قصص أمهات
رحلة خسارتي لوزن الحمل والولادة مع نظام الصيام المتقطع
مرحلة الأمومة من أجمل المراحل التي مررت بها في حياتي بدءاً بالحمل وحتى اليوم، كل لحظة مع أطفالي وسعادتهم هي لحظة مميزة وتستحق التعب الذي أشعر به، ولكن كانت هذه المرحلة تحمل العديد من التغييرات والتي في كثير من الأحيان صادمة وغير مقبولة كالزيادة الكبيرة في الوزن التي جعلتني أنتقل من وزن 55 كيلو غراماً إلى ١٢٠ كيلو غراماً، تغير قياس ملابسي وأصبح الوزن عبئاً لا يطاق.
لقد حصل هذا التغيير خلال فترة الحمل والرضاعة لأطفالي وقد حاولت مراراً أن أتخلص من الوزن الزائد بطرق مختلفة وباتباع مختلف الحميات الغذائية ولكن دون جدوى، إلى أن أخذت مساق الصحة الغذائية في الجامعة خلال متابعة دراستي للحصول على شهادة الماجستير وقد كانت هذه المادة مصدراً غنياً كي أستطيع فهم علاقتنا بالطعام وكيفية التعامل مع طعامنا والوزن الزائد، وخلال تلك الفترة كنت أتابع مع مدربة شخصية في مجال اللياقة البدنية وقد شجعتني على التعرف على نظام الصيام المتقطع، فبدأت بالبحث أكثر عن الموضوع وبدأت باتباعه مما جعلني أخسر الوزن الزائد والوصول للوزن المثالي.
نظام الصيام المتقطع يعتمد على الامتناع عن الطعام والشراب لفتراتٍ معينة، حيث إنه مسموح بتناول الطعام لمدة 8 ساعات الصيام لمدة 16 ساعة مع شرب مختلف أنواع السوائل التي لا تحتوي على سعرات حرارية، ويمكن أن يكون الصيام خلال الليل أو النهار حسب روتين وتوقيت كل شخص، ويجب أن يقوم المشترك بتناول 3 وجبات رئيسية خلال فترة تناول الطعام ووجبتين خفيفتين، بحيث يتم تقسيم الطبق إلى ثلاثة أرباع، ربع من البروتين وربع من النشويات بينما يكون نصف الطبق من الخضراوات أو الفواكه.
وقد شكلت هذه الرحلة وإعجابي بالنظام الصحي الذي اتبعته حافزاً كي أقوم بمساعدة غيري من السيدات من خلال إنشاء مجموعة على منصة التواصل الفيس بوك تحت اسم "هيلثي ميلز"، وأقوم من خلالها بتصحيح المغالطات المنتشرة حول الطعام وخسارة الوزن، كما تقوم مجموعة من السيدات الأخريات وهم سهام غنيم وغلوريا شهاب ونور عياش وسندس خطاب وسارة الدجاني ودعاء علقم وآلاء علاونة بمساعدتي من خلال العمل على تحفيز المشتركات وتشجيعهن على الاستمرار في رحلة خسارة الوزن من خلال نشر قصص نجاح لمن استطعن تحقيق الوزن المثالي ونشر الوصفات الصحية لإعداد مختلف الأطعمة والحلويات.
إن المطبخ الشرقي غني بمكوناته ووصفاته الصحية والتي تعطي الجسم ما يحتاجه من المغذيات والعناصر المهمة إلا أن إعداده بطريقة خاطئة يسبب العديد من المشاكل الصحية وأن السر يكمُن في كيفية طهي الطعام والابتعاد عن الاستخدام المفرط للزيوت والدهون والاعتماد بشكل أكبر على شوي الطعام أو سلقه أو استخدام الزيت بكميات قليلة ومحسوبة، تحتوي المجموعة على العديد من الوصفات التي يمكن اتباعها لطهي الطعام الاعتيادي الشرقي كالمقلوبة أو الكُبة أو الكبسة، بالإضافة إلى وصفات إعداد الحلويات الصحية والتي يمكن تناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، كما تحدد من خلال المجموعة الكميات المسموحة من كل نوع من الطعام.
واعتمد في نصائحي وتوجيهاتي على المقالات العلمية والمصادر الموثوقة، حيث أن أستاذي في الجامعة وتحديداً في مساق الصحة الغذائية، كان متشدداً جداً بمسألة اختيار المقالات العلمية كمرجع لأبحاثنا، علَّمنا كيف نختار المقال المحكم، الخاضع لعينات حقيقية والذي نال نسبة عالية من القراءة والإعجاب، لذلك حملتُ هذه الأمانة البحثية وكرست وقتي لأبحث في هذا الجروب عن كل معلومة مفيدة وموثقة.
يبلغ عدد الأعضاء الحاليين في المجموعة أكثر من 316,000 مشتركة ومشترك يتبادلون الدعم والنصائح لبعضهم البعض، بعد أن كان هناك 20000 متابع في بداية تأسيسه، حيث استطعنا أن نقوم بتجميع عدداً كبيراً من المُهتمين بخسارة الوزن، وما يميز المجموعة هو تصحيح الأخطاء المنتشرة حول الأنظمة الصحية، حيث أن نظام الصيام المتقطع لا يعتمد على الحرمان أو الجوع، انما يعتمد على توزيع متوازن للوجبات حيث أن تخفيض الوزن ، يتطلب 70% اهتمام بنوعية الأكل وتغيير عادات غذائية، و 30% رياضة وتمارين شد الجسم، وهناك فهم خاطئ أن الاعتماد على الرياضة لوحدها تخفض الوزن، فالرياضة تصقلُ وتنشط الجسم وتكثف من إفراز هرمون السعادة "الإندورفين" لكنها لا تخفض الوزن إن استمر الإنسان بأكل كمياتٍ كبيرة من الطعام.
إن نظام الصيام المتقطع من وجهة نظري ليس مؤقتاً وإنما هو نظام صحي مستدام ويساعد على الحفاظ على الوزن وتثبيته وأن هدفي من خلال المجموعة هو نشر الثقافة والمعرفة التي اكتسبتها خلال رحلتي في خسارة الوزن لغيرها من المشتركين ولا أدخر جهداً لتقديم الدعم والنصائح أو الرد على الاستفسارات المختلفة حيث أن كل عضوة بالجروب تشعر أنني وزميلاتي مدرباتها الشخصيات، فالنصائح والاستشارات دائماً متوفرة بلا أي تقصير، وكم المتابعة والحب عدا عن قصص النجاح المستمرة يجعل المشتركات يشعرن بتأنيب الضمير دائماً، ما يلزمهن بالمحافظة على ما بدأناه". وتسعدني كثيراً الكلمات النابعة من القلب مثل "الله يسعدك، إنتِ غيرتيلي حياتي و عاداتي السيئة...الله يوفقك..إلخ."