أخبار حول العالم
نصيحة من أم كادت أن تفقد طفلها
تحدثت إحدى الأمهات عن تجربتها الصعبة والمرعبة مع طفلها الصغير بعد أن تناول حبات من الدواء وقعت بالخطأ بين يديه، وقامت بمشاركة قصتها على إنستغرام لتوعية غيرها من الأمهات بتبعات ترك الأدوية بين يدي الأطفال موضحة خطورة الموقف وضرورة الانتباه له، فقالت:
“هكذا كان طفلي ذو العامين بعد تناوله جرعة كبيرة من دواء للكبار.
مررت في هذا الاسبوع بأكثر اللحظات رعباً في حياتي! كان طفلي هادئاً بشكل مثير للريبة لفترة طويلة، لذا بدأت بالبحث عنه. بعد أن ناديت عليه عدة مرات قدم إلي راكضاً وعلى وجهه ابتسامة عريضة، سألته عما كان يفعله ولماذا لم يجبني عندما ناديته عدة مرات، فأجابني بكل فخر أنه وجد حلوى وأكل منها كثيراً.
سألته وأنا في حيرة من أمري أين كانت هذه الحلوى، فأجابني: "في بطني". كنت متأكدة أنني لم أعطه الحلوى، ولم تقم مساعدتي بذلك أيضاً، فهل صعد على الكرسي ليتناول بعضاً منها أم أنه وجدها في مكان ما؟! لذا طلبت منه أن يأخذني إلى مكان وجودها، فأخذ بيدي وقادني إلى الغرفة حيث كانت تقوم مساعدتنا بكي الملابس صباحاً، ثم أشار إلى الأريكة قائلاً "تا دا" منتظراً مني أن أضحك أو أن أقوم برد فعل معين. لكن لم يكن رد فعلي كما توقع!
على الأريكة كانت علبة مسكن الألم الخاصة بمساعدتنا مفتوحة وقد تبقى فيها 5 أقراص فقط. شعرت بأن قلبي ومعدتي يعتصران، وهرعت إلى الثلاجة لجلب عصير الليمون الأسود الذي يحتوي على الفحم النشط (مفيد للأمعاء ويمتص السموم)، وقلت له بان يشربه حتى أجهز نفسي للخروج. لحسن الحظ دخل زوجي في تلك اللحظة وهرع بنا لأقرب مستشفى على بعد 10 دقائق فقط.
ما تلا ذلك لا يمكن وصفه إلا بأسوأ أيام الأمومة بالنسبة لي. لقد حاول الأطباء والممرضون بشدة أن يقنعوا طفلنا بشرب مطهر كريه الرائحة إلا أنه لم يستسلم، وقد كنت أعلم تماماً ما الذي سيحدث إذا استمر الحال بهذا الشكل، شعرت بالغثيان وبأن قلبي يؤلمني وبدأت عيناي تغرق في الدموع. علمت بأني لا أقوى على الإمساك به لذا طلب الطبيب إحضار ممرضة أخرى لتساعدهم.
كان علي أن أقف في الجهة الأخرى من الغرفة وأن أعطي ظهري لكل ما يحدث خلفي، كنت أحاول أن أتحكم بدموعي بينما كان طفلي يصرخ ويناديني. كان على صغيري أن يخضع لغسيل المعدة وتم تثبيت أنبوب التغذية من أنفه ليصل إلى معدته ليملأها بمزيج من الفحم والأدوية ذات الرائحة المقززة التي تحمي بطانة معدته وتقيها من النزيف. لا أملك كلمات تصف حجم الرعب الذي اختبرته، الرائحة والأصوات والبكاء كانوا أشياء لا أعتقد أني سأتمكن من نسيانها في وقت قريب.
أخذت هذه الصورة لأريها لأطفالي الآخرين، لأخيفهم وأخبرهم أنه لا يجب عليهم إطلاقاً لمس أي دواء. هل أبالغ في هذا؟ ربما، لكني لا أريد أن أعيد مثل هذا اليوم أبداً. لماذا أقوم بنشر هذا الموضوع هنا؟ لأني لا أريد أيضا لأي أم أن تواجه يوماً مثل يومي هذا أبداً.
لقد قمت بإخبار جميع من أعرفهم وجميع من في المنزل بعدم ترك الأدوية في متناول الأطفال، للأسف كان علينا اختبار هذا الدرس الصعب والمرعب بأنفسنا لكي نتعلم.
استخدموا تجربة ابني للمساعدة في تثقيف وتوعية أي شخص في منزلكم عن مخاطر ترك الأدوية في متناول الأطفال. فالأطفال فضوليون ولا نستطيع مراقبتهم في كل ثانية من اليوم، علينا التأكد تماماً بأنه لا يوجد أي مخاطر في طريقهم."