قصص أمهات
هذا كان أجمل ما قدمته لصغيرتي بعد ولادتها
كل الأمهات يردن إعطاء أطفالهن أفضل ما في هذه الحياة، ومن اللحظة التي نرى فيها الخطين على فحص الحمل المنزلي نبدأ بتخيل أنفسنا ونحن نحضن طفلنا، ونتخيل أننا نرضعه ونحن نجلس على كرسي هزاز بمصاحبة جو من أغاني الأطفال! إن الرضاعة الطبيعية أغلى هدية تقدمها الطبيعة ولا يقدر أحد على إعطائها سوى الأم - وبالتالي فإنها تأتي بشكل طبيعي للغاية، صح؟ .. خطأ!!
بالنسبة لبعض الأمهات المحظوظات الموجودات في مكان ما، تأتي الرضاعة الطبيعية بسهولة وسرعة من اليوم الأول، وبدون مشاكل، ولكن من خبرتي ومعرفتي، فأن الغالبية العظمى منا يواجهن مشكلة في وقت ما، وعلى العديد منا العمل بجد لإنجاح الرضاعة الطبيعية! لسوء حظي فقد كنت ضمن المجموعة الثانية – تمكنت ابنتي جنى من الإمساك بالحلمة بالطريقة الصحيحة بسرعة، وكان كل شيء على ما يرام في الأيام القليلة الأولى عند إفراز اللبأ، ولكن عندما بدأ إفراز الحليب (بعد حوالي خمسة أيام)، ظهر الانزعاج على جنى أكثر، وأصبحت متطلبة أكثر ولا تنام كثيراً، ولكنني كنت مصممة ألا أرضعها إلا رضاعة طبيعية، وعند الطلب، وهكذا شعرت بأن كل ما أفعله هو إرضاعها طوال الوقت. بعدها اصبحت أعاني من آلالام وتشققات ونزيف من حلمات الثدي – ولكن الجميع حولي قالوا لي "هذه ضريبة الرضاعة الطبيعية، إذا كان الأمر صعباً جداً فانسي الموضوع". ولكني لم أتوقف. وعند موعد فحص الشهر الأول، ولدهشتي الشديدة، قال لي طبيب الأطفال أن جنى لا تكتسب الوزن بالشكل الكافي، مما يعني أن حليبي ليس كافٍ لها، وبكل شجاعة قال "عليك أن تكملي التغذية بواسطة الحليب الجاهز"! كانت هذه آخر مرة أذهب فيها عند هذا الطبيب.. لا يا سيدي، سأرضع طفلتي رضاعة طبيعية! ولهذا قمت بتغيير طريقة غذائي، وواصلت إرضاع طفلتي - وبدا كل شيء على مايرام، وبعداسبوعين وصلنا إلى نظام أكثر سلاسة واستقراراً.
ولكن للأسف لم يستمر الحال هكذا لمدة طويلة، فبعد مضي بعض الوقت واعتيادنا على الرضاعة، بدأت أشعر بآلام شديدة في الثدي الأيمن، وكلما بدأت جنى بالبكاء من أجل أن أطعمها، بدأت أنا بالبكاء وأنا أفكر بالآلام التي سأشعر بها - لقد أصبت بالتهاب في الثدي! عندها شعرت بأنني لن استطيع الاستمرار، وأنني مستعدة للاستسلام والتوقف – لقد أصبح الموضوع مؤلماً وصعباً جداً، ولكن كان علي أن أحاول التغلب على هذه المشكلة – قرأت عن الموضوع وبدأت باللجوء إلى التدليك واستعمال الكمادات الساخنة واستخدام المضخة، وغيرها من الوسائل للتخلص من الالتهاب! استغرق الأمر بعض الوقت والكثير الكثير من التصميم. واستيقظت في يوم من الأيام ووجدت أن الالتهاب قد اختفى. وفي المرة التالية التي شعرت بها بألم خفيف، بدأت بعمل الخطوات السابقة مرة أخرى لكي لا أسمح للالتهاب بالعودة مرة أخرى.
إن هذه بالتأكيد ليست متعة الرضاعة الطبيعية، وهذا ليس ما يجب أن تكون عليه. وبالتأكيد لا يوجد شيء اسمه "ضريبة الرضاعة الطبيعية"! إن الرضاعة الطبيعية رحلة تواصل وترابط رائعة بين الأم والطفل – إنها ليست عذاب للأمهات.. إنها ليس كذلك أبداً.
إن هذه بالتأكيد ليست متعة الرضاعة الطبيعية، وهذا ليس ما يجب أن تكون عليه. وبالتأكيد لا يوجد شيء اسمه "ضريبة الرضاعة الطبيعية"! إن الرضاعة الطبيعية رحلة تواصل وترابط رائعة بين الأم والطفل – إنها ليست عذاب للأمهات.. إنها ليس كذلك أبداً. إن الرضاعة فن يحتاج إلى الصبر والممارسة والاستشارة والدعم، والكثير من المعرفة – عليك بالتغذية الجيدة، وعليك بالراحة قدر الإمكان، وعليك بالتصميم من أعماق قلبك، وعليك أن تفهمي أن مص الطفل لا يعني أنه ممسك بالحلمة بالطريقة الصحيحة، وإذا كان ممسكاً بالطريقة الصحيحة فهذا لا يعني أنه يفعل ذلك تماماً كما يجب، وعليك بالاستماع جيداً إلى جسدك وإلى طفلك - وأن ترضعيه كلما استطعت، واستعملي مضخة الحليب إذا كان طفلك من الأطفال الذين ينامون بشكل جيد ولساعات متواصلة في الليل. إن جسدك يستمع إليك، ويوفرلك ما تريدين من احتياجاتك، لذاعليك إعطاء جسدك الإشارات الصحيحة.
إن نصيحتي الوحيدة لك هي أن تحصلي على كل الدعم الذي تستطيعين – انضمي إلى مجموعات داعمة، وتقرّبي من المناصرين للرضاعة الطبيعية وابقيهم حولك.
عزيزتي ماما، إن الرضاعة الطبيعية متعة، وعليك أن تشعري أنها كذلك - ولكن أنت بالتأكيد لن تشعري بذلك طوال الوقت أو منذ اليوم الأول، لا يوجد هناك شيء سهل دائماً، ولكن بشكل عام يجب أن تشعرك هذه التجربة بالسعادة! إن نصيحتي الوحيدة لك هي أن تحصلي على كل الدعم الذي تستطيعين – انضمي إلى مجموعات داعمة، وتقرّبي من المناصرين للرضاعة الطبيعية وابقيهم حولك، واختاري طبيب نسائية وطبيب أطفال ممن يشجعون الرضاعة الطبيعية، واطلبي المساعدة من مستشارة رضاعة. إذا كنت تريديدن القيام بذلك، فأنا أؤمن بأنك تستطيعين، ولكن في النهاية تذكري : لأنك تقومين بكل ما تستطيعين، فهذا يجعلك أماً رائعة بغض النظر عن متى وكيف تتوقفين - أنت فقط تعرفين ما هو الأفضل بالنسبة لك ولطفلك الصغير.
لقد استمتعنا أنا وجنى بثمانية أشهر من الرضاعة الطبيعية الحصرية، ستة منها كانت بحق أفضل فترة في حياتي وبينما أنتظر مولودي الثاني، آمل أن أكون قد تعلمت من تجربتي الأولى، وأن أتمكن من الوصول إلى نفس نتيجتي مع جنى. ادعوا لي بالتوفيق!