مذكرات
نعيش معهم.. لكن علينا أن نتعلم العيش بدونهم!
"آن .. أرجوك اغسلي وجهها جيداً"
" آن.. أرجوك سخني لها الطعام"
"آن.. أرجوك أحضري كتبها"
"آن.. أرجوك رتبي سريرها"
"آن.. أرجوك نظفي أسنانها"
"آن.. أرجوك ألبسيها ثيابها"
هل تلاحظون شيئاً مشتركاً؟
كل هذه الطلبات متعلقة بالأطفال واحتياجاتهم، ولا شي له علاقة بالتنظيف أو ترتيب المنزل، لن أعمم لكن لنفترض أن هذا ما يحدث في 50 أو 60% من منازلنا! عندما يتفق كل من الأم والأب على إحضار شخص للمساعدة، فإن ذلك يكون بالأصل من أجل التنظيف والطبخ والكي وغير ذلك من مهام العناية بالمنزل وليس بأمور ومهام متعلقة بالأطفال!
في أحد الأيام كنت أخبر زوجتي أنني أود الانتقال للعيش في بلد آخر، بلد تفتح لنا الأبواب لمستقبل واعد ومزدهر، فبعد كل شيء، أليس هذا ما نريده جميعاً؟ مستقبل أفضل لأطفالنا بفرص لا تنتهي؟
أكملت حينها بأننا بعد أن ننتقل لن نتمكن من إحضار من يساعدنا مع البيت والأطفال إلا من يعملون بدوام جزئي!
فنظرت إلي زوجتي وكأنني أخبرها بقصة مرعبة ثم طلبت مني أن أنسى الفكرة تماماً!
لكن لماذا؟ ألم أساعدكِ دائماً في رعاية أطفالنا؟ ألم أطبخ؟ ألم أقم بكي الملابس أو المساعدة في استحمام الأطفال؟ ألم أعط كل ما في وسعي لأجل ذلك؟ فلماذا يخيفك مثل هذا الموضوع؟ هل صرنا متكلين تماماً على المربيات لأطفالنا فعمينا عن رؤية الصورة الأكبر؟! مستقبل أطفالنا؟ كنت سأتفهم ردة الفعل هذه لو أنها أتت من زوجة لا يساعدها زوجها.
لكل زوجة تتلقى الدعم والمساندة من زوجها، ألا تعتقدين بأن هذا أفضل لأطفالك، أن يتعلموا كيف يرتبون ملابسهم وأسرتهم ويعتمدون على أنفسهم، فهذا كله سيمنحهم الثقة ليدخلوا الجامعات ومعترك الحياة.
أما بالنسبة للآباء الذين يتقاعسون عن مساعدة زوجاتهم، فهذا أمر غير عادي وغير مقبول! فلماذا على الأم أو الزوجة أن تتحمل المسؤولية كلها، هل كان قرارها وحدها أن تفتح بيتاً وتبني عائلة وتنجب الأطفال؟ فكما أن الزوج يعمل فهي تعمل أيضاً، لذا على الأزواج أن يضعوا حداً الآن، فالأعمال لن تنتهي والحياة أقصر من أن تضيع بعيداً عن العائلة، ساعدوا زوجاتكم، صدقوني ستدركون أن هذا أعظم إنجازاتكم في يوم من الأيام.
سأختم بهذا الاقتباس لوليام مكرافن الذي سمعته مرة وعلق في ذاكرتي إلى الآن: "إذا كنت ترغب في تغيير العالم، ابدأ بترتيب سريرك! إذا رتبت سريرك كل صباح تكون قد أنجزت أول مهمة في يومك. سيعطيك هذا إحساساً بسيطاً بالفخر وسيشجعك على القيام بمهمة أخرى، ثم أخرى ثم أخرى...
وهكذا في آخر اليوم تتحول مهمتك الأولى التي أنجزتها إلى مهمات أخرى منجزة. كما أن ترتيب سريرك سيؤكد على فكرة أن الأشياء والتفاصيل الصغيرة مهمة، فإذا لم تفعلها بشكل صحيح لن تستطيع القيام بما هو أكبر منها بشكل صحيح أيضاً. وإذا تصادف أن يكون يومك عصيباً، على الأقل تستطيع العودة إلى سرير مرتب".