قصص أمهات
طفلي... وأنا معك أنسى كل من حولي
بقلم: هبة زوانة، أم لثلاثة أطفال
نشعر أحياناً وكأننا نعيش قدر غير قدرنا وحياة مكتوبة لغيرنا... ونقبل أن نعيشها بكل أفراحها... هفواتها... مرحها... قهرها وحزنها... ونجسد كامل مشاعرنا لها...ونخيط كل أثوابنا لتناسبها.. ونتحمل فوق طاقاتنا وأعباء يومنا.. كأنما نتحدى أجساداً خلقت لتعمل دون كلل ولا تعب... رزقت بطفل يحتاجني وأحتاجه... هو ليس بمقعد ولا بعاجز هو روح الشمس والقمر، هو نعمة أنزلت علينا كي نحمد الله أكثر... عيونه كلؤلؤ من أجود الأنواع وأعمق البحار، لو أستطيع إعطاءه قدمي ليجرب طعم الحياة وهو يمشي لوحده كي يجرب هوسه الرياضي في حذاء ميسي...
أكون بعيدة عن كل العوالم وأنا معه وأدخل عالم آخر أعيشه معه، وأتخيله كما أردته لا كما شاء الله، فأمسك يديه واركض نحو الحياة ويعود ليحذو حذوي مبتسماً عاشقاً لكل خطوة بقدميه العاريتين، كأنه يتساءل عما يحدث لجسده النحيل الأبيض فأقبل وجنتيه...
أحيانا أراه متعثراً حتى في الخيال فأعود لعالمي وأدعو رحمن الدنيا ورحيمها أن يطلق قدميه، ويمشي كما أي إنسان مشى بكل عفوية واحتراف... ما عدت أبلل وسادتي ولا أدخل ظلمة النهار وأستفز من كل من هم حولي...
أنت يا ولدي علمتني أن أحب الحياة وأن أكمل طريقنا ورحلتنا الطويلة معاً، وأننا قادرون أن نعيش أحلى أيام وليالي الحياة بأمل وشغف وإصرار للمستحيل أن يصير، ليفرحنا وينسي ما هز بيتنا لسنين...
أنت يا كبدي أشعلت نار التحمل والصبر فما عدت أدري نفسي بأنني قادرة على حمل هذا الهم والسير فيه نحو المجهول، وما يشد على أزري أكثر مع اللحظات هو أملي بالله العليّ القدير أن يرسم حلمي حقيقة فأرى كل شيء متكامل متآلف أكثر... أحبك كالمعشوق الذي يناديني كل ليلة لأحبه وأتولع به أكثر وينهضني من وحش الليل إلى ينبوع الحياة المستمر... لن أخرج من عالمي هذا... فطالما انتظرت الولوج إليه.. فالحياة لا تستحق ان نعيشها مهمومين.. ومكسورين ومحزونين.. بل هي تجارب نعيشها لنتأكد أن الابتسامة والفرح لن يذهبا بعيداً طالما حجزتها تذكرة ذهاباً وإياباً...
اقرئي أيضاً: