بقلم: مي نجم الدين

صعوبة حدوث الحمل بعد خمس سنوات من الزواج، تجعل أي سيدة تتمنى إنجاب أي كائن صغير دون الاهتمام بالتفاصيل، مثل جنسه أو شكله! على عكسي تماماً، فقد كنت اتمنى إنجاب توأم بنتين، وكان لدي تصور كامل عن شكل غرفتهم وكيفية تصميمها وترتيبها!

فحياتي المرحة البسيطة المليئة بالضحك، لن تختلف كثيراً بل سيملؤها اللون الزهري والفساتين، وسنذهب إلى دروس الزومبا معاً، وسأجد من يرتدي اكسسواراتي التي اصنعها بيدي وسأجد من يساعدني في تزيين المخبوزات والكوكيز التي أحب ملىء البيت برائحتها.

لكن، بعد حدوث معجزة حملي وفي أول سونار، قرأت على وجه طبيبي هول المفاجأة، وعندها قال:"لا اعرف وقع هذا الخبر عليك ولكنك تحملين بين احشائك توأم!" وجاءت صيحة النصر والسعادة لينجح أول رجاء لي إلى الله، وبالطبع هذا زاد من تفاؤلي بأنهم إن شاء الله بنتين..

وانتظرت خمسة أشهر وأنا كلي اشتياق إلى اليوم الذي سأشاهد فيه أجنتي بتقنية ال 4 Dimension وأكسر الحظر الذي قامت به أمي لمنعي من شراء كل ما هو زهري لبناتي،  حتى قال الطبيب مهنئاً: "مبروك يا أم الرجال"، فطلبت منه التأكد مرة ثانية، فقام بالإشارة على أحد أجزاء الأجنة، قائلاً: " أهُم يا مدام ولاد ونص!".

ومن هنا، بدأت آلاف التساؤلات تحوم في ذهني... كيف سأجعلهم مميزين عندما اقوم بشراء ملابس لهم؟ فملابس الأولاد أكثر بساطة وفقراً فى الموضة والألوان من ملابس البنات!كيف سأتعامل معهم وكيف سيكون شكل البيت وفيه  ثلاث رجال؟!!

الغريب والمثير للدهشة فرحة معظم من عرف الخبر؛ "مبروك يا أم الرجال"... "الولاد بيبقوا سند أمهم" ... "أوعي تقولي انهم ولاد لحسن ما شاء الله يتحسدوا"! حتى أن إحدى قريبات أمي الصعايدة جاءت من البلد، محملة بكل ما لذ وطاب من، فراخ بلدي وحمام ورومي وبيض، ودخلت وهي تطلق الزغاريد لتقول لي بضحكة مهللة: "لما قالوا ده ولد أنا شد ضهري واتسند!".

والآن، بعد مرور ثلاث سنوات ونصف هل بالفعل أشعر بالفرق؟ هل هناك اختلاف بين تربية الأولاد والبنات. هل اشم رائحة شد ضهري وسنده بالفعل؟

ستحمل بعض سطوري الفترة القادمة حكاياتي مع الرجالة الصغننين بتوعي!