قصص أمهات
اعترافي لطفلي: نعم، أنا إنسانة تخطئ!
كنت امرأة عاملة وطبيعة عملي تحتم عليَّ أن أغيب عن بيتي لوقت متأخر... شعور الذنب كان دائماً يقتلني فكنت أول ما أصل إلى البيت اجلس مع ابني سيف وألعب معه ... جسدي معه ولكن عقلي مشغول فيما سأطبخ وكيف سأنجز ما طلبه مني مديري... كنت أخلد للنوم مباشرة بعد نوم ابني سيف وأنا أسرد له القصة تلو الأخرى ليوقظني زوجي حتى أذهب وأنام في غرفتي، ولكن بدلاً من ذلك كنت أذهب إلى المطبخ لأكمل عملي المنزلي...
في بعض الأحيان عندما يكون يوم عملي شاقاً وهرمونات جسمي متقلبة وليس لي مزاج لقراءة قصة ما قبل النوم لطفلي كالمعتاد؛ كنت آخذه مباشرة بعد دوامي إلى مكان يقضي فيه وقته ليلعب وينام في السيارة أثناء قيادتي لجعل حياتي أسهل وبالتالي لن احتاج إلى مجهود إضافي لسرد القصص ويصبح لدي وقت كافٍ لأكم مهامي المنزلية من طهي وغسيل... إلخ.
حتى جاء ذلك اليوم الذي أبداً أبداً لن أنساه...
كنت أشعر بالإرهاق الشديد والإجهاد المستمر، ألهث وراء إتمام واجباتي ومسؤولياتي من مشتريات وطبيخ وعمل... المهم، كان يوماً عصيباً وفوق كل هذا كان مديري في ذلك اليوم نكد المزاج أيضاً... عدت إلى بيتي منهكة لم تعد قدماي تقويان على العمل ووجدت سيف يركض نحوي كعادته طالباً مني أن ألعب معه واسرد له القصص... هنا بالضبط لم أقوى على تحمل المزيد!
فأنا إنسانة في نهاية الأمر من دم ولحم، صرخت في وجه ابني الذي لم يكن يتعدى الخمس سنوات في ذلك الوقت ودفعته بقوة بعيداً عني ثم اتجهت نحو غرفتي مغلقة الباب وأنا أصرخ وأحمله مسؤولية تعبي ويومي الشاق ... لن أنسى هذا اليوم ما حييت...
دقائق معدودة، عاودت فتح باب غرفتي لأحضنه بين يدي، بكيت واعتذرت له وكلي ندم، اخبرته عن يومي لا أعرف إن كان هذا تصرفاً صحيحاً ولكن هذا ما فعلت لأنه يستحق اعتذاري...
ومنذ ذلك اليوم تعلمت درساً أن لا اضغط على نفسي. فأصبح سيف يعلم بأن هناك وقت لماما ولو لعشر دقائق، اجلس فيها مع نفسي أو أنام حتى أستطيع أن أقضي وقتي معه. حتى أنه يضحكني أحياناً عندما يقول: "هلأ الماما عم تشحن خلصت بطاريتها".
أنا أفضل أن يراني ابني مبتسمة، لا أن أحمله مسؤولية تعبي أو أن أقضي معه الوقت وأنا في قمة تعاستي وكأني مجبورة على الجلوس معه دون أي حنان أو حب... فكم منا نحن الأمهات شعور الذنب يقتلنا تجاه اولادنا فنجلس معهم مجبورين انعكاساً لهذا الشعور بدلاً من أن نجلس معهم لنشعرهم بالراحة والمحبة والأمان. وهذا اعتراف مني لابني الذي قد يقرأ هذا المقال ليعرف بأني إنسانة أخطئ في حق نفسي كما اخطئ في حقه ولكني أحبه وسأبقى أحبه واعطيه أفضل ما عندي... سامحني يا قرة عيني