أضافت الشبكة العالمية نتفلكس عمل درامي جديد لأعمالها العربية، ويتناول العمل امتداد للمسلسل المصري عايزة أتجوز، مما جعل الكثيرين ينتظرونه بفارغ الصبر، وذلك بسبب الشهرة الواسعة والمحبة الجماهيرية التي اكتسبها مسلسل عايزة أتجوز، والذي استطاع أن يعالج قضية تأخر الزواج عند الفتيات والتحديات التي تواجه الفتاة المقبلة على 30.

ولكن يأتي المسلسل الثاني المكون من ست حلقات والذي يحمل عنوان "البحث عن علا" وهو من تأليف مها الوزير وغادة عبدالعال وإخراج هادي الباجوري ليؤكد لنا أن مشكلة النساء في الوطن العربي لا تتوقف عند الزواج، و وتدور أحداثه حول حياة الدكتورة الصيدلانية علا عبدالصبور ورحلة واقعها الجديد بعد الطلاق من زوجها “هشام” والذي يقوم بتأدية دوره الفنان هاني عادل، واللذان تزوجا في آخر الجزء الأول من المسلسل فيعود الجزء الثاني بطلاقهم، مما يشكل صدمة كبيرة لعلا، والتي تحاول أن تتجاوز هذه الأزمة وتتعامل معها إلى جانب البحث عن التوازن في حياتها بين المسؤوليات التي تقع على عاتقها ورحلتها للبحث عن ذاتها لمواكبة التغيرات التي حدثت لها ومحاولة أخرى للعثور على علاقة حب ناجحة والبحث عن شريك.

وقد حقق المسلسل نجاحاً باهراً بسبب عفويته وقربه من المشاهد وكونه مسلسل كوميدي خفيف، والمسلسل من بطولة الفنانة التونسية هند صبري ويشارك في بطولته كل من “سوسن بدر وأحمد فؤاد سليم_وهاني عادل وندى موسى، كما هو الحال في الجزء الأول يشارك في كل حلقة أو بعض حلقات ضيف شرف يكون له قصة مختلفة في حياة علا عبد الصبور ومنهم خالد النبوي ويسرا وشيرين رضا.

وعبر الجمهور عن رأيه في المسلسل على منصات التواصل الاجتماعي، فوجد البعض أن النقلة النوعية في حياة علا بطلة المسلسل قد جعلته أقل قرباً من الجمهور البسيط المتواضع، وأن حياة الرفاهية التي تعيش فيها بعيدة عن واقع المشاهدين، وقد انتقد البعض المسلسل بأنه يشجع النساء على الطلاق، وأن حياة المرأة تبدأ بعض الطلاق والانفصال.

ومن وجهة نظري الشخصية، فأنا أرى أن المسلسل استطاع من خلال شخصية علا أن يلخص حياة الكثيرات من النساء في العالم العربي، ولم يغفل المسلسل عن توضيح النظرة المجتمعية السائدة والضغوطات التي تواجهها المرأة وكيفية تعاملها معها خاصة من أقرب الِاشخاص إليها، ومن الرسائل المبطنة أن على المرأة المحافظة على هويتها وعملها وعدم الاستغناء عنها في سبيل الزواج، كما أنه يعطي الأمل لكل امرأة ولكل شخص أن التغيير وأن البداية تكون في أي وقت وأن العمر مجرد رقم لا يجب أن يكون سبباً كي نتوقف عن المحاولة والحلم.

وتناول العمل الفني أيضاً علاقة الأم بأبنائها وكيفية التعامل معهم في حالات الانفصال وكيف يمكن للطلاق أن يؤثر عليهم وعلى حياتهم.