أخبار حول العالم
وسائل التواصل تزيد الشعور بالوحدة للأطفال والمراهقين
أصغر طفلٍ متصل كان عمره 10 سنوات!
في إحصائية قامت بها منظمة خط هاتف الأطفالChildline المعنية بتقديم الخدمات الاستشارية للأطفال والمراهقين حتى سن التاسعة عشر في المملكة المتحدة والتي تتعامل مع أية أمور تسبب لهذه الفئة العمرية القلق أو التوتر كالمضايقات، والعنف ضد الطفل والمشاكل العقلية والنفسية التي يمرون بها، تبين أن عدد الأطفال الذين يتواصلون مع المنظمة لأسبابٍ تتعلق بشعورهم بالعزلة والوحدة تتزايد مؤخراً. حيث كشفت أن الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في المملكة المتحدة وجزر القنال الإنجليزية (NSPCC) قامت بإيصال 4,636 جلسة استشارية عن الوِحدَة في العامين 2018/2017.
والمقلق بالأمر بأن هذه هي السنة الثانية فقط التي تم تسجيل البيانات حول موضوع الشعور بالوحدة فيها، حيث من المعتاد أن تكون معدلاتها منخفضة كالشعور "بعدم الثقة بالنفس" أو "بالتعاسة"، كما أن الأرقام تشير إلى زيادةٍ نسبتها 14% عن السنة التي قبلها فقد ساعدت المنظمة حينها 4,063 طفلاً وشاباً صغيراً ممن يعانون من الشعور بالعزلة.
كما يكشف التقرير الجديد عن أن ما يقارب الـ 80% من هذه الجلسات الاستشارية كانت لفتيات، مع ادعاءات عديدة بأن التأثير الضار لوسائل التواصل الاجتماعي ومقارنتهن بالأخريات عبر الإنترنت جعلهن يشعرن بالعزلة بشكلٍ متصاعد.
ومع أن غالبية الباحثين عن المساعدة الذين تواصلوا مع المنظمة هم من فئة المراهقين، إلَّا أن أصغر متصلٍ بحاجة إلى مساعدة كان يبلغ من العمر العشر سنوات فقط!
حتى أن أحد المراهقين تحدث إلى (Childline) وقال: "أشعرُ مؤخراً بأني معزول تماماً ووحيد. أرى جميع أصدقائي على وسائل التواصل الاجتماعي يمرحون ويقضون وقتاً رائعاً وذلك يحزنني. فأنا أشعر بأن لا أحد يهتم كفاية لدعوتي". كما تحدَّث مراهقٌ آخر عمره ما بين السادسة عشر والثامنة عشر قائلاً: "إن مزاجي يزداد سوءاً وأنا الآن مستاءٌ طيلة الوقت ولا أستطيع التوقف عن البكاء. إنه يؤثر على أدائي المدرسي ولا أستطيع التحكم في تقلباتي المزاجية، أشعر وكأن كل شيءٍ يتساقط من حولي. كل ما أريده هو ألَّا أشعر بالوحدة بعد الأن"
لذلك فقد أطلقت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في المملكة المتحدة وجزر القنال الإنجليزية (NSPCC) حملةً بعنوان "هل أنتم هنا؟" تطالب الحكومة هناك بتقديم التمويل إلى هذه المنظمة حتى تتمكن من مساعدة عددٍ أكبر من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.
حيث تتساءل السيدة "إيستر رانتزين" (Esther Rantzen) مؤسسة منظمة خط هاتف الأطفال قائلة: "يجب أن يؤخذ الشعور بالوحدة على محمل الجد حيث يحتمل أن تكون مدمرة لصحة الأطفال جسدياً وعقلياً. والسؤال المفصلي والذي يطرح نفسه هنا، ما هو سبب ارتفاع هذا الأمر بين الأطفال؟ ".
كما أضافت "هل جميعنا مشغولين جداً لدرجة أننا لا نملك مساحةً ولا وقتاً كافيين لأطفالنا؟ هل فقدنا عادة تناول الطعام سوياً؟ أم أنه الوهم الذي صنعته وسائل التواصل الاجتماعي بأن كل الآخرين محبوبين ومشاهير ويستمتعون بحياة أكثر حماسة ومرح فيشعر أطفالنا بأنهم أكثر وحدة من أي وقتٍ سبق؟ مهما كان السبب فإنه من المهم جداً أن يعلم جميع الأطفال أن بإمكانهم التواصل معنا دائماً وفي أي وقت للتحدث مع من ينصت إليهم ويهتم لأمرهم."
كما تتفق معها "ألمونديما لارا" (Almundena Lara) رئيسة السياسات في (NSPCC)، مضيفةً بأننا في الوقت الذي نظن فيه بأن الوحدة أمرٌ لا يؤثر بالأطفال والمراهقين، تُثبتُ الأرقام عكس ذلك. كما صَرَّحَت بأن أعداد الأطفال الطالبين للدعم بما يتعلق بالوحدة والعزلة في ازدياد.
فإن شعرتِ بالقلق حيال أن طفلك قد يعاني من مشاعر الوحدة لكنك تجدين جعله يتحدث إليك بقلبٍ مفتوح أمراً صعباً، يمكنك اتباع النصائح التالية:
-
اختاري وقتاً تكونان فيه سوياً بعيدان فيه عن أي مصادر تشتت خارجية، كالذهاب في نزهة مشياً أو بالسيارة.
-
حاولي أن لا تنفعلي إذا أخبرك طفلك أمراً ينذرك أو يزعجك، لأن ذلك قد يمنعه من التحدث إليك.
-
إن لم يكن مستعداً للتحدث بعد، احرصي على أن تجربي ذلك بعد عدة أيام.
-
احرصي على أن تأخذي ما يخبرك به طفلك على محمل الجد، فسيعرف أنك تقدّرين مشاعره وتحترمينها.
وإن كنتِ تعانين من جعله يتحدث إليك بأريحية، جربي أن تعرضي عليه المساعدة من شخص آخر مختص. كما يُفَضَّل أن يقوم أحد الوالدين والمقرب أكثر إلى الطفل بالحديث إليه.
*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع Independent.