مقابلات
سهاد: أطمح أن أغير الصور النمطية في مجتمعنا
أجرت المقابلة: سنا هاشم، من فريق أمهات ٣٦٠
تَصَدَّرَتْ وسائلُ التواصلِ الاجتماعي وامتلأ عالَمُ السوشال ميديا مُؤخراً بالعَديدِ والعَديد مِنَ الشَخصيات المُؤَثِرة والتي تَختلفُ في غاياتِها وأهدافِها في الظهورِ والوصولِ لِفئاتِ المُجتمع المُختلِفة. أو في نوعِ ومُحتوى الرِسالةِ التي تَبُثُّها للآلافِ لا بَلْ لِلملايين عَبْرَ تِلْكَ الكاميرا الصَّغيرة.
لَكِنْ مِنَ المُمَيَز أنْ تَجِدَ شخصاً يَدخلُ هذا العالَم بصورتهِ الحقيقيّة، وَيبدأ مِنَ الصِّفر ويوفِّر الكثير مِنَ الوَقتِ والجُهدِ لأَجْلِ أن يُقدِّمَ الافادةَ وَالمعلومة لأكبرَ عددٍ مُمكِن. وَأنْ يَسعى لِلتَّعلُم أكثرَ وَأكثَرْ وَيطمح للمَزيد. بَلْ أيضاً أَنْ تكون أُم .. نَعَم، مِثلُكِ تماماً لَديها أطفال وَبيت وأُسرة مسؤولةٌ عنها وَلكنها تُعطينا درساً أنَّ الأُمومةَ والزواج ليسَ نِهاية المِشوار بَلْ بِدايتَه. وبدايةً مليئةً بالعَطاءِ وَالايجابيةِ، وَالطموح، وَالتَعلُّم كُلَّ يوم.
إِنَّها سُهاد فِليفِل" أم عيسى ودارين".. حاصِلَة على دراساتٍ عليا في تخصصِ المحاسبة، هي امرأة بَسيطة وَلكِنَّها مُؤثِّرة لِكثيرٍ مِنَ الأُمهات اللاتي يُتابِعْنَها بِشكلٍ يومي، كما تَحرُصُ على مُشارَكتِهِن حتى في تَفاصيل بيتِها ويَومِياتِها بِكُل حُب. تطرَح مواضيع يومية من واقِع تجرُبتها كأم وزوجة ولديها متابعين اختارت أن تُلقبَّهُم بِلَقَب ( أحسَن النَّاس ). فَأثبَتَتْ أنّهُ يُمكِنُ لهذه الوَسائِل أن تَكونَ مُفيدة وَقيّمَة لَكِن يَعتَمِد على مَنْ هُمْ الأشخاص الذينَ تُتابعينَهم وتُضيفينَهُم لِقائمتِك.
كانَ حِواراً بعيداً مِنْ حَيثُ المَسافة؛ مِنْ عَمّان إِلى المَملكة العَربية السَّعودية، إلَّا أنَّهُ قريبٌ مِنَ القَلْب. وَهذا ما تَميَّزَتْ بِهِ ضيفَتنا لِهذا الأُسبوع.
• لو أرَدْنا أنّ نُعرِّف الأُمهات على سُهاد فِليفِل، كيفَ تُفَضِلينَ أَنْ تُعَرِّفيهم عَن نَفسِك؟
زوجة وأُم مُغْتَرِبَة ناشِطَة على وسائلِ التَواصُل الاجتماعي.
هل وَاجَهتِ أَيّ مُعارضة مِنْ قِبَلْ زوجِكِ أو عائلتكِ بِما يَخُص الظهور على السوشال ميديا؟ وَكيفَ كانت رَدِّة فِعْلهم؟
في الحقيقة زوجي هو الداعم الأول وَالأساسي في انطلاقي على السوشال ميديا، بِسبب إِيمانِهِ بأنَّهُ لديَّ ما أُضيفُهُ للمُجتمع وَللأسرةِ العربية. لكنِّي لَمْ أُخبِر أحداً بخطواتي الأولى في السوشال ميديا، وَهذا كانَ اتفاقي مَع زوجي. لإيماني بأنني إنْ سَمِعتُ كلاماً سلبياً وَأنا في بدايةِ طَريقي فَسوفَ يُؤثِّرُ على ما بدأتُ بهِ وَقدْ يُشوِّش أفكاري. أما فيما بعد وَللهِ الحَمْد لَمْ أَجِد مِنْ حَولي سِوى نَظَرات الفَخْرْ. كما أنني مُقتَنِعة تماماً بأنني حينما أكون واثقة مِما أقومُ بِهِ دون أي ضرر لِمَنْ حولي، فَلَنْ اكترث لِما أسمعهُ مِن تعليقات او انتقادات سلبيّة.
ما هي الصِفات التي تُحِبِّينها في ذاتِك ؟ وَما هيَ أكثَر صِفَة تُحاولينَ تَغييرها في نَفسِك ولا تُحِبينَها؟
أُحِبُّ التفاؤل في شَخصيَتي وَالتفكيرِ الإيجابي، وَأحرصُ على التَحلِّي بهم باستمرار كما أُحبُّ في ذاتي حُبِّي للتعَلُّم. بينما أُحاوِلُ التخَلُّصَ مِن المِزاجية.
• كَلمَةٌ أَو عِبارة تَصِفُ سُهَاد فِليفِل، ماذا يُمكِنُ أَنْ تَكون؟
نَشاط وَحُب الخيرِ للناس..
• كَيفَ كانَتْ تَجرُبَة الأُمومَة بِالنِسبَةِ لَكِ؟ ماذا أَضافَتْ لَكِ وَماذا أَخَذَت مِنْكِ في المُقابِلْ؟
لَقَدْ كانَتْ نَقْلَةً في حَياتي، خاصةً أَنِّي عِندَما أَنْجَبْتُ ابنَتي الأولى "دارين" كُنْتُ لَمْ أُنْهي دِراسَتي لِلماجستير بَعْدْ. فَأصْبَحَ لِزاماً عَليَّ أَن أُوازِنَ بَينَ أنْ أكون الطالِبة وَالأُم وَالزوجة التي كانت تُسافِر في العُطَل إِلى مَكان إِقامَةِ وَعمَلِ زوجها في السَّعودية. لَمْ تَكُن هذِهِ الظروفُ مُجتمعة بالتجرُبةِ السَّهلَة، إِلَّا أَنني اجتَزتُها الحمدلله. وَأنا استَمْتِعُ بِعلاقَتي مَع ابنَتي "دارين" الآن بِشكلٍ رائِع..
لا تَنْسَي أَنَّ هُناك فَرْق بَينَ رِعايةِ الأبناءِ والتربية. فَنحنُ نُحاولُ قَدْرَ المُستطاع بأن نَرتقيَ لِنصلَ إِلى مُستوياتٍ مُتقدمةٍ في التَربِيَة، لأنَّ الرِعاية على الرَغمِ مِن صُعوبَتِها إلَّا أنَّها تَبقى أسهَل بِكثير.
• ما هو طُمُوح سهاد الإِنسانة؟ وَماهيَ أَهدافَها التي تَرغَبُ في تَحقِيقِها في المُستَقبَل؟
طُموحاتي وَأهدافي عديدة، لَكِّن على صَعيدِ السوشال ميديا أطمَحُ أَنْ أستطعَ إيصال صَوتي وَنصائِحي للعديدِ مِنَ الأمهات فيما يخُصُّ الكثيرٍ مِنَ الأمور التي جَرّبتها بِنَفسي، كي اختَصِرَ الوَقْت لِمَن سَيُجربها. وَاستمتعُ بأَن أُفيدَ غَيري مِنَ الأشخاص بأيّ مَعلُومَة أتَعلَّمُها. كما أنَّ هُناك العديدِ مِنَ المفاهيم في مُجتَمعَنا العَربي حَانَ الوَقت لِتغييرِها، مِثلَ أنَّ الأَبْ يقتَصِرُ دَورُهُ في الجانبِ الماديِّ فَقَطْ.. وَأنَّ الصُورَة النَّمَطيةَ لِلأُم هيَ التي لا يُمكِنُها إِنجازُ أيَّ شيءٍ بِسَبَبِ أطفالِها.
• كيفَ يُمكِنُكِ أن توازني بينَ طُموحاتِكِ وَأهدافكِ وَحياتِكِ الأُسَريَّة؟
آمَنْتُ مِن خِلال تَجرُبَتي بأنَّهُ لا أَحَدْ يَستطيع إتمامَ كُل الأُمور في نَفسِ الوَقت وَبِشكلٍ مِثالي. لِذلِك الأمر يَكمُنُ في مُحاولةِ الوصول إلى نُقطة التوازُن وَذلِك عن طريقِ تَنظيم الوَقت وَتَفَهُم مَنْ حَولي.
• متى أخَذتِ القَرار في دُخولِ عالَم مواقع السوشال ميديا ( Social Media)، وَلِماذا؟
كانَ ذلِك في شهر آذار العامَ الماضي ٢٠١٧. قَررتُ ذَلِك لأني وَجَدتُ أنَّ لديَّ ما استطيعُ تقديمَهُ لِلمُجتَمعِ العَرَبي مِنْ حَولي مِنْ مُحتوى مُفيد وَهادِف.
• ما هوَ أجمل موقِف مَرَرتِ بِهِ مِنْ يومِ دخولِكِ إلى عالَم السوشال ميديا؟
أجمل موقف هوَ عندما ألتقي بِمُتابِعاتي في الأماكنِ العامة صُدفةً، حينَها أرى كم هُمْ قريبون جداً مني وَكأنَّهم جُزء مِن عائِلَتي. وَلا أجمل أيضاً مِن أن تَصِلُني رسالةٌ يُذكَرُ فيها أنني كُنْتُ سبباً في إحداثِ أيِّ تغيير إيجابي في حياة بَعضهِم. أو أنني شَجعتُهم على حُبِّ القِراءة أكثر.
• أنجبتِ ابنكِ بعدَ سنوات طويلة مِنْ ابنتكِ دارين. هل يُمكِنُكِ باختصار أَنْ تَذكُري إيجابيات هذا التأخير بين الأُخوة، وَتُقدِّمي نصيحةً عامة بِخصوصِ هذا الأمر؟
نَعَمْ صحيح، وَكانَ هذا التباعد بسببِ الظُروف النَفسية الصَّعبة التي مَرَرتُ بِها في أُمومَتي الأُولى بابنتي "دارين". لِذا فَضَّلْنا أن يَمُرَّ الوقت الكافي كي أكونَ على استِعداد لتَجرُبةِ الأُمومة مَرَّة ثانية. وَفي الحَقيقة أشعرُ بِأنَّ "دارين" مَحظوظة كونَها أخذَت حَقّها في الرِعاية والاهتمام بشكلٍ كامِلْ وَكَذلِك أخاها بِسبب هذا التباعُد. إلَّا أنَّ المُرهِق في الأَمر، أنَّ لِكُلِ طِفلٍ اهتمامات مُختلِفَة بِسَببِ اختلافِ الفَترة العمرية بينهم.
• ما هيَ أهَمّ نصيحة يُمكِنُ أن تُقدِّمِينَها لِكُلِ أُم في وَطننا العَربيّ؟
أنتِ هدية في حَياةِ كُلِّ مَنْ حَولِك.. فاهتمي بِنَفسِك وَأوجدي الوَقت الذي تخصصينَهُ لِتحقيق ذَلِك كَي تستطيعينَ مُواصلةَ الطريق.
وَلا تَنْسَي أَنَّ هُناك فَرْق بَينَ رِعايةِ الأبناءِ والتربية. فَنحنُ نُحاولُ قَدْرَ المُستطاع بأن نَرتقيَ لِنصلَ إِلى مُستوياتٍ مُتقدمةٍ في التَربِيَة، لأنَّ الرِعاية على الرَغمِ مِن صُعوبَتِها إلَّا أنَّها تَبقى أسهَل بِكثير.
* يُمكِنُكِ مُتابعة سُهاد فِليفل في صفحاتِها على مواقِع التواصل: