أخبار حول العالم
معلمة حضانة نشرت رسالة قوية بعد أن استقالت من عملها
لاقى منشور على فيسبوك انتشاراً واسعاً، كان لمعلمة تدعى جيسيكا جنتري تركت وظيفتها كمعلمة روضة، وكتبت في منشورها توضيحاً عن الأسباب التي دفعتها إلى ذلك، فقالت:
"أعتقد أنه من السهل على الناس أن يعتقدوا أنني تركت التدريس بسبب الراتب السيء، كما سيكون من السهل أيضاً على مدير الموارد البشرية أن يصدق ذلك، كان ذلك ببساطة لأني وجدت شيئاً أشعر بشغف أكبر تجاهه! ربما يسمح البعض للناس أن تعتقد عنهم ما تشاء.. فيتركونهم مرتاحين لافتراضاتهم لأن حقيقة الأمر عادةً ما تزعجهم ولا يستطيعون تقبلها.. لكن أنا لست من هذا البعض.. أنا لست كذلك!
دعوني أخبركم عن الأسباب التي تدفع الشغوفين في التدريس لترك أماكنهم ومهنتهم التي يحبونها:
- العذر القديم "أن الأطفال قد تغيروا" كان مزعجاً حقاً! الأطفال هم الأطفال، طرق تربيتنا لهم ومجتمعنا هو الذي تغير! أما الأطفال فهم ليسوا سوى ضحايا أبرياء لكل هذا. حيث يعمل الوالدين لساعاتٍ طويلة، مشغولين بأجهزتهم الإلكترونية تاركين أطفالهم في بيئات تربوية غير مستقرة، بالإضافة إلى التأثير المرعب لوسائل الإعلام على الأطفال.. وبعد كل هذا تجد من يعزو ذلك كله إلى أن الأطفال تغيروا! ماذا تتوقعون من الأطفال أن يفعلوا مع كل هذا؟!
فالأطفال يتصرفون بطريقة غير مرغوبة في البيئة التي يشعرون فيها بالأمان أكثر، فهم يعلمون أن أخطاءهم وتصرفاتهم يتم التعامل معها بلطف وتفهُّم، أي أنهم يقومون بانفعالات الأطفال الطبيعية في بيوتهم لأنهم يشعرون بالأمان هناك. أما الأطفال الذين يقلبون الطاولات في المدرسة فهم لا يجدون مكاناً آمناً في منازلهم، لأن المدرسة تكون المكان الأول الذي يسمعون فيه كلمة "لا" والذي توضع لهم فيه الحدود ويرون فيه الحب والاحترام والانضباط.
- في وسط كل هذا تسعى المدارس دائماً إلى أن تكون مدارس "القرن الواحد والعشرين"، أي أن يضعوا الطفل في مواجهة مع التكنولوجيا دائماً، على حساب تعليمه المهارات السلوكية وبناء العلاقات، أذكر أني قد سئلت في إحدى المقابلات إن كنت أعرف بالتكنولوجيا وتطوراتها، فأصابني الذهول! فأنا أعرف جيداً كيف أتعامل مع الأطفال، وأعتقد أن هذا ما يهم!
- طبعاً كان ضرورياً لتكون هذه المنهجية ناجحة (التكنولوجيا) أن يعطى المدرسون دورات تدريبية، وكان من شأن هذا كله أن يضيع الأوقات التي كان لابد من تخصيصها من أجل التحضير للحصص الدراسية الاعتيادية.
- بدلاً من التعامل مع الوالدين كمسؤولين، صرنا نتبنى عقلية خدمة العملاء في المدارس، فقد رأيت الأحاديث التي تدور على فيسبوك عن غياب أولادهم وتلقيهم للرسائل والتنبيهات لذلك، وأنا ببساطة لا أستطيع تعليم أطفالكم إذا لم يكونوا في المدرسة!
لقد قابلت بعض الأهالي ممن يريدون المشاركة في الرحلات الميدانية لكنهم يهملون الملاحظات التي تصلهم عن أطفالهم، وإذا حضروا الرحلات يجلسون وهواتفهم بأيديهم طوال الوقت. كما أن بعضهم كان لا يأتي إلى اجتماع الأهالي ومن ثم يغضبون ويشتكون علي إذا رفضت انتظارهم لما بعد موعد الاجتماع، وقال لي بعضهم الآخر أنه من غير المسموح لي أن أقول لأطفالهم "لا" تحت أي ظرف.
- صحتي الجسدية والعقلية مهددة كل يوم، كنت أعرف أن هؤلاء الأطفال يستحقون أفضل من هذا بكثير، وفي كل اجتماع كنت أطلب وأتوسل لدعم أكبر، فقط ليقال لي "ألا أقلق عليهم!"، لكنك عندما تحب هؤلاء الأطفال وتحب مهنتك هذه الردود تكون مدمرة! إن رؤيتهم يأتون بملابس غير نظيفة والفوضى التي يعيشونها في منازلهم واضحة عليهم تدرك أنك بحاجة لأن تعطيهم أكثر مما يمكن إعطاؤه في صف فيه 21 طالب!
نعم، هذه كانت أسبابي..
أخيراً أدركت أني لا أستطيع أن أنقذهم جميعاً! لن أستطيع أن أنقذ 21 طفلاً إذا كنت أنا نفسي في صحة نفسية وجسدية مهددة باستمرار.
تخليت عن راتبي التقاعدي، وإجازاتي المرضية المدفوعة، يعني أنني لم أترك عملي لأحصل على وظيفة براتب أعلى!
قررت أن أبدأ بطفلتي في المنزل، وأن أساعد غيري من الأمهات على متابعة أطفالهن والاعتناء بهم في المنزل، لأني أؤمن أن كل شيء يبدأ من هناك. بهذه الطريقة لم أشعر بقلة الفائدة والأهمية كما كنت أشعر سابقاً.
ربما أكون تركت غرفة الصف كمعلمة.. لكني لا زلت أدافع عن حقوق هؤلاء الأطفال بالحصول على ما هو أفضل لهم دائماً!"
هذا كان ما قالته جيسيكا عن أسباب تركها لعملها، وقد حظي كلامها بالكثير من التأييد والثناء، فوصفه البعض بأنه كلام مؤلم لكنه واقعي. ربما لو فكرنا جميعنا بهذه النقاط جيداً سنجد شيئاً منها في واقعنا، وهو ما علينا تغييره للأفضل، فالأطفال يجب أن يكونوا أولوية دائماً بالنسبة للأهل والمدرسة معاً، فالتنشئة السليمة هي ما يصنع مستقبلاً مشرقاً لهم.
اقرئي أيضاً:
زواج مثالي ينتهي بجريمة مروِّعة!
طفل يخضع للجراحة بعد تناوله للبوشار
أم تعود إلى العمل مع ابنتها الرضيعة!
دخل المستشفى بسبب لعبة موجودة في بيوتنا
أم تبدو أجمل وأرشق بعد إنجابها لسبعة أطفال!
نصيحة من أم كادت أن تفقد طفلها