مقابلات
أمهات من الأكثر تأثيراً في الوطن العربي: قصة ريم الحبيب
حياة ريم الحبيب لا تقتصر على كونها ممثلة ومخرجة سعودية فحسب، بل هي أم ومحامية ومزارعة محبة للبيئة من الطراز الأول.
عاشت ريم معظم حياتها خارج المملكة العربية السعودية، إلا أنها عادت للإقامة فيها منذ عام 2004، خلال إقامتها تعرفت على زوجها المنتج والكاتب والمخرج عبد الحكيم حكيم وتم عقد قرانهما عام 2008 وبعد سنة تقريباً أنجبت طفلها "روح".
طموح ريم في بناء مسيرة مهنية ناجحة كان محفِّزاً لها للسعي وراء أحلامها. مع أنها درست المحاماة إلا أن هذا التخصص لم يوافق ميولها وطموحاتها، فهي لطالما كانت مهتمة بالسينما والإعلام والتصوير. لذلك، قررت دراسة فن التصوير السينمائي والتمثيل في الولايات المتحدة الأمريكية وحصلت على شهادة فيهما.
من هنا بدأت ريم في تسجيل نجاحاتها في هذا المجال، حيث قامت بعمل أول فيلم لها "Arabia 3D" عام ٢٠٠٧ والذي تم عرضه لأول مرة في IMAX في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية عام ٢٠١٠. تحدث فيلمها عن المملكة العربية السعودية، عن جمالها وعراقة حضارتها وكان الراوي الرسمي للفيلم هو الممثلة الشهيرة هيلين ميرين الحائزة على جائزة الأوسكار. وقامت في التمثيل في العديد من المسلسلات التي تم عرضها على قنوات فضائية متعددة كل هذا يعكس ويُظهر براعة وموهبة ريم في عملها وجمال أدائها.
بجانب الإخراج والتمثيل، لدى ريم شغف في الزراعة والأكل الصحي فهي ناشطة محبة للبيئة تدعو ضد المنتجات المعدلة وراثياً. تمسكت ريم بحبها لعيش حياة صحية أكثر عندما تم تشخيص والدتها بنوع فريد من سرطان الدماغ والذي دفعها للبحث ودراسة كل ما يتعلق بالطعام الذي نشتريه ونأكله. لذلك، قررت أن يكن مصدر الخضار والفواكه بيتها فقط.
بدأت ريم في الزراعة المنزلية ورأت أن عليها مشاركة معرفتها ورحلتها مع الناس فقامت بإنشاء قناة على اليوتيوب وأطلقت عليها اسم "فسيلة" تقوم من خلالها بتثقيف الناس زراعياً عن طريق توفير فيديوهات تتحدث فيها باللغة العربية لقلة توفر المحتوى العربي المتعلق بالزراعة. أصبح لديها الآن أكثر من ٤٥٠٠٠ متابع تساعدهم وترشدهم على كيفية زرع ورعاية النباتات المثمرة وغيرها للحصول على حياة أكثر صحة وسعادة.
من الأسئلة التي طرحناها على ريم:
- قرار فخورة لاتخاذه في حياتك؟
أنا فخورة باتخاذي قرار الزواج من حكيم، كنت قلقة جداً تجاه أخذ هذه الخطوة، خاصة وأن كان لي تجربة زواج سابقة وأردتها أن تنجح أردت أن أبقى "أنا"، فأنا أحب أن يضيف أي تغيير على حياتي بشكل إيجابي لا أن يغيرني إلى شخص أو شيء لا أريده. تعرضت لنوبات قلق شديدة حتى قبل زواجي بأسبوع زرت المستشفى مرتين! بالرغم من حبي الشديد لحكيم إلا أنني كنت قلقة ولكن الحمد لله كل مخاوفي لم تكن في مكانها أبداً.
قرار آخر فخورة به هو مسيرتي المهنية في التمثيل والإخراج. بالرغم من الضغوطات العائلية التي عشتها بسبب معارضتهم لي لاتخاذ هذه المهنة إلا أنني حصلت على نظام دعم قوي من أخواتي الثلاث ندى، مرام ورغد اللاتي لم يشكُّوا للحظة بقدراتي وموهبتي وكان لهن كثير من الفضل لوصولي إلى ما أنا عليه الآن.
- ما هو مصدر إلهامك الذي يدفعك إلى التطور والوصول إلى أهدافك؟
أشعر دائماً أن الإلهام موجود في داخلي، فأنا لا أتطلع إلى شخص معين في حياتي، أشعر أن حب العطاء ومساعدة الآخرين نابع من داخلي كإنسان لا غير. فأنا أحب ما أنجزته الأميرة ديانا في حياتها، ما فعله أوشو، ما وصل إليه غاندي، وما أثراه الرومي في حياتنا. أنا أحب كيف أن هؤلاء الأشخاص عاشوا بسلام مع أنفسهم وكانوا محبوبين من قبل الجميع وتركوا بصمة في العالم نتذكرها حتى الآن... وهذا ما أسعى للوصول إليه.
أنا أؤمن أنه يمكن أن تترك بصمة أو أثراً في حياة الآخرين بطريقتين إما بعمل ما هو خيّر وصائب وإما أن تقوم بأفعال خاطئة، وأنا اخترت الأولى وأتمنى أن أصل إلى كل من يحتاج مساعدتي.
- يقول البعض أن الأمومة والنجاح في العمل لا يلتقيان... ما رأيك؟
الأمومة والعمل يلتقيان بالتأكيد لكن ليس بالسهولة المتوقعة، فهذه معادلة صعبة. بالنسبة إليَّ رأيت أنه من المناسب التركيز على طفلي أول سنتين من حياته ومن ثم يمكنني الاستعانة بمربية محترفة تحت إشرافي حتى أستطيع العودة إلى العمل ومتابعة جميع مشاريعي.
عندما أنجبت رَوح لم أفعل شيئاً لمدة عامين، فأنا من داعمين الرضاعة الطبيعية وأرى أن على الأم الاعتناء بنفسها وطفلها قبل أي شيء آخر. لهذا اتبعت أسلوب خذ وأعطي... أعطي طفلك وقته ومن ثم خذ وقتك.
- ما هو أعظم/أكبر إنجاز لك شخصياً وعملياً؟
أعظم إنجاز لي على المستوى الشخصي هما طفلي "روح ورماح". أما على المستوى العملي أعظم إنجازاتي هما مهنتي في التمثيل والزراعة.
- صفي لنا أسلوبك في الأمومة بثلاث كلمات...
أسلوبي في الأمومة يعتمد على ثلاثة أسس هم "الحب الغير المشروط... الصداقة... التوجيه".
فأنا أُري أطفالي مدى حبي لهم ولا أخفيه أبداً وأحب أن أكون صديقتهم -ضمن حدود معينة- حيث يستطيعون الاعتماد عليَّ في أي موقف وأي ظرف فأنا أحب صداقتهما لي وأقدرها، كما أنني أحب توجيههما لعمل الصواب ومعرفة المزيد عن العالم من حولهم ولكنني اعتمد أسلوب التوجيه الغير المباشر فأترك لهما الخيارات وأراقب من بعيد.
*مصدر الصورة: Arabnews