قصص أمهات
٥ عبارات تحتاج كل أم سماعها بعد الولادة
من تجربة أم لطفلين.
بعد قضاء ١٦ ساعة في غرفة الولادة وتقريباً ثلاث ساعات من الألم، وُلِدتُ ابنتي الجميلة أخيراً.
لكن كانت جميلة جداً ومثالية، سوى أن رأسها كان بشكل غريب قليلاً. حملتها بين ذراعي وبدأت بالبكاء، وفجأة غمرني شعور لا يُمكنني وصفه، حُبٌ نقي وسَعادة كبيرة. حين بقيت يومين في المُستشفى كانت الأمور ضبابية تقريباً. لكن في اللحظة التي خرجنا من المستشفى بدأت الأمور أكثر وضوحاً وحقيقية.
إنَّ حياة بعد الوِلادة تجربةٌ مخيفة وخليطٌ بين الحقيقةِ والخَيال. لِذلك هُناك عدد من الأمور تحتاجُ الأم لِسماعِها حينما تعود إلى المنزل مِنَ المُستشفى.
كلنا أمل مع القليلِ مِنْ اللُطف والدَعْم، يمكن أن يقوم أفراد العائلة والأحباب بتخفيفِ بعض تلك المشاعر من الخوف والاضطراب.
أتذكر في إحدى الليالي، كُنتُ أجلس على كرسي الرضاعة في غرفةِ طفلتي، أمسكُ بها بين ذراعي وأراقُبها وهي نائمة. أذكرُ أني شعرتُ بمشاعر عديدة ومُختلطة معاً. لقد شَعرتُ بالحُب والتَعَبْ، الحَماس والخَوف. شعرتُ برغبةٍ في البكاء والضَحِك معاً. أتذكرُ أني تساءلت في نفسي إذا ما كنتُ اتخذتُ القرار الصحيح، إلا أني كُلي يقين في الحقيقة لا يُمكنُ العَودة إلى الوراء.
كنتُ أنظر إلى خدودها الجميلة، وأشعر بجسدها الصغير يُلامِسُني، وأُراقِبها وهي تقوم بالاستنشاق والزفير بلطف، ويَغمرني الشُعور بالهُدوء والقَلَق الهائِلين في آنٍ واحد.
الجميع قام بمساعدتي. فقد قام أهلُ زوجي بِطَبخ عِدة طبخات وتجميدها على شكل وَجَبَات. أمَّا أهلي يأتونَ دوماً دونَ مِيعاد ويقومونَ بِمُساعدتي في المَنزل. تَقوم أمي في مُساعدَتي أثناء الرضاعة ومُراقبة طِفلَتي في حين حاجتي لأخذ قيلولة.
لا أُخفي أنها أحياناً كانت تقوم بالتخفيفِ عني كثيراً، ولكِن في أوقاتٍ أخرى تُوترني.
أما أصدقائي يأتون بالهَدايا والطعام ويقومونَ بِقضاء وقتٍ معي كي لا أستسلم لاكتئابِ ما بعد الولادة. كُنتُ أشعر بكثيرٍ من الحُبْ مِنْ حَولي وَالكثير مِنَ الدَعم وَمعْ ذلِك، كُنتُ لا أزال أشعرُ بالوَحدة! والآن كَوني أم ذات خِبرة لِطفلين، بعد تِسع سنوات، أعلمُ جيداً الآن ما الذي ترغبُ الأم في سَماعه حينما تعود إلى المَنزل من المُستشفى.
في الحقيقة، أعتقد مِنَ الجميل جداً بأن تسمع كلّ أم هذهِ العِبارات التالية:
" أنتِ رائعة"
"إنَّكِ أُم رائعة حقاً، أنتِ أفضل أُم في هذا الكون" ...هذا ما تَوَدُ سَماعَه تماماً. بل تتمنى أن تَسمعه يومياً أيضاً -لأن كل يوم سيخبرها أحدهم بعكس ذلك. قد تَشُك في قدراتها أحياناً، وحِينما تقومُ بِذلِك سوف تحتاج لإعادة الطَمأنينة والثِقة في نفسِها.
إنَّ الأمومة ليست سهلة، خاصةً في أن كل الأمهات يحولن الوصول إلى المثالية بكل ما يخص أطفالهم. لذا مِنَ الجميل إخبارها بأنَّها رائعة كل يوم، فهي تستحق ذَلِك.
"كنت قوية!"
لا تنسي أن تخبري كل أم جديدة كم كانت قوية، في النهاية تمت عملية المخاض والولادة بجهدها. دفعت وربما تنفست حتى خلال انقباضات الولادة. على الرغم من شعورها وكأنها قسمت إلى قسمين (وإذا خضعت لعملية القيصرية فهذا فعلاً ما حدث لها) كما تشنج جسدها عدة مرات، وخرجت من العملية كبطلة. لذا من الجميل أن يقال لها كم تشعرون بالفخر بها وكم كانت مدهشة.
"ماذا يمكنني أن أقدم لكِ؟"
في الحقيقة، بدلاً من سؤال هذا السؤال، فقط بادروا بالمساعدة فوراً. دائماً ما يكون هناك حاجة أو خدمة يمكن تقديمها عندما يأتي طفل جديد إلى المنزل. طوي الملابس، غسل الأطباق، طهي الطعام، وشراء حاجيات البقالة.
يمكن تقديم اي مبادرة وقومي بإخبار الأم بمساعدتك لها حينما تنتهي. يمكن القيام بكل شيء تستطيعون فعله ومم ثم سؤالها إذا ما احتاجت شيئاً آخر.
هذه الأم الجديدة قد قامت بولادة طفل جديد إلى الحياة، لذا يحبذ تقديم المساعدة في الكثير من الواجبات الأخرى.
"طفلك جميل"
بِالطبع كُل أُم تعلَم أنَّ طِفلها رائِع، ولكن ليسَ مِنَ الضار أن نُخبِرُها نَحنُ بِذلِك. فبالنسبةِ لِكُل أُم يُعَدُّ طِفلها الأجمل والأذكى مِنْ بينِ كُل أطفال العالم، ويُفضَّل اخبارها بأنها على حَق. حينها ستَشعرُ بشعورِ الفخِر الكبير الذي يُمكِنُ لأي أُم أن تشعرَ به.
"أنا هنا إلى جانبك"
أخيراً، والأهم مِنْ أي أمر آخر، أن يُقدَمْ لها الدعم النفسي وأنَّ نفهمَ جميع مشاعرها وأنَّ كُلَّ ما تَشعُرُ بِهِ طبيعي. مِنَ الضروري تَفهُّم حالة الاكتئاب خِلال مَرحلة النَفاس وكمية الألم الذي تَشعُر بِهِ، وكَمْ مِنَ الصَعْب التكيُّف مَع وجود طفلٍ جديد. قوموا بدعمِها والتأكيد بأنكم مُتواجدين مَعَها وإلى جانِبها. وأنهُ يُمكنُها الاعتماد عليكُم واللجوء إليكم في حالِ احتاجَت لِلمُساعدة وأنَّكم سَتفعَلون كلّ ما في وسعكم لِجعل حياتها أسهل.
*الصورة من: Blue Shoes Photography
*صدر هذا المقال باللغة الإنجليزية على موقع Romper.