعة الذي كان يبكي. وبينما كنا نخوض في الرمل، لاحظت أن هناك رجلاً كبيراً في السن ينظر إلينا، وسمعته يعلق بصوت حنون لزوجته: " كانت تلك أياماً رائعة، أليس كذلك؟"
لاحظت أن هناك رجلاً كبيراً في السن ينظر إلينا، وسمعته يعلق بصوت حنون لزوجته: " كانت تلك أياماً رائعة، أليس كذلك؟"
وتوقفت – ليس بجسدي، لأن هذا كان سيؤدي إلى تناثر الألعاب في الهواء وإلى هرب طفلي مني – ولكنني توقفت في داخلي، وعندما ركبت في السيارة، أخبرت زوجي بصوت مبحوح ما قد سمعت. لم تنزل دموعي، ولكن لم يكن ذلك ليكون مستغرباً نظراً لطبيعتي العاطفية، ولكنني تأثرت عندما فكرت بما قال. هذه هي الأيام الرائعة. نحن فيها. نعيشها. الآن!
لقد كان هذا تذكيراً قوياً لي كأم. وخصوصاً أنه لم يمضِ على كوني أم لطفلين إلا أربعة أشهر، والتي قضيت ثمانية أسابيع منها أتساءل كيف يستطيع أي أحد على هذا الكوكب أن ينجب أكثر من طفل واحد ويحافظ على سلامة عقله. لقد أخذ مني الاعتياد على هذا الوضع والسيطرة عليه وقتاً طويلاً، وقد مر علي أكثر من صباح أجبرت فيه نفسي على النهوض للاعتناء بطفل يبكي، ومساءات أكثر كنت أتساءل فيها إلى متى أستطيع الصمود.
إن التعامل مع نوبات الغضب الخاصة بطفل عمره سنتان، وفي نفس الوقت تنظيم مواعيد القيلولة والقيام بروتين ما قبل النوم هو تحد بحد ذاته، وعندما تضيفين إلى ذلك كونك مسؤولة عن إطعام عائلة كاملة، بالإضافة إلى العناية بعلاقتك بشريكك التي أوصلتك إلى هنا، عندها قد يفوق كل هذا طاقتك.
شراء الحاجيات للمنزل وتحضير الوجبات والترتيب اللانهائي للألعاب.. الانشغال الدائم بالأمور الصغيرة يبدأ بالطغي على جمال الصورة الكبيرة لهذا كله. من السهل أن تفقدي احساسك بسحر هذه الفترة من الحياة عندما تكونين منغمسة بالتفاصيل اليومية، ولكن تعليق هذا الرجل ذكرني بأن هذه الأيام، عندما يكون أطفالنا صغار، هي الأيام التي سنفتقدها ونحنُّ إليها عندما يبدأون بطلب المزيد من النقود بدلا من البكاء من أجل المزيد من الحلوى. في الأسابيع التي تلت، قمت بعمل مجهود واعٍ لتكرار هذه الكلمات ومشهد الشاطىء ذاك في ذهني. كنا متسخين من الجلوس على الشاطىء ومن استعمال واقي الشمس، وشعرنا متشابك من التطاير في الهواء، ومحملين بالأغراض، ونجر أطفالنا الصغار في الرمل. ومع هذا، وبدلاً من رؤية هذه الفوضى، رأى ذلك الرجل فينا ذكرى جميلة لعائلته النامية. لقد كنا بالنسبة له نمثل أجمل ذكرياته.
رأى ذلك الرجل فينا ذكرى جميلة لعائلته النامية. لقد كنا بالنسبة له نمثل أجمل ذكرياته.
الحوادث الناتجة عن تدريب الطفل على استخدام الحمام، والطلبات اللانهائية للوجبات الخفيفة وما ينتج عنها من انسكاب الطعام على الأرض، والمشاجرات المتكررة بسبب الحاجة إلى ربط حزام الأمان في السيارة – قد لا تكون هذه أهم أحداث اليوم، ولكن أول ابتسامة، وذلك التعليق المضحك الذي لا يخطر إلا على بال طفل صغير، والاحتضان المفاجىء من دون أي سبب والذي يجعلك تريدين إيقاف الزمن، كلها تجتمع لبناء عمر كامل من التجارب الرائعة.
إن التحدي يكمن في تذكر هذا عندما يرمي طفلك الصغير لعبته على رأس أخيه الأصغر، بعد أن رفض كلاهما أخد قيلولة طوال النهار وبعد أن تنتبهي إلى عدم وجود طعام في المنزل. فعلاً! إن هذه الأيام هي الأيام الرائعة!
*هذا المقال مترجم من popsugar