قصص أمهات
رسالة أم لطفلها: حبي واهتمامي بك ليس له حدود
أنا اسمي اميرة، أم لأول مرة، لطفل عمره سنة وسبعة أشهر واسمه ياسين (الملقب أيضاً بالنظارات الحمراء).
في هذه الحياة كل شيء مقدر ومكتوب. في هذه الحياة أوقات سهلة وأوقات صعبة، وفيها من لا يقوى على مواجهة التحديات، وفيها من يحارب ويقاوم على أمل الاستمرار.
أنا مثل أي أمرأة أحبت وتزوجت. وكانت أقصى أمنياتي في الحياة أن أعيش بسعادة وأن أغرس المحبة في بيتي وفي عائلتي الجديدة.
في الحقيقة، أنا لم أكن أريد الإنجاب في بداية حياتي الزوجية، وذلك بسبب عدم استقرار الظروف السياسية في البلاد. ولكن هذه الفترة لم تدم طويلاً، وقررت بأن لا أكون أنانية، وبدأت بالتفكير بالإنجاب.
في بداية الحمل كان كل شيء سهلاً وطبيعياً كأي حمل. وعندما علمت بأن الجنين ذكر، كانت سعادي لا توصف، لأنني كنت أراه وأتخيله دائماً في أحلامي.
ولكن عندما وصلت إلى الشهر السابع من الحمل، بدأت المشاكل، وبدء ظهور أعراض غير طبيعية مثل الشعور بالآلام ونزول كمية من السائل المحيط بالجنين.
وراجعت الأطباء، ولكنني للأسف تعرضت إلى الكثير من الأخطاء مثل سوء التشخيص وعدم الإسراع بالعلاج. وقمنا باستشارة طبيب آخر. أخبرني عندها بأنني خسرت ما يعادل 60% من السائل المحيط بالجنين، وطلب مني أن أصبر وأتحمل، وأن لا أتحرك لكي تدوم فترة الحمل أطول فترة ممكنة ولكي يكتمل نمو الطفل.
ولكن في أحد الايام بدأت أشعر بآلام المخاض وأصبحت غير قادرة على التحمل، وتم نقلي إلى المستشفى وأنا أشعر بالخوف الشديد. وبقيت على هذا الحال إلى أن اتى الطبيب وتم إدخالي إلى غرفة العمليات. شعرت في ذلك الحين بأن القلق منتشر بين الأطباء بسبب حالتي وحالة طفلي. ولكنني لم أفكر بأي شيء سوى أنني سأخرج من المستشفى مع وليدي كأي أم.
كنت أعلم أن إنجاب طفل والعناية به أمر صعب، وأنني سأكون متعبة ومرهقة في أغلب الأوقات، وسينقصني النوم، وانني سأشعر بالعجز في الكثير من الأحيان. كنت أعلم كل شيء وكنت مستعدة! ولكن ما لم أكن مستعدة له هو ما حدث لطفلي بعد أن ولد.
كنت أعلم أن إنجاب طفل والعناية به أمر صعب، وأنني سأكون متعبة ومرهقة في أغلب الأوقات، وسينقصني النوم، وانني سأشعر بالعجز في الكثير من الأحيان. كنت أعلم كل شيء وكنت مستعدة! ولكن ما لم أكن مستعدة له هو ما حدث لطفلي بعد أن ولد.
خرج ابني إلى الرعاية الخاصة، وعلمت عندها أنه ولد برئة واحدة فقط وأن الرئة الأخرى لم تكن مكتملة. بدأت حالة ابني تسوء يوماً بعد يوم، فقررنا نقله إلى مستشفى متخصص بعلاج الأطفال.
وبدأت الرحلة الصعبة، بدءاً بنقله بسيارة الإسعاف إلى صعوبة الحصول على الأدوية وعدم توفر الدم. وبقي طفلي على أجهزة التنفس الاصطناعي لمدة طويلة تزيد عن الشهرين.
وبدأت أنظر للحياة بمنظور مختلف. كيف كانت اهتماماتي في السابق وكيف أصبحت الآن. كل أم تحب أطفالها بطريقة مختلفة وأنا ابتدأت حبي لطفلي من وراء زجاج العناية الحثيثة.
بالرغم من ذلك لم أشعر باليأس أبداً، وذلك بفضل دعوات أهلي وأقربائي وأصدقائي ووقوفهم بجانبي أنا وزوجي. سلمت أمري لله وتمسكت بإيماني به وكنت واثقة من أنه لن يخيب أملي. وبدأت أشعر بأن ابني يزداد تمسكاً بالحياة يوماً بعد يوم.
ومنّ الله علينا بالشفاء، وخرج وليدي من هذه المحنة. خرج ابني إلى الحياة برئة واحدة، حيث بالرغم من العلاج إلا أن الرئة اليمنى لم تعمل بكفاءة مثل الرئة اليسرى.
حمدنا الله وبدأنا حياة جديدة، وبدأت مسؤوليتي كأم. لقد كان علي التركيز في أدق التفاصيل ومراعاة كل صغيرة وكبيرة. ممنوع تواجد العطور أو أي مواد عطرية. ممنوع الخروج به إلى الأماكن المغلقة أو الممتلئة بالناس. حتى القبلات كانت بالعدد.
صبرنا وتحملنا، وهانت الصعوبات في سبيل صحة أفضل بإذن الله.
أنا الآن والحمدلله في قمة سعادتي ، فقد أصبحت ملاذا للكثير من الأمهات اللواتي يرسلن إلي بالكثير من الأسئلة ويطلبن مني المساعدة. وبدأت أشعر بأن هذه هي رسالتي في الحياة.
ما اكتشفته هو أن الأمومة ما هي إلا حياة جديدة من الحب، والعاطفة، والخوف، والقوة، والجرأة، والقدرة على التعلم والتعليم والتربية.
ما اكتشفته هو أن الأمومة ما هي إلا حياة جديدة من الحب، والعاطفة، والخوف، والقوة، والجرأة، والقدرة على التعلم والتعليم والتربية.
ياسين.. قبل أن تأتي إلى هذه الدنيا كنت أنا وحدي أحس بوجودك، وأنا أول من علم أنك ولد، وعندما بدأت بالكلام، كنت أنا أول من فهم كلامك. أنا بانتظار المزيد معك بإذن الله. حبي واهتمامي بك ليس له حدود، لأنه لا يوجد شيء في هذا العالم لن أقوم به من أجلك.
الحمد لله على هذه النعمة... الأمومة.