قصص أمهات
٩ أمهات يشاركن أهم أحداث في حياتهن لعام ٢٠١٧
في ليلة رأس السنة من كل عام، نعيد شريط حياتنا في أذهاننا لنرى ما حققناه من إنجازات أو ما فشلنا به أو بمن تعرفنا والتقينا وهل خسرنا أناس نحبهم. نعكس تفاصيل أيامنا على أنفسنا لنرى إن زدنا حكمة هذه السنة ونقارنها بالسنين التي مضت. هذا الأمر يشعرنا بالسعادة لمجرد تذكر ضحكات عائلاتنا، الأيام التي نجحنا بها والأيام التي تخطينا فيها المصاعب. كل منا له قصة، تحديات أو تجارب لا تشبه ما قد يمر به شخص آخر. كل أم منا عاشت سنة فريدة من نوعها تخصها هي! فكان من الجميل أن نسأل أمهات من حولنا عما حصلن عليه من عام ٢٠١٧، من أفضل اللحظات إلى أسوأها، لعل ذكر قصصهن يشجع الأمهات الأخريات على احتواء كل ما تغير في حياتهن ويحفزهن لطلب المزيد من عام ٢٠١٨. حسناء أبو هنطش: "هذه السنة عشت أحداثاً مهمة في حياتي، الأول أني تعبت على نفسي ١٠ أشهر، سهرت كثيراً ودرست كثيراً وتدربت ليلاً نهاراً حتى أفوز بالميدالية الفضية عن أفضل طبق رئيسي بمسابقة طهي على مستوى الأردن. فوزي هذا فتح لي أبواباً كثيرة؛ تعرفت على أناس جدد وأصبح لي سيط واضح في هذا المجال، مما يشجعني أكثر على المضي بهذا الطريق وتحقيق ما كنت أحلم به. كل هذا وأنا متزوجة وأم لطفلة وأعمل بوظيفة بدوام كامل يومياً. أما الحدث الثاني كان أمراً لا يصدق، حيث تواصلت معي إحدى المجلات المشهورة يسألونني إن كنت أرغب بتقديم برنامج للطهي يتم نشره صفحتهم على الفيسبوك. تم ترشيحي لهذا الدور من قبل متابعين لي لا أعرفهم، متابعين آمنوا بموهبتي مما جعلني أشعر بسعادة وفخر لا يوصفان. الأمر الثالث الذي لا أستطيع الانتظار حتى أعمل به وهو أنني بدأت بتجهيز مطبخي حتى أبدأ بإعطاء دورات طهي به بعد أن قررت أن علم الطهي الذي أعرفه الآن يجب ألا يتوقف عندي. لذلك، أتمنى من الله أن تكون السنة القادمة أحلى وأحلى."
جوردان ريحاني: "كانت سنة مليئة بالتجارب الصعبة، توعكت طفلتي صحياً لأكثر من مرة، حيث دخلت بإحداها إلى قسم العناية الحثيثة لمدة ١١ يوماً. وقام أحد الأطباء بتشخيصها بأنها تعاني من خلع الولادة ونصحنا بعمل عملية لها واكتشفنا أن تشخيصه خاطئ في الوقت المناسب! كما أننا فقدنا شخصاً عزيزاً علينا ولكن الحمد لله مررنا بتجربة جميلة هذه السنة وهي تعميد ابنتي."
بشرى لمبرجاك: " هذه السنة تعلمت كيف أتفاهم مع ابنتي، كنت خائفة أنني لن أتمكن من أن أكون أماً جيدة، بقيت أبعد نفسي عن موضوع الإنجاب لمدة ٥ سنوات، حتى بعد ما حملت بها عام ٢٠١٦، لم أكن أصدق الأمهات عندما الأمومة جميلة وشعرت أن حياتي انقلبت رأساً على عقب. وبعد الولادة ام أكن أعرف كيفية التعامل معها أو معرفة ما تريد! ولكن بعد أن بلغت من العمر سنة واحدة تغيرت الأمور وأصبحنا نفهم على بعضنا البعض أكثر. من أفضل القرارات التي اتخذتها أنني لم أترك عملي، حافظت على وظيفتي كي أشعر أن هناك جزء من حياتي السابقة لم يتغير، مع أن الشكوك كانت تراودني كل فترة بأن عليّ تركه والتفرغ لأمور أخرى. ولكني الآن على يقين أن إنجازي اليومي في عملي هو أمر مهم بالنسبة إليّ ولن أتخلى عنه حتى لو اضطررت يوماً سأقوم بتأسيس عملي الخاص."
فاطمة أبو رحمة: " أهم حدث هذه السنة كان دخول ابني خالد إلى الحضانة حيث تعلم الرسم، الكتابة والتلوين. من الصعب عليّ أن أتأقلم لبعده عني ولكني سعيدة لأنه بدأ بتأسيس مجتمعه الخاص من أصدقاء ومعلمين. أما بالنسبة لأسوأ ما حصل معنا هذه السنة... الحمدلله لم يحدث شيء مفصلي أثر على حياتي."
دانا المجادبة: " قصتي بدأت بحكاية طفلة صغيرة تحب تفصيل وخياطة ملابس صغيرة لألعابها. إلا أنني كبرت وابتعدت عن حلمي ودرست تخصصاً لم أحبه يوماً، ولكني بعدما أنجبت ابنتي التي أنارت لي حياتي، تخيلتها لعبتي وأردت أن ألبسها أجمل الفساتين. وأصبحت أبحث دائماً على ملابس متناسقة لي ولها أو أن نرتدي نفس التصاميم. ومن هنا قررت أن أحقق حلمي وعدت إلى الدراسة، درست تصميم أزياء وقمت بتأسيس مشروعي الخاص. مشروع أقوم به بتصميم وتفصيل ملابس للأمهات وبناتهن، أضع كل ما عندي من حب واهتمام في هذه القطع لأنني غالباً سأقوم بارتدائها مع طفلتي قبل بيعها للأمهات الأخريات. خلال عام ٢٠١٧، قمت بتطوير مشروعي وبدأت أشعر أن طفلتي فخورة بما أفعل. تمكنت بسنة واحدة أن يصبح لدي عدد جيد من المتابعين وعملاء من أغلب أنحاء العالم. حتى أنني قمت بالمشاركة بالكثير من المعارض والفعاليات، قبل أسبوعين، كنت مشاركة بعرض للأزياء لأطلق به مجموعتي الجديدة من تصاميم الأزياء الراقية (Haute Couture).
ميادة قبها: "أجمل الأشياء التي مررت بها هي فوز بابنتي بمسابقة انتل للعلوم والهندسة على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية وتأهيلها للتنافس على المستوى العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية. حازت الأردن على نتائج مشرفة وتم تكريم ابنتي من وزير التربية شخصياً."
دلال جبريل: " أفضل شيء حدث لي هذا العام هو أنني أخذت ابني للقاء جدتي. كانت رحلة طويلة جداً مع طفل يبلغ من العمر ١٠ أشهر سافرنا أكثر من ٢٥ساعة! لم يكن من السهل، عاطفياً، جسدياً أو مادياً لقضاء شهرين بعيداً عن منزلنا. ولكن الأمر كان يستحق كل هذا العناء. فقد بعث ابني الفرح والسرور في قلب جدتي ٍرأيت النتيجة بأم عيني. كأنه مدّها بالطاقة لتعيش حياتها بكل حيوية من جديد. كانت تجلس أماه محدقة به وهي بكامل سعادتها. فجدتي عانت الكثير مع المرض فقد أصيبت بسكتتين دماغيتين أثرا على جهتها اليمنى من جسدها وهي كانت أستاذة جامعية مفعمة بالحيوية والنشاط. والآن لم تعد قادرة على المشي أو التحدث بشكل صحيح، فاستنزفها هذا الأمر. ولكن مع وجود ابني أعاد لها الحياة وامتلأت عيناها بالسعادة. ربما هذا أمر يبدو عادياً للبعض، لكن عندما تعيش مغترباً بعيداً عن العائلة تصبح هذه الذكريات أغلى ما نملك."
أسماء العيساوي: "أسوأ ما حصل معي هو أنني تركت وظيفتي، ولكن لمفاجأتي كانت نتيجة هذا الأمر شيء جميل، وهو أنني سعيدة جداً الآن وأشعر بالراحة. حصلت على فرصة عمل أفضل منه، عمل مريح ومفيد مادياً مما أعطاني وقتاً إضافياً لأمضيه مع عائلتي وتغيرت شخصيتي إلى الأفضل... الحمد لله... "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"."
أم لطفل**: "من أجمل الأشياء التي مررت بها أنني قمت بتحدي نفسي وأنا حامل وبعد ولادتي بأن أقوم بتأسيس مشروعي الخاص. قمت بأخذ دورة على الإنترنت تعلمت منها كيفية تحضير نوع فريد من الحلويات يدعى "الجوزية"، وها أنا أصبحت خبيرة به وأبيع منه الكثير. ومن هنا حققت إحدى أحلامي وأنا الآن أخطط لسنة جديدة مليئة بالنجاح والتقدم."
*تم نشر هذا المقال بالتعاون مع جروب Momsters of Jordan. ** لم يتم ذكر اسم الأم بناء على رغبتها.