قصص أمهات
كيف بنيت عادات سليمة لدى أطفالي حتى يكونوا أكثر سعادة وراحة
بقلم: رغد حوامدة
جميعنا كآباء وأمهات يكون تركيزنا الأول والأخير على تلبية حاجات أطفالنا الأساسية من غذاء ولباس ودواء وتعليم متميز وحياة اجتماعية سليمة، وفي الوقت نفسه نسعى منذ صغر أطفالنا بتربيتهم على مبادئ وأسس أخلاقية وفكرية؛ لأننا بالفطرة نتمنى أن يكونوا من أصحاب النجاح والسعادة.
عادة ما نرتكز في مواضيع التربية على الموروث الذي تناقلناه من آبائنا وأجدادنا، ولكن مع تطور الزمن وعصر السرعة وانفتاح العالم أصبحت هذه المورثات والمناهج بحاجة إلى أساليب طرح مختلفة، حتى يستطيع هذا الجيل تطبيقها واتباعها، مع العلم أن ليس هناك خطأ في أي من الطرفين ليس في المورثات والأسس القديمة ولا بأطفالنا أصحاب العقول الجديدة، وإنما اختلاف في لغات البرمجة ما بين الطرفين كما يصفها المبرمجون.
بناء العادات الأخلاقية والسليمة والصحية عند الأطفال من المهمات الأصعب لكل عائلة وبالخصوص لكل أم لأني دائما أقول "الإنسان يولد بدون كتيب للإرشادات (المانيوال)، إنما يولد ومعه أم" ولذلك باعتقادي أن العائلة بأكملها لديها دور في تكوين وصقل وبناء الطفل وشخصيته وعاداته، ولكن الأم هي اللاعب الأساسي في هذه المهمة.
من خلال تجربتي كأم وجدت أن الطفل يعشق أن يكون له روتين معين، ليس هناك روتين ثابت ومثالي على كل أم اتباعه، وإنما يجب على الأم أن تحرص على إيجاد روتين يتوافق مع طفلها وعائلتها، لأن ذلك يمكّن الطفل من رسم حدود واضحة وكاملة، ويصبح قادراً على توقع تصرفاته بناءً على الأحداث المحيطة. وبما أن "التكرار بعلّم الشطار"، استمرارية الطفل في ممارسة العادة التي نسعى إلى أن يمتلكها كلما أصبحت جزء من حياته.
فمن خصائص مرحلة الطفولة وسمات هذه المرحلة هو حب المرح واللعب والضحك؛ ولذلك لبناء عادة سليمة عند الطفل يجب أن يتقبلها ويمارسها بحب واقتناع تام، لأن الهدف الأساسي في بناء أي عادة سليمة في طفلك أن يقوم بتنفيذها واتباعها، سواء كنت موجودة أولا. فبالتالي، علينا أن ندخل إلى عالم الطفولة، ونحبب الطفل بالسلوك بطريقة ممتعة.
مثلاً أنا أتبع مع أطفالي أسلوب تجسيد الأشياء، إذا أردت تعليم أطفالي ترتيب الألعاب بعد أن انتهوا منها أقول: "يا خسارة الألعاب عم ببكوا وكتير زعلانين لأنهم على الأرض وما رجعوا ناموا في بيتهم، خلينا نروح أنيمهم بصندوق الألعاب شو رأيك؟" أو "ليش الأواعي على الأرض ممكن نفكر إنهم نفايات ونرميهم بالغلط!! أحسن شيء نطويهم ونرتبهم بالخزانة".
هناك طرق أخرى، فمثلاً التدريب على تفريش الأسنان ممكن أن يبدأ باللعب بالماء وفرشاة الأسنان وعمل فقاعات بالفم، وهناك طريقة مسلية أيضاً وهي تأليف الأغاني، وأن نقوم بطلب السلوك من الطفل على شكل لحن فبهذه الأساليب نحقق الهدف الأساسي من تعليم الطفل العادات السليمة وهي الاستمرارية، سواء كنا موجودين أولا.
كل طفل يوجد بداخله قوى تحفزه لفعل أي شيء وهذه القوى يمكن تحريكها ودفعها من خلال أسلوب التحفيز وبرامج المكافآت وبالنسبة للطفل، ممكن أن تكون الجوائز والمكافآت بسيطة مثل زيادة وقت اللعب المسموح أو زيادة وقت مشاهدة الكرتون وطبعاً يمكن رفع سقف المكافآت كلما أردنا تطوير العادات السليمة وتنميتها.
وبالتالي نصائحي من أم لأم:
- تكرار السلوك أو النشاط بشكل يومي، حتى يصبح جزءاً من حياتهم وثقي بي أنه سيصل لمرحلة أن يسألك إذا تجاهلتِ العادة "ماما نسينا اليوم نفرشي الأسنان!؟"
- بعض الأحيان علينا أن نعود الطفل الذي يعيش بداخلنا أيضاً حتى نكون أقرب إليهم.
- من تجربتي أسلوب المكافأة والتعزيز إذا استخدم بالطريقة الصحيحة، فهو من أروع الأساليب التي تحمس الطفل، وتزيد تقبله على تنمية مهاراته وعاداته واتباع السلوكيات السليمة.