مقابلات
قصة نيفين الجندي من أكثر نساء الوطن العربي تأثيراً
تتحدث قصص النجاح التي نسمع عنها عادة عن طرق الوصول إلى الأهداف والتفاؤل بالإنجازات والنجاح، ولكنها في بعض الأحيان تعرض جوانب بعيدة عن واقعنا وحقيقة ما نعيش، فنستمتع بالقصة ونشعر بروعتها ومن ثم ننساها لأنها لا تعكس ما نمر به بأيامنا العادية. من هنا، جمعنا لكنَّ أربعة من أروع نساء الوطن العربي حتى يشاركن قصصهن معكن في مناسبة عيد الأم. هؤلاء السيدات هن أمهات، سيدات أعمال ورياديات وصلن إلى القمة بالعمل الجاد، تطوير الذات والكثير من الصبر.
تحدثنا مع نيفين الجندي من مصر، زينة حابي من الأردن، ريم الحبيب وسارة عايد العايد من السعودية، سوزان الهوبي من فلسطين، منى تفسولي من لبنان.
إليكن القصة الأولى مع:
نيفين الجندي...
نيفين هي أم لأربعة، ليلى ٢٩، ناديا ٢٨، نور ٢١ وجنة ٢٠. كل من أولادها لديه قصة نجاح خاصة به، من هو ريادي ومن يعمل مع المشاهير ومن هو فنان وآخر مبدع. اعتقدنا أن نجاحهم كان نتيجة لنجاحها ولكنها قالت "كلٌّ له قصته وكلٌّ له إنجازاته أنا لم أفعل شيئاً، أنا أمهم أدعمهم ويدعمونني."
بدأت نيفين رحلتها العملية التي لطالما تطلَّعت لها عندما حصلت على شهادة مدرب مهارات حياتية (مدرب حياة) بإشراف المدربة مارثا بيك -التي تساهم في كتاباتها الشهرية في مجلة أوبرا وينفري-، وانضمامها كمدرب مستقل لفريق مدربين جون ماكسويل الذي صوتت له مجلة Inc. كخبير القيادة والإدارة رقم واحد في العالم!
الهدف من دراسة نيفين وبدئها هذه المسيرة هو حبها للعطاء ومشاركة كل ما تعرفه وجربته في حياتها، فهي تعتبر نفسها قائداً لمسيرة حياة مراجعينها وليس موجهاً لها. فهي لا تأخذهم إلى أماكن لم تجربها من قبل ولا تطلب منهم الخوض في أمور لم تختبرها بنفسها.
تقول نيفين: "أنا لا أعطي الإجابات والحلول في جلساتي بل أطرح عليهم الأسئلة الصحيحة، الأسئلة التي ستجعلهم يتفكرون، الأسئلة التي ستزيد من قوة علاقتهم مع أنفسهم وأفكارهم من الداخل لتفتح لهم آفاق لاستكشاف مناحي حياتهم المختلفة. فتبدأ هجرتهم من بلاد عدم الرضا والغضب إلى بلاد السعادة والأمل."
تابعنا في مقابلتنا مع نيفين وطرحنا عليها عدة أسئلة لنعرف المزيد عنها وعن رؤيتها للحياة كأم وامرأة ريادية:
- قرار فخورة لاتخاذه في حياتك؟
على الصعيد الشخصي، أولادي الأربعة هم أجمل قرار اتخذته في حياتي وأنا ممتنة له. أما على صعيد العمل، أكثر القرارات التي أشعر بالفخر اتجاهها هو إقدامي على اتخاذ الخطوة الأولى في رحلتي كمدربة حياة، القرار الذي لن أنساه أبدأً هو التخطيط لورشة عملي الأولى والإعلان عنها.
شعرت بقلق وخوف عند اقتراب موعدها ولكني بعد تفكير وتأمل، قلت لنفسي أن معنى خوفي هذا هو إقدامي على عمل شيء جديد لم أكن معتادة عليه ولا من ضمن روتين حياتي، أي أنه أمر جيد، ومن الجميل أنها كانت تجربة خيالية تعلمت منها الكثير على قدر ما تعلم الحضور مني.
- ما هو مصدر إلهامك الذي يدفعك إلى التطور والوصول إلى أهدافك؟
لا شيء يقارن بجانب شعوري عندما أرى سعادة عملائي، عندما ألاحظ التغيير في أعينهم، يأتون إليَّ مليئين بالحزن فاقدين لطاقتهم وكيف يتفتحون مثل الورود بعد جلساتنا وتدريباتنا. هذا كله يدفعني إلى الأمام ويحثي على تطوير نفسي أكثر وأكثر وتحسين كل الجوانب فيها طوال الوقت.
- يقول البعض أن الأمومة والنجاح في العمل لا يلتقيان... ما رأيك؟
أنا أؤمن بأن المرأة تستطيع النجاح كأم وامرأة عاملة... فالأمومة مهارة تتعلمها والعمل أيضاً كذلك، السر يكمن في كيفية موازنة أمورنا الحياتية اليومية، كيف نحدد الأهداف والأولويات. كل ما نحتاجه هو معرفة الطريقة الصحيحة في كيفية تطبيق وإدارة كل ما يطرأ على حياتنا سواء كأمهات، موظفات، مدراء أو رياديات.
- ما هو أعظم/أكبر إنجاز لك شخصياً وعملياً؟
أكبر إنجازاتي الشخصية هو أولادي الأربعة، سعادتهم من سعادتي ووجودهم حولي يعلمني الكثير، فأنا دائماً أقول أنا أتعلم من أطفالي أكثر مما أعلِّمهم وهذا أمر يبعث في نفسي السعادة على الدوام.
أما أكبر إنجازاتي العملية وهو تمكني من تطوير ذاتي واستكشاف زواياها، الأمر الذي ساعدني على تطوير عملي وإيجاد طرق مختلفة ممتعة ومسلية لمساعدة كل من يلجأ إلي.
- صفي لنا أسلوبك في الأمومة بثلاث كلمات...
شعاري في الأمومة هو "Adapt to Change" أي "تأقلمي مع التغيير".
نصيحتي لكل أم أن تطور نفسها وأن تثق بقدراتها فكلّما اعتدَّت بنفسها كلما استطاعت أن تحارب العالم وتحدياته وتخطي جميع الحواجز وبالتالي سيزيد عطائها لنفسها ولعملها، فأنا أؤمن أننا كلّما نعطي نأخذ شيئاً جميلاً بالمقابل. تماماً كما في الرضاعة الطبيعية، كلما أرضعنا يزداد إدرار الحليب وبالتالي يتمتع أطفالنا بصحة أفضل.