قصص أمهات
لمى شعشاعة مثال للأم الريادية المبدعة
لمى شعشاعة هي مؤسسة شركة IRA- International Robotics Academy وهي أم لأربعة أطفال منهم توأم. لمى مثال رائع للأم التي قضت سنين كأم متفرغة لأولادها، ورجعت بقوة لسوق العمل من خلال إطلاق مشروعها الخاص، والذي حظي بدعوة من الرئيس الأمريكي أوباما لحضور قمة ريادة الأعمال العالمية Global Entrepreneurship Summit في جامعة ستانفورد، حيث تم الاعتراف بشركة Robotics كواحدة من البرامج الرائدة في العالم. كما تم مؤخراً انضمام لمى إلى المجلس الاستشاري من قبل جامعة كاليفورنيا بيركلي لبرنامج Startup With Purpose لتشجيع الريادة في الشرق الأوسط.
بعض الأمهات المتفرغات يعتبرن الرجوع إلى سوق العمل مستحيل خاصة بظل التنافس الكبير في السوق، ما رأيك؟ وكيف تغلبت على هذا التحدي؟
انا أؤمن بأنه لا يوجد ما هو مستحيل والحد الفاصل ما بين المستحيل وتحقيقه هو كمية الجهد الذي نستعد لبذله ... العمل عبادة وجزء مما يبني الوطن ... كأم متفرغة لأطفالي لمدة عشر سنوات كنت حريصة على ان أبقى في دائرة التعلم فقد عدت للمركز الثقافي الفرنسي لأتقن اللغة التي تأسست بها اثناء سنوات المدرسة... التحقت بعدة دورات وانتسبت لمجموعة من الأمهات اللواتي يدعمن بعضهن البعض ... قرأت العديد من الكتب في تربية الأطفال، وتطوير الذات والتعليم وطرق التفكير الإبداعي ... مارست الرياضة ولي وقتي الخاص مع الفنون والأشغال اليدوية والتزيين... انا بطبيعتي أحب العمل المنتج بشتى أنواعه... التحقت ببرامج الريادة ومنها تعلمت عن نفسي ما لم اعرفه مسبقاً وعن قدراتي وإمكانياتي.
كيف قررت بدء مشروعك الخاص؟
كيف قررت بدء مشروعي الخاص؟ القصة طريفة ... كأي أم جزء من المهام التي نقوم بها هو تعليم وتدريب أطفالنا ... وانا أحب أن يكون الوقت الذي اقضيه مع أطفالي ممتع ولذلك كنت انا وصديقتي نجتمع كل ثلاثاء في منزل إحدانا لنقوم بتجارب علمية مع الاولاد كتطبيق على المناهج التي يتعلمونها في المدرسة ... ومن هنا بدأت ألاحظ ان الأطفال على اختلاف قدراتهم وأساليب التعلم المختلفة المناسبة لهم يحتاجون لأن يعملوا بأيديهم وأن أفضل طريقة للتعلم هو إشراكهم بأنشطة تربط هذه العلوم ببعضها البعض وأشعرهم أن العلم متعة ... فأصبحوا أطفالنا ينتظرون يوم الثلاثاء، اليوم الذي نحضّر له أنا وصديقتي تحضير مفصل؛المادة العلمية والتجارب والمواد التي نحتاجها.... بعد أعوام قليلة كنت مع زوجي وأطفالي في رحلة الى دبي وعلقت المصاعد في الطابق الثلاثين وكأم لأربعة أطفال منهم التوأم اللذان كانا في الثالثة من العمر آنذاك، قررت ان أنتظر في الفندق حتى يحضر طاقم الصيانة. فوجئت عندما جاؤوا ان ابنتي التي كانت في الصف الثاني الابتدائي قفزت لتخبرهم ان حساسات المصاعد معطلة حيث ان أبواب المصاعد لا تقرأ اي إشارة وبدأ ابني الذي كان في الصف الخامس يناقش ميكانيكية المصعد مع طاقم الصيانة ... تفاجئت من قدراتهم في التحليل المنطقي، وإيجاد الحلول، ومناقشة فريق العمل في إمكانيات الحلول وفي تلك اللحظة قررت ان أبدأ مشروعي الخاص وأن أتيح لأكبر عدد من الأطفال من سن السادسة وحتى السادسة عشر ان يتعلموا ما يربط العلوم والتكنولوجيا بالرياضيات والهندسة من خلال استخدام الروبوت.
أن يكون لك مشروع خاص أمر شاق وليس بالسهل، كيف توازنين بين عائلتك وعملك الذي يتطلب الكثير من الاهتمام؟
صحيح أن الامر يحتاج الى جهد وإصرار لكن الحقيقة أنني توفقت بفريق عمل رائع ولدينا جميعاً الشغف والعزيمة لنحقق الرؤيا التي نؤمن بها جميعاً، وهي أن لكل طفل قدراته الخاصة ليصنع مستقبله... اما عن كيفية التوازن بين العمل والعائلة فمثلي مثل أي أم عاملة أولويتها هو بيتها وأطفالها ولكن أضطر في بعض الأيام أن امضي ساعات طويلة خارج المنزل ولولا دعم ومساندة من حولي، لن أستطيع ان أحقق اهدافي سواء مع عائلتي أو في عملي ... لقد انعم الله عليّ بوالد دعمني وهو صديقي وملهمي أمضى حياته بالكد والعمل والسفر، ووالدتي التي هي مثلي الأعلى لم تكلّ ولَم تملّ يوماً لنكون على ما نحن به اليوم والتي جسدت أمامي مثال المرأة العاملة. ثم رزقني الله بزوج هو شريكي في الرؤيا، يساندني في العمل وفِي المنزل بالرغم من انشغاله وعمله الا انه يتابع معي ويرشدني وينصحني في كل الأمور. أجزم أن أي رجل أو امرأة لكي ينجحوا ويبدعوا فهم بحاجة لمن يدعمهم ويسمع لهم ويثق برؤيتهم. لنكن سنداً لبعضنا البعض ولا نقلل من شأن أي فكرة، فمعظم الأفكار الغير تقليدية كانت السبب في العديد من الاختراعات أو الصناعات أو الخدمات التي ننعم بها اليوم.
لكي نوازن بين الأمور نحتاج لأن ندعم بَعضُنَا البعض ونشجع بَعضُنَا البعض ... لكي نوازن بين الأمور نحتاج لان نكون جادين ومجتهدين ومثابرين ... وإن قصّرنا في يوم، علينا ان نعوّض التقصير في اليوم التالي.
أهم درس تعلمتيه من أمك؟
أهم درس تعلمته من أمي أن متعة الحياة في العطاء وأن الأمومة لا تتجسد في رعاية أطفالي فقط بل في كل طفل نراه ونتعامل معه.
أمي إنسانه غاية في الذكاء وهي موهوبة ومميزة فلقد أتمت دراستها الجامعية عندما كانت في التاسعة عشر من العمر وعملت حتى أصبحت جدة. كانت دائماً مصدر الإلهام لي ولأخوتي وكانت دائماً تصر ان نتقن ما نقوم به مهما بدا لنا صغيراً. لدى أمي صوت حنون فهي تغني حتى تطربنا وتزيل عنا الحزن والهم، تحب وتحتضن وتدعوا للجميع بالتوفيق. أمي صديقة صدوقة ومخلصة فأينما حلت نشرت طاقة إيجابية من حولها ... شخصية محبوبة وطيبة.
ملأت أمي اجواء بيتنا بالحب والحنان ووقفت الى جانب أبي في رحلة الحياة التي قست عليهم تارة وأشرقت عليهم تارةً اخرى. أمي لم تيأس يوماً حتى وان بدت الأمور غاية في الصعوبة كانت دائماً تردد لنا كلمات التفاؤل بغدٍ أفضل. أبي وأمي علموني أن الإتقان والاحسان في العمل عبادة.
شعارك في الحياة؟
شعاري في الحياة: "لنصنع الغد!" ما نزرعه اليوم نحصده غداً ... فإن اخذنا القرار أن نصنع المستقبل لنشمّر عن سواعدنا ونعمل بجد واجتهاد ولا بد ان نعيش مستقبل أفضل.