قصص أمهات
ما اتخذته من تدابير لأقي نفسي من كورونا خلال الحمل
بقلم: نهى حمادي، أم لطفلين
من منا لم يخف و لو في قرارة نفسه عند انتشار جائحة كورونا، شئنا أم أبينا هذه الجائحة تعد وباءً مخيفاً أفزع العالم برمته كباراً وصغاراً، شيباً وشباباً. وإن لم يكن الخوف على ذواتنا خاصة فقد خفنا على أهلنا وأطفالنا وكبار السن في عوائلنا.
بعد انتهاء الموجة الأولى من الجائحة، اكتشفت أنني حامل بطفلي الثاني في أسابيعه الأولى، تملكني الخوف الشديد وامتزج هذا الخوف مع الفرح والغبطة بسماع الخبر الذي كنت انتظره منذ فترة.
وأذكر أنني حين زففت الخبر لزوجي وطفلي أخبرتهم أننا يجب أن نتوخى الحذر ونعود لسالف احتياطاتنا وربما أكثر بقليل أو بكثير مما كنا حسب الوضع، رغم ان حملي حدث في الصيف في الوقت الذي كنا فيه مطمئنين نوعاً ما لعدم وجود أي مخاطر جديدة من انتشار الفيروس.
فكانت هذه هي الاحتياطات التي قمت بها:
- امتنعت عن الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وإن حدث وخرجت فغالباً ما تكون الأماكن التي أرتادها مفتوحة غير مكتظة وبعيدة عن ضوضاء السياح ورواد الجزيرة، حتى أنني لم أزر أهلي الصيف الماضي رغم امتلاكنا لسيارة خاصة، الأمر الذي قلل من خطر الإصابة لا قدر الله في وسائل النقل العمومي، وهذا حرصاً وخوفاً على سلامتي وسلامة أمي وعائلتي.
- اهتممت أكثر بكثير عن السابق بنوعية الأكل الذي نستهلكه، فامتنعنا عن الأكلات السريعة والجاهزة حتى في فترة الوحام إذا خطر في بالي صنف ما من هذه المأكولات فإن ضبط النفس كان هو الحل الأول، وثاني الحلول كان محاولة إعداد هذه الوجبة بمفردي في البيت بما هو متوفر لدي.
- كثفت من شرب الماء والعصائر الطازجة، فقد كانت هذه طريقة مثلى لترطيب الجسم ومساعدته على التخلص من السموم بشكل أفضل.
- رغم ارتفاع درجات الحرارة حاولنا أن تكون التهوية في المنزل طبيعية دون استخدام مكيفات الهواء كي يتجدد الهواء بشكل طبيعي في المنزل.
- قللنا من عدد المرات التي ارتدنا فيها شاطئ البحر تجنباً للزحام وإن حدث وذهبنا فكنا نختار شواطئ ذات كثافة منخفضة من ناحية الزائرين والمصطافين.
لم يكن الأمر سهلاً حقاً، خاصة مع وجود طفل في العائلة، لكن لحسن الحظ قمنا بتسجيله في النادي الصيفي للمدرسة بمعدل حصة صباحية من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، لتتسنى له الفرصة لرؤية أصدقائه واللعب معهم وإفراغ طاقته التي ربما إن كبتت كانت ستسبب مشاكل عديدة نحن في غنى عنها، خاصة بعد فترة الحظر التي دامت أكثر من ثلاثة أشهر حرم فيها من الدراسة وممارسة رياضته المعتادة والخروج للتنزه كما كان قبل ذلك.
وتابعت أنا وعائلتي على هذه الحال، بأخذ الحذر والحيطة طيلة فترة حملي حتى جاء اليوم المقرر للولادة، ذهبت إلى المستشفى وكلي خوف وتوتر من الأوضاع الصحية الراهنة في البلاد، فنحن كنا بصفة يومية نسمع تزايد في الحالات المكتشفة وبارتفاع في نسبة الوفيات، وعن قلة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات لكثرة المرضى.
فلم أنزع واقي الوجه ولو لثانية واحدة، وحرصت على استخدام المعقم كلما تسنت لي الفرصة، فكنت أقوم بتعقيم كل ما هو حولي باستخدام بخاخ يحتوي على محلول كحولي معقم للأسطح.
الطاقم الطبي كان متفهماً جداً لتخوفي، خاصة وأنني كنت أعاني من تقلصات وانقباضات حادة في عضلة الرحم رغم أنه من المقرر ولادتي بعملية قيصرية.
لكن بحمد الله مر كل شيء بسلام وعلى ما يرام، لا أخفيكم أنه قد زارني المهنؤون غير أنني حاولت قدر المستطاع ألا يرى طفلي منهم إلا القلة القليلة دون اقتراب أو لمس.
وأنا الآن أحمل طفلي ذو الثلاثة أشهر وبضعة أيام بين يدي بعد رحلة حمل وولادة تراوحت بين احسارٍ وانتشار لهذا الفيروس اللعين الذي نعيش بسببه التوتر والخوف والفقد كل يوم.
أسأل الله السلامة للجميع وأن يرفع عنا الوباء والبلاء لا فاقدين ولا مفقودين يا رب.