قصص أمهات
أشارككم قصة تغلُّبي على فقدان طفلتي
بقلم: ريم وادي
أيلول 17، 2010
كانت جنازة جدي في ذلك اليوم، وكنت أرتدي ملابس الحداد. أنا أذكر هذا اليوم وكأنه البارحة.
"رجاءً اعتني بها!" قلت بصوت عالٍ لزوجي وأنا ألوح له من الطرف المقابل من الشارع".
" نعم، طبعاً" أجاب.
"لا تنسى أن تضع لها حزام الأمان،" أضفت.
"أعلم ذلك!"
"أمر آخر، لا تدعها تركض إلى الشارع!" قلت له.
"أعلم، أعلم!" أومأ برأسه.
لست من النوع الذي يبالغ في الحماية، ولكن كان لدي إحساس داخلي قوي في ذلك اليوم أن شيئاً ليس على ما يرام. لم أستطع تحديده بالضبط، ولكن هذا ما أحسسته.
أيلول 18، 2010
استيقظت بعد ليلة مليئة بالأرق. قفزت من السرير. كنت وقتها في حالة توتر شديد. لقد مضى أكثر من 12 ساعة، وجنيني ذو الأسابيع ال29 لم يأت بأي حركة. لجأت إلى جوجل. وبدأت البحث بجنون عن كل الأسباب التي قد تؤدي إلى توقف الحركة عند طفلي. فتحت كل كتب الحمل التي كانت عندي، وجربت كل الحيل التي استطعت التفكير بها لأحث جنيني على الحركة. لا شيء. ولا حتى حركة صغيرة.
بذلت كل ما بوسعي لأبقى هادئة. قررت أن زيارة المستشفى قد تهدئ أعصابي. "أنا متأكدة أن كل شيء على ما يرام"، فكرت بيني وبين نفسي. " أني على الأغلب أبالغ في هذا! إن طفلي نائم فقط". وحاولت قدر ما أستطيع أن أكون إيجابية. كنت أقول لنفسي أن الفحص لن يضر، وأنا أحب رؤية طفلي على جهاز الألتراساوند. إذن لم لا؟
لم يكن من الممكن أن أهييء نفسي لرؤية ما رأيته. كنت مخطئة. تألمت كثيراً. لقد تحطم قلبي عندما نظرت إلى جهاز الألتراساوند.
لم يكن من الممكن أن أهييء نفسي لرؤية ما رأيته. كنت مخطئة. تألمت كثيراً. لقد تحطم قلبي عندما نظرت إلى جهاز الألتراساوند. والكلمات التي تلت ذلك كانت أسوء. عندما أنهت الفنية الفحص، نظرت إلي بأسف وهزت رأسها، " أنا آسفة، لم نستطع العثور على نبض". كانت هذه آخر كلمات سمعتها قبل أن أفقد وعيي.
أيلول 19، 2010
ولدت طفلتي وهي نائمة. قررت أن لا أراها – وهو شيء توقعت أنني قد أندم عليه في يوم من الأيام، ولكني كنت أعلم بأنني لست قوية لدرجة كافية. كانت الأيام والأسابيع والأشهر التي تلت مليئة بالارتباك، والأرق، والكثير من الدموع.
كل منا مختلف في طريقة تغلبه على هذا النوع من المآسي. ولكني أود أن اشارك ما نجح معي، على أمل أن تكون كلماتي ذات فائدة لأي أم تعاني من موقف مشابه:
لا تكوني قاسية على نفسك. قد تشعرين بالذنب. وقد تكرهين جسدك لأنه لم يقم بعمله كما يجب. فقط تذكري أنه من المهم أن تحبي نفسك وتساعديها.
لك كل الحق بأن تحزني. أعطِ نفسك الوقت والمساحة اللازمين للحزن على ما فقدت. لا تسمحي لأحد بأن يقلل من أهمية مشاعرك، أو يجعلك تشعرين بأنك تبالغين في ردة فعلك. ثقي بي عندما أقول لك بأنك لا تبالغين.
تحدثي عن الموضوع. تحدثي عنه بقدر ما تحتاجين ذلك. ولكن كوني حذرة من أن تعليقات بعض الناس قد تضر أكثر مما تنفع. لذا اختاري الأشخاص الذين تتحدثين إليهم بحكمة.
ستتعافين بالسرعة التي تناسبك. تذكري أن كلاً منا يتعافى بالسرعة التي تناسبه. قد يبدو أن الأشخاص الداعمين لك قد تخلوا عنك لأنهم يعتقدون أنك أصبحت أفضل. لا تخجلي من التواصل معهم وطلب المساعدة، لأن أحباءك سيقدمون الدعم لك دائماً.
لا تخجلي من التواصل معهم وطلب المساعدة، لأن أحباءك سيقدمون الدعم لك دائماً.
التجارب المشتركة. قد يساعد في بعض الأحيان أن تعثري على شخص مر بنفس التجربة، ليرشدك وانت تتخطين هذا الوقت الصعب.
لا تقضي الكثير من الوقت بالتمعن بالأسباب. إسألي ما تريدين، وقومي بكل الفحوصات. ولكن إن لم تكن هناك إجابات مقنعة، لا تشعري بخيبة الأمل. في بعض الأحيان قد تحدث هذه الأموربدون سبب، ونحن لا نستطيع التحكم بذلك.
فضفضي لشريكك. يتم إهمال الرجال عادة عند حدوث هذه المآسي. كوني حساسة تجاه مشاعره. إنه حزين أيضاً. قد تشعرين بأنه لا يفهمك وأنه ليس حزيناً جداً. ولكنه قد يشعر أنك قد أسأت فهمه، وأنه بحاجة أيضاً للحب والمساعدة.
إلى كل الامهات اللواتي يعانون من فقدان طفل
لا أستطيع أن أعدكم بالنسيان. حتى وأنا أكتب هذه القصة، وبعد خمس سنين وطفلين جميلين، أستطيع القول أنني لم أنسَ أياً من تفاصيلها. ما أستطيع أن أعد به، هو أن الأمور ستصبح أسهل. إن الزمن يداوي. أنا أكتب هذا المقال اليوم من دون دموع تسيل على وجهي - مر وقت لم أكن أصدق بأنني من الممكن أن أقوم بذلك. الآن، وعندما أُسأل، "كم طفلاً لديك؟". أسكت لبرهة. وأبتسم. وأفكر في طفلتي التي أعتقد أنها سعيدة جداً في مكان أفضل، مكان سألتقيها فيه يوماً.