انتشرت في الآونة الأخيرة في جميع الصحف والمواقع الإخبارية قصة الطفل المصري عبد الرحمن طارق الذي لجأ إلى الرقص في محاولة منه لمواجهة مرض السرطان الذي ألم به وهو في عمر صغير.

كان قد شخص عبد الرحمن بالسرطان وهو لم يتجاوز العشرين شهراً من عمره، مما كان ينبئ بمستقبل صعب ينتظر هذا الطفل الصغير. 

لكنه وبعد 10 أعوام من تشخيصه وإتمامه لجسات العلاج الكيماوي والإشعاعي بدأ بتعلم الرقص بالتنورة، وهي رقصة صوفية معروفة في مصر، يرتدي فيها الراقص تنورة ثقيلة تكون عادةً مصنوعة من الصوف وهو ما يدعم توازنه وهو يدور لمدة طويلة في مركز واحد.

كان الرقص بالتنورة بمثابة العلاج الذي ساعد الطفل عبد الرحمن على تجاوز مرضه الذي ما زالت آثاره وآلامه موجودة والذي يمكن أن يعود إليه مرة أخرى، لكنه الآن يملك حلماً وطموحاً يعيش من أجله ويجد في الرقص بالتنورة ما يخفف من آلامه ويشحنه بالطاقة الإيجابية للاستمرار.

فقال: "عندما كنت أصغر في السن كانت تصلني وأنا أتلقى حصص الكمياوي فيديوهات من إخواتي وهم يتعلمون رقصة التنورة، وكنت متحمسا لمشاركتهم ذلك وكان الأمر مؤجلاً حتى أشفى".

وأضاف: “قبل أن أبدأ في تلقي دورات تدريبية في رقصة التنورة كنت قليل الحركة وكثير النوم، لكن منذ بدأت الرقص صار عندي هدف وأصبحت أميل إلى الدوران في حركات منتظمة طول الوقت مما شحنني بطاقة إيجابية، وبفضل ذلك تعلمت الكثير من الأشياء".

وقالت حنان محروس والدة عبد الرحمن: "لم يكن عبد الرحمن يفعل أي شيء، كانت حياته خالية من أي هدف ما عدى تلقي العلاج باستمرار، لكن تعلم إخوته لرقصة التنورة جعله يتحمس كثيراً لمشاركتهم ذلك لاسيما وأنهم عملوا على نقل ما تعلموه له، فصار ينظر للمستقبل بروح معنوية مرتفعة ويطمح إلى النجاح في اعتلاء المسرح للرقص والتمثيل أيضا".

وقالت أيضاً: “عبد الرحمن يعد من بين الأطفال الذين تمكنوا من الانتصار على مرض السرطان من خلال حبه للفن.. فهذا الشغف تحوّل إلى علاج ناجع له". وترى أن “العلاج لابد أن يكون نفسياً بالأساس، قبل أن يكون عضوياً للانتصار على أي ألم".

ويطمح عبدالرحمن إلى أن يدرس ويتقن الرقصة التقليدية بشكل احترافي، وهو يتلقى الآن دروساً في رقصة التنورة والتمثيل قدمت له مجاناً من المخرج هيثم حسن الذي يعمل بمسرح صغير في شارع عماد الدين في القاهرة.

* المصدر من موقع alarab.co.uk